عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-14, 02:42 AM   #1
بُشريات
~مشارِكة~
Pencel " التربية على التسليم "

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد؛

فقديماً قيل: من عاش لنفسه عاش صغيرا ومات حقيرا!

وكم رأينا رجلاً أهم شيء لديه أن يأكل ويشرب ويلبس وينام.. أهم شيء مِزاجه، .. وعن الآخرة يقول: حينما يأتي الحساب ستُفرج!!

طبعاً أنت تتعجب لهذا الرجل، فكلامه لا يقوله إلا جاهل أو عاصٍ، ولكن لا تَعجب، فهذا الكلام موجود بداخل كثير منا- معاشر الملتزمين- وإن كان لا يقوله بلسانه.. نعم: كثير منا يود أن يعيش لنفسه - ونفسه فقط-.

ودعونا نتصارح حتى نعالج تلك المشاكل؛ وإلا فسيظل السوس ينخر في العظم.. عظم الأمة.

قال تعالى عن إبراهيم: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ} [البقرة: 131 - 132]. قال ابن كثير رحمه الله: "وقوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} أي: أمَرَه الله تعالى بالإخلاص له والاستسلام والانقياد؛ فأجاب إلى ذلك شرعاً وقدراً. وقوله: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ} أي: وصى بهذه الملة وهي الإسلام لله، أو يعود الضمير على الكلمة، وهى قوله: {أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ؛ لحرصهم عليها ومحبتهم لها حافظوا عليها إلى حين الوفاة، ووصوا أبناءهم بها من بعدهم" اهـ.

وهكذا ربَّى الله جل جلاله خليلَه إبراهيم عليه السلام..

> التربية على التسليم

فسلِّم لربك أخي في الله؛ فالأمر كله له.

يقول الملك جل جلاله سبحانه: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور} [آل عمران:153 - 154].

{وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ }.. نعم: فكم من أناسٍ في هذه الدنيا لا هَمَّ إلا أنفسهم.. سلّموا أمرَهم لأنفسِهم لا لله.. - وكما قلت لك - قديماً قالوا: من عاش لنفسه عاش صغيرا ومات حقيرا.. فسلِّم نفسك له وحده يأمرها وينهاها بما هو أنفع وأصلح لها، فهو سبحانه عليم حكيم..

ضع يديك ورجليك في قيود الشريعة الفِضِّية لتتحرر من ذل العبودية لغير الله..

سلِّم تسلَم فالأمر كله لله.

وبحثاً عن العلاج،. لا بديل عن الصراحة ؛ وإلا فكما قلت لك: سيظل السوس ينخر في عظم الأمة.

إنَّ سبب مصائبنا اليوم: (أنفسنا)..

ترانا "منكوسين موكوسين" لماذا؟،. من أنفسنا..

شرذمة يهود يضربوننا على أمِّ رؤوسنا لماذا؟.. لماذا استضعفونا واستهانوا بنا؟..

- مع أننا أكثر من هؤلاء الناس جميعا، وعندنا كل الإمكانيات التي تؤهلنا لسيادة العالم ولكن لا نسود!! -

لهواننا على أنفسنا!

لأن ( السوس) في قلوبنا!

إنَّ أول نصرِ الدين أن تُصلح نفسك.. فمن هنا المنطلق، ومن هنا البداية

وإصلاح النفس يكون ((بتسليمها لله)) بكل حب ورضا، يأمرها وينهاها كيف شاء.

البداية من نفسك

وهذا الكلام قُلته من عشرين سنة.. وعشر.. وخمس.. والأمس.. واليوم.. وسأظل أقوله حتى أموت؛ لأنه قانون إلهي..{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].. قانون إلهي.. {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم} [الأنفال:53].

وإن الذي يتحدث عن التغيير في كل شيء إلا من عند نفسه لن يغير شيئا على الإطلاق.. فالبداية إذاً من أين؟ من عند أنفسنا،. وهذا ليس من عندي؛ ولكنه كلام الله كما مَرَّ.

إذاً فلابد من التحديق..

أتعرف معنى التحديق؟

التحديق في ذوات أنفسنا،.

أي شيء في أنفسنا يجب أن يتغير؟

فغيِّر نفسك ، وسَلِّم نفسك ، لا لنفسك ،ولكن لله.

يقول الله تعالى - {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ} [آل عمران: 154]

يقول هؤلاء المنافقون: من الذي أتى بنا إلى هنا..؟ ما لنا ولهذا الأمر؟!.. كالذين يقولون: ما لنا ولفلسطين؟!..


إنها قضية الإسلام و اليهود.. القضية قضية إسلام و كُفر..[قضية أخوة ورحمة]


وإنَّ الذي يهتم ويحزن لأحوال المسلمين ينبغي أنْ يفكر في نفسه فيُصلحها لتنصلح أمته الجريحة..

وليسلم لله، وليقل بلسان الحال و المقال: سمعاً وطاعةً يا رب: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}[البقرة 285]

لماذا سجن الإمام أحمد بن حنبل؟

من أجل العقيدة..

يقولون له: القرآن مخلوق!

فيقول لهم: القرآن كلام الله غير مخلوق.

سجنوه وضربوه..

الذى ضربه قال: ضربت أحمد سبعة عشر سوطاً لو ضُربها جبلٌ لانْهد..!!

نعم: سُجن، وضرب..

ومن قبل ذلك، في شعب أبي طالب: كم ضُرب أناس؟!

النبى صلى الله عليه وسلم نفسه سُجن وضُرب.. فالتأديب بالسجن و الضرب الآن ليس جديدا.. {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ} [فصلت: 43]..

أبو سيدنا إبراهيم قال له:{لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ} [مريم: 46].. فرعون قال لموسى عليه السلام: {لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} [الشعراء: 29]..

فهذه سُنَّة كونية،. سنة دائمة لا تتغير.. وابتلاء أحمد بن حنبل كان من أجل كلمة ما أسهل أن يتنازل عنها الناس اليوم؛ بل والملتزمون!!

قال أبو سعيد الواسطي: دخلت على أحمد السجن قبل الضرب فقلت:

يا أبا عبد الله، عليك عيال ولك صبيان وأنت معذور.. كأني أُسهِّل عليه الإجابة!!

كأنه يقول له بلُغَةِ عصرنا: وراءك عيال وتحتاج إلى تربيتهم، قل لهم الكلمة التي يريدونها.."القرآن مخلوق"،. واخرج من هنا.. ألست من داخل قلبك تعتقد أن القرآن كلام الله ؟! إذاً لا حرج عليك، طالما أن قلبك مطمئن بالإيمان!!

فقال الإمام أحمد: "يا أبا سعيد، إن كان هذا عقلك، فقد استرحت".!

وما أكثر أصحاب العقول المستريحة في زماننا!

أراح دماغه.. وغَيْرُ عابئٍ بأي أمر.. وتارك نفسه مع الماشي، وحينما يموت لا يجد إلا النار.

لذلك - إخوتاه - حينما يقول الله: {هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ} ؛ نقول له: إن الأمر كله لله، الأمر أمر الله،. فإذا أرادك أن تحمل فاحمل ما أمرك به.. هذه مسؤوليتك..

وهذه هي الأمانة التي قال الله عنها: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الاحزاب: 72]

احمل مسؤولية هذا الدين، فالدين أمانة..

الدين نَسبُك وصِهرك..

الدين مسؤولية كل مسلم..

الدين مسؤوليتك الشخصية، وسوف تُسأل عنه..

ووالله ثم والله لتُسألَنَّ عن دين الله.. ماذا عملت به؟ وماذا قدَّمت له؟

قال أبو بكر الصديق لمّا منعوا الزكاة: (أّيُنقَصُ الدين وأنا حي؟!! كلا والله)..

فهل ينقص وأنت حي؟ هل يَنقصُ الدين في بيتك وفي منطقتك وفي أرضك وفي كل العالم؟!

نعم ينقص؛ لأنك لم تحمله.

والمنافقون هم الذين لا يريدون أن يحملوا الدين..{يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} يقولون لأنفسهم: ما الذي أتى بكم إلى هنا؟!..{ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} [آل عمران: 154].. لو كان الموضوع بأيدينا!.. ما الذي جاء بنا إلى هنا؟!.. ما لنا و للقتال؟!،. لماذا نُقاتل؟!

لا،. فليس الأمر بأيديكم؛ {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} [آل عمران: 154].. لو لم يأتكم رسول ولو لم تخرجوا لقُتلتُم هنا أيضا.. طالما أنه - سبحانه - كتب عليكم أن تُقتلوا هنا فسوف تُقتلون هنا ولا محالة.. هذا قَدَر.

فالقضية ليست قضية أسباب. القضية من مُسبب الأسباب. فانتبه!

نقول له: يا أخي، البلاء يُدفع بطاعة الله ورسوله لا بمعصية الله ورسوله، فهل تعصي ربك لتدفع عنك البلاء؟!

اللهم ارفع عن المسلمين البلاء.

أطعْ ربك.. نَفِّّّذ أوامره؛ فالأمر كله له، لا لمن تخاف منهم..

سلِّم له تَسلم؛ فالذي أمرك الله.. الله العزيز،. الله الجبار.. الله اللطيف {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} [الشورى: 19].. الله الرحيم،. الله الحفيظ..

فكن معه، فأنت في حماه، ولن يُضيِّعك أبداُ؛ فهو الله.

كلمة جميلة جداً لأبي إسماعيل الهروي يُبين فيها هذا المعنى.. يقول:

"أنْ تعلم أنَّ الأمر صادر من عين من لا يخاف عواقب الأمر"

فالذي أمرك مَنْ؟. الله

قال ربي:{فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا} [الشمس: 14 - 15].

فكن معه، وسيحميك ويحرسك ويحفظك ويسددك وينجيك، وإن ابتلاك فسيرضيك.

قال ابن القيم - رحمه الله -:

"اُصدُق الله! فإذا صدقت عِشت بين عَطفِه ولُطفه،فعطفه يَقيك ما تحذره، ولطفه يرضيك بما يُقدِّره" اهـ.

ستعيش وتحيا بين العطف و اللطف..

فيعطف عليك،. فكل ما تخاف منه لن يحدث؛ لأنه - سبحانه - هو الملك، فلا يجري في الكون شيء إلا بقدره وإذنه ومشيئته، فسيحميك بعطفه..

وإذا قدَّر عليك شيئا تكرهه، فسيرضيك بلطفه.،

إذاً فكن لله كما يريد؛ يحمك ويرضِك.. فسلِّم له تسلم.

فلان كان يقود السيارة وفي لحظة القدر لم ير أمامه؛ فكانت الحادثة،. وفيها حصل العطف واللطف..

فالعطف: أن السيارة تكسرت لكنه خرج ساجداً يقول:"الحمد لله"..

يقولون له: السيارة انتهت!

يقول: يا أخي، الحمد لله.. الحمد لله..

فهذا لُطفٌ،.

أيها الأحبة..

إننا نحتاج أن نتربى على التسليم؛ لنسلَم..

لأننا إذا عشنا لله فنفذنا أوامره؛ وسلمنا له أزمة أنفسنا، فأطعْناه في كل ما يأمرنا به..

سَلِمنا، وسَيَّرَنا بين عَطفه ولُطفه.

اللهم احفظنا بعطفك ولُطفك يا رب..

والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين


- قبسات من مقالبتصرف يسير" التربية على التسليم " للشيخ حسين يعقوب -حفظه الله-

اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد عبدك ورسولك وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم"



°| ~ همسة: عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أوتقضي عنه ديناً، أوتطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل) [حسنه الألباني -رحمه الله-].

سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد ألاّ إله إلّا أنت، نستغفرك ونتوب إليك



توقيع بُشريات
[CENTER][FONT=Lucida Sans Unicode][SIZE=4][COLOR=Navy]قال صلى الله عليه وسلم: [COLOR=#538a59](افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده)[/COLOR] [SIZE=3][حسنه الألباني: الصحيحة ۱٨۹۰][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[/CENTER]
بُشريات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس