عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-14, 10:26 PM   #11
حاملة هم الدعوة
|علم وعمل، صبر ودعوة|
مشرفة تسجيل الغرف الصوتية
افتراضي تكملة فوائد قصة طالوت مع قومه في قتال جالوت


العبرة ليست بكثرة العدد

وفي قوله تعالى: {لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} [البقرة:249]

أراد عز وجل أن يقوي قلوب هؤلاء الذين قالوا هذه الكلمة بقوله: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة:249]

فالعبرة ليست بكثرة العدد ولكن بالتأييد الإلهي، ولذلك إذا جاءت الهزيمة فلا ينفع كثرة العدد،
وإذا جاء النصر فلا يمنعه قلة العدد.


قيمة اللجوء إلى الله ودعائه

وفي قوله تعالى: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً} [البقرة:250]

فائدة بلاغية بليغة وهي:

أنهم طلبوا من الله أن يفرغ عليهم الصبر أي: يغمرهم به من فوقهم؛ فتستقر قلوبهم ولا تقلق،
وأن يثبت أقدامهم من الأسفل، أفرغ علينا صبراً من فوقنا، يعني: أنزله علينا كثيراً عامراً كما يفرغ الإنسان الإناء كله:


{أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} [البقرة:250]

فسألوا الله تثبيت الظاهر والباطن، فإذاً إذا جاء الصبر من فوق، وثبات الأقدام من الأسفل جاء النصر.


{وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} [البقرة:250]

المبارزة: أن يبرز كل واحد منهم لصاحبه في وقت القتال،

نلاحظ هنا دور العلماء والأقوياء إيمانياً لما قالوا:
{قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً} [البقرة:249]

ونلاحظ تضرعهم إلى الله بإفراغ الصبر، وإنزال النصر، كما قال الله في آية أخرى:


{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ *
وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
[آل عمران:146-147]

كان النبي صلى الله عليه وسلم يلجأ إلى ربه في هذه المواطن الشديدة،
ويجأر إليه، ويلح عليه إلحاحاً شديداً، ولذلك كان يقول في معركة بدر : (اللهم بك أصول ..)
كان يستنجز نصر الله وموعوده ويقول إذا لاقى العدو:


(اللهم إني أعوذ بك من شرورهم، وأجعلك في نحورهم)

وكان يقول: (اللهم بك أصول وبك أجول).

فالإفراغ: هو الصبر وإخلاء الإناء مما فيه:

{أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً} [البقرة:250]

المبالغة في طلب الصبر من وجهين:

الأول: أنه إذا صب الشيء في الشيء فقد أثبت فيه بحيث لا يزول عنه:
{أَفْرِغْ عَلَيْنَا} [البقرة:250]

يعني: صبه علينا صباً بحيث لا يخرج بل يبقى مستقراً في أنفسنا.

والثاني:

إفراغ الإناء هو إخلاؤه، معنى ذلك: صب كل ما فيه،

ولذلك سألوا صبراً كثيراً وداخلاً ولذلك قالوا:


{أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً} [البقرة:250] و

هذا أبلغ من قولهم: صبرنا فالإفراغ إذاً طلب الكثرة من الصبر، وأن يكون فيه -داخله- ممتلئاً بحيث إنه لا يخرج منه.
يتبع ..



توقيع حاملة هم الدعوة
موعظة بليغة للشيخ صالح المغامسي حفظه الله

كل من استدام على طاعة في الغالب انه يموت عليها وهذا مايسمى بحسن الخواتيم والناس اذا رأو انسان على طاعة ظنوا به خيرا وان رأوه على معصية ظنوا به سوءا والله وحده من يعلم مافي سريرة هذا العبد والله لايظلم احدا مثقال ذرة فيكافئه جل وعلا بأن يميته على نحو ان كان ذا سريرة حسنة يكون حسن الله بربه جل وعلا فيقبل على الله في لحظات يكون فيه قريبا من ربه
(لايكون في لسانك مسارعة على القدح في الناس فلاأحد يعلم بالسرائر غير الله عز وجل)


التعديل الأخير تم بواسطة حاملة هم الدعوة ; 09-12-14 الساعة 10:53 PM
حاملة هم الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس