الموضوع: رحلة ( حج قلب❤)
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-14, 03:20 PM   #7
مُزن
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 18-09-2011
المشاركات: 143
مُزن is on a distinguished road
افتراضي


📩 رحلة ( حج ❤ قلب )
5⃣ تأملات
💢 ذكر غير واحد من المفسرين أن مقصود السورة الحثِّ على التقوى التي ترفع الإنسان إلى أن يعامله ربه بالفضل في يوم الفصل.
❕والتقوى خير زاد لمن قصد العظيم سواء بقلبه او بدنه
{فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}
🌴ومن خلال تدبر آيات سورة الحج يتضح لنا أن زاد التقوى يكون :
🍃بالعلم باسماء الله تعالى.
🍃والعلم بأفعاله سبحانه وتعالى.
🍃والعلم بلقاءه سبحانه وتعالى.

⏪ فلو تأملنا ما ورد فيها من اسماء الله نجد اكثر اسم ورد هو ( الله ) العظيم المعظم سبحانه ورد فيها ما يقارب عدد آياتها حوالى خمس وسبعين مرة .وهذا أمر يلفت النظر وكأنه يدل أن هو العظيم سبحانه و هو المعظم الذي يقصد لا أحد سواه.
💢 ثم إنه ورد فيها اسم الله (الحق،) وهو اسم عظيم من أسماء الله، أنسب ما يكون لهذه السورة ، فالله هو الحق وهو المستحق لأن يعظم.
💢وفي هذه السورة أيضا أتى اسمه الإله؛ وهو الإله الذي يحَب ويعظم.
💢وأتى قدير, وقوي, وعزيز, وأتى عليم, حكيم، ثم ترى عجبا في تتابع أسمائه وصفاته، فتسمع عنه أنه خير الرازقين، وتسمع عنه أنه عليم حليم، وأنه عفو غفور، وأنه سميع بصير، وأنه علي كبير ، وأنه لطيف خبير، وأنه غني حميد، وأنه رؤوف رحيم.
💢 فأين نحن عن هذه الأسماء!؟ وأكيد أنه سيلف نظرنا وصفه بأنه نعم المولى ونعم النصير، كما هو في آخر السورة .
💢 وسيلفت نظرنا تكرر اسم الحق مرتين، والقوي العزيز أيضا والسميع البصير. فما الشأن؟ وماهذه السورة العظيمة التي جمعت هذه الأسماء والصفات؟

💢و ترى في السورة من أفعاله ما تتعجب لاجتماعها: (خلقناكم، لنبين لكم ، نقر، ما نشاء، نخرجكم، يفعل ما يريد ، يفعل ما يشاء )، تسمع عنه (يحيي الموتى، أنه على كل شيء قدير، يبعث من في القبور)،
تسمع عن عظمته وخضوع كل المخلوقات وسجودها له فإين قلبك لِمَ يستكبر؟ {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}
💢 تسمع عن عظمته وجلاله وجبروته {وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ}.
✨وتسمع عن فضله ورحمته{إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }
كما دعانا لنرى ونتفكر بأفعاله سبحانه
قال لنا: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}، ويقال لنا: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ(56)وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ}، إذا هذا كله الذي تراه حولك من آيات مابالك لاتتفكر فيها؟ ولا توصلك إلى دلالاتها؟
✨إلى أن تختم السورة بأمر عجيب عليك أن تتفكر فيه {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ(37)مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(37)}
💔إن الناس لم يقدروا الله حق قدره، فلا أسماؤه وصفاته عرفوا، ولا في أفعاله تفكروا، ما شغلوا قلوبهم ولا عقولهم ولا أبصارهم ولا أسماعهم بما يجعل معرفة الله مستقرة، ومن َثم تقواه، ومن َثم السير إلى رضاه، فلا عذر لنا بعد أن علمنا عن أسمائه وصفاته وأفعاله، وبعد أن أرشدنا أن نتفكر في آياته التي تدور حولنا.

🌟العلم عن لقاء الله
بدأ سبحانه السورة بذكر القيامة وأهوالها حثا على التقوى التي هي أنفع زاد {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ }
اللهم سلم سلم وعاملنا بسترك وعفوك وصفحك، وكما سترتنا في الدنيا فإنا نرجوك أن تسترنا يوم أن نلقاك.

🌟 ثم أتت الآيات تصف موقفا آخر من مواقفهم، فيقول الله:
{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ(99)يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ(02)وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ(09) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}.
وصورة أخرى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}.

🌟التقوى حصيلة علمك عن الله بأسمائه وصفاته، وانشغال قلبك بالتفكر في آلائه، وتذكر خاطرك دائما للقائه، تجد نورا يهيج قلبك للسير إليه، تعمل وتترك، ترجو وتخاف، وأنت سائر تقول: اللهم سلم اللهم سلم.

✨اللهم اجعل التقوى خير زاد لنا ✨
من دروس أناهيد السميري "بتصرف"
مُزن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس