الموضوع: رحلة ( حج قلب❤)
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-14, 03:53 PM   #9
مُزن
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 18-09-2011
المشاركات: 143
مُزن is on a distinguished road
افتراضي


📩 رحلة ( حج قلب❤)
7⃣ آية (1)
بسم الله نبدأ وبه نستعين
💢هذه السورة نزلت بعد الهجرة فهي مدنية وفيها آيات مكية ويغلب على السورة طابع واسلوب السور المكية من الدعوة للتوحيد وإثبات البعث والايمان باليوم الآخر
مع ما فيها من الاسلوب المدني كأمر بالقتال وذكر الحج ...
❤وكأن القلب في حجه وقصده للعظيم سبحانه عليه أولاً بالتخلية ثم التحلية
وذلك أنه في سيره الى ربه قاصداً تعظيمه عليه أولاً أن يزيل الآثام والأكدار التي تلبس بها ( من ريب وكبر وضعف في الإيمان وجدال بغير علم وسوء ظن بالله ...)ويتطهر منها ليتأهل للوصول إلى العظيم سبحانه .فبدأت السورة بذكر الساعة وأهوالها وتقرير حقيقة البعث وإحياء الموتى وأن الله هو الحق سبحانه وله الملك وغيرها من دلائل توحيد الله وتعظيمه إلى أن صح القلب من علله و هدي إلى الطيب من القول ثم بدأت رحلة القلب مع الأركان في السير والحج إلى العظيم سبحانه وخلال هذا المسير لابد من اعتراض الآفات في الطريق من تلسط الاعداء وهذه سنة الله في كل من قصد الطريق وكذلك كيد الشيطان للقاصدين ولكن كل ذلك يزيد من عرف الطريق ولزمه يزيده إيماناً فيخبت له قلبه ويهديه ربه فيظل مهاجراً في سبيل ربه متذكراً ومستشعراً نعم المنعم عليه لا يثنيه عن عزمه في السير إلى ربه أحد معرضاً عنهم قائماً بين يدي ربه راكعاً ساجداً مجتهدا في فعل كل خيراً باذلا سعته وجهده معتصماً بربه ومولاه فهو نعم المولى والنصير .إلى أن يلقى العظيم سبحانه فيجازيه بعد ما هاجر في سبيله تاركاً الدنيا ومتاعها جازه {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ(1)}
❕الخطاب هنا عام للناس جميعاً، وعادةً ما يأتي الخطاب الذي يطلب الإيمان عاماً لكل الناس، إنما ساعة يطلب تنفيذ حكم شرعي يقول: يا أيها الذين آمنوا.
لذلك يقول هنا: {ياأيها الناس اتقوا رَبَّكُمْ..} يريد أنْ يلفتهم إلى قوة الإيمان
فالنداء للناس كلهم من المؤمنين وأهل الكتاب والمشركين الذين يسمعون هذه الآية من الموجودين يوم نزولها ومن يأتون بعدهم إلى يوم القيامة .

✨وكلمة {اتقوا رَبَّكُمْ..} التقوى: أنْ تجعل بينك وبين ما أحدِّثك عنه وقايةً، أي: شيئاً يقيك العذاب الذي لا طاقةَ لك به.
إن التقوى لابد أن تكون بعلم على نوٍر من الله، قال ابن رجب رحمه الله : "وأصل التقوى أن يعلم العبد مايتقي ثم يتقيه"، فلا بد للحاج وغيره السالك إلى ربه أن يتعلم ويستشعر ما يحقق له التقوى؛ التي هي الأساس المقصود من التشريع، والنتيجة المرجوة منه.

✨وسبحانه لما أمر عباده بالتقوى علمهم من خلال آيات السورة كيف يصلون إليها، وكيف يعيشوها، وكيف يغذوها، وكيف يقبلون على ربهم وقد سلمت نفوسهم وأصبحت معظمه بسبب ممارستهم للتقوى.

قال تعالى : {اتقوا رَبَّكُمْ.}
❕اختار في هذا الأمر صفة الربوبية، فقال: {اتقوا رَبَّكُمْ..} ولم يقُلْ: اتقوا الله؛ لأن الرب هو المتولِّي للرعاية وللتربية، فالذي يُحذّرك هو الذي يُحبك ويُعطيك، وهو الذي خلقك وربَّاك ورعاك.
فالربوبية عطاء: إيجاد من عَدم وإمداد من عُدم، فأولْى بك أن تتقيه، لأنه قدَّم لك الجميل.
🌾فافتتح السورة باسم الرب توددنا لخلقه جميعا متحبباً لهم ليحذرهم من العذاب يوم القيامة .

🍃اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك🍃

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
مُزن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس