عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-07, 02:20 PM   #1
أمة الودود
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 174
أمة الودود is on a distinguished road
افتراضي معنى تلاوة القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتابه مفتاح دار السعادة:

"وهذه المتابعة هي التلاوة التي أثنى الله على أهلها في قوله تعالى: { إنَّ الَّذينَ يَتْلونَ كِتابَ اللهِ } وفي قوله: {الَّذينَ آتَيْناهُمُ الكِتابَ يَتْلونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أولَئِكَ يُؤمِنونَ بِهِ } والمعنى: يتبعون كتاب الله حق اتباعه. وقال تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } وقال: { إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } فحقيقة التلاوة في هذه المواضِع هي التلاوة المطلقة التامة، وهي تلاوة اللفظ والمعنى، فتلاوة اللفظ جزء من مسمى التلاوة المطلقة، وحقيقة اللفظ إنما هي الاتباع، يقال: اتلُ أثر فلان، وتلوتُ أثره، وقفوته وقصصته؛ بمعنى: تبعتُ خلفه، ومنه قوله تعالى: { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا } أي: تبعها في الطلوع بعد غيبتها. ويقال: جاء القوم يتلو بعضهم بعضًا؛ أي يتّبع. وسمي تالي الكلام تالياً لأنه يتبع بعض الحروف بعضًا، لا يخرجها جملة واحدة بل يتبع بعضها بعضًا مرتّبة، كلما انقضى حرف أو كلمة أتبعه بحرف آخر و كلمة أخرى، وهذه التلاوة وسيلة وطريق. والمقصود التلاوة الحقيقية؛ وهي تلاوة المعنى واتّباعه، تصديقًا بخبره، وائتمار بامره، وانتهاء بنهيه، وائتماما به حيث قادك انقدت معه. فتلاوة القرآن تتناول تلاوة لفظه ومعناه، وتلاوة المعنى أشرف من مجرد تلاوة اللفظ، و أهلها هم أهل القرآن الذين لهم الثناء في الدنيا و الآخرة، فإنهم أهل تلاوة ومتابعة حقًّا" .

التعديل الأخير تم بواسطة أمة الودود ; 24-10-07 الساعة 02:25 PM
أمة الودود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس