عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-15, 01:36 PM   #9
سارة عبد الله
|طالبة في المستوى الاول |
 
تاريخ التسجيل: 26-07-2011
المشاركات: 102
سارة عبد الله is on a distinguished road
افتراضي

3/ ملازمة خشية الله:

وهو الأدب الثالث الذي ذكره المصنف – رحمه الله- فعلى طالب العلم أن يلازم خشية الله تعالى بحيث يمتلئ قلبه بالخوف منه سبحانه عزو وجل ،فيبادر إلى طاعته وترك معصيته ،فيجاهد نفسه لارضاء ربه عزوجل.



والفرق بين الخوف والخشية: على أقوال منها:



* ماقاله ابن القيم : من ان الخوف يدل على الهرب والاضطراب فالخائف تجده جازعا مضطربا.
والخشية تدل على السكينة والاعتصام والثبات فتجد من يحملها معتصما بالله ثابتا ساكنا، ولهذا كان العلماء اخشى الخلق لله.
* ومنها: أن الخائف يخاف العقوبة ومتعلق بها والذي يتصف بالخشية تجده يخشى مُنزل العقوبة.

*وقالوا: أن الخوف يكون لضعف الخائف والخشية لعظم المخشي.



- فالعبد مطالب بهما كلاهما، مطالب بالخوف من الله عزوجل لأنه العبد ضعيف لا حول له ولا قوة،لايقدر على شيء من دون توفيق الله وإعانته، والدليل :(( إنما ذلكم الشطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )).
- ومطالب بالخشية لأنه لا أعظم من الله ولا أكبر منه، وقد قال تعالى (( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ ))، لأن من عرف الله وعلم عن عظمته وجبروته وأنه الغني القوي ، يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الملك وهو على كل شيء قدير،ويعلم مافي البر والبحر وهو العليم بذات الصدور. خشيه بل وعظمت خشيته له. قال تعالى : (( أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ماأمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب )).
ولذلك قال تقي الدين ابن تيمية - رحمه الله - :" كل عاص لله فهو جاهل." وصدق رحمه الله، معصية الله من أعظم أسبابها الجهل و الهوى.


*** تنشأ الخشية من أمور :
* أن يعلم صفات الله وقدرته عزو وجل وأنه مطلع عليه في سره وعلنه،لايغفل ولاينسى،لاتأخذه سنة ولا نوم.
*ان يعلم العبد ويتيقن أن الله قادر عليه وقادر على إنزال العقوبة به وإهلاكه،فقد اهلك أمما كانوا أشد قوة وآثارا، فكيف بعبد ضعيف.
*وأن يعلم قرب الآخرة منه فهو عما قريب راحل عن هذه الدنيا كأنه لم يلبث فيها إلا يوما أو بعض يوم ،فيلقى ماجنته يداه حاضرا ولا يظلم ربك احدا.


*** والخشية موقعها في القلب ولها أثر على الجوارح، ومن آثارها :

*إظهار شعائر الإسلام ،والمحافظة عليها.
*اإظهار السنة والحفاظ عليها.
*الدعوة إلى السنة والعمل على نشرها ،وذلك بأن يكون داعيا بعلمه وعمله.فخير العباد من يخشى الله،ويخشى الله من عباده العلماء،فهم خير الناس،ولايكون العالم عالما حتى يعمل بعلمه فيكون داعيا بعمله قبل علمه.
*أن يكون ذا خلق حسن سهلا لينا مع خلق الله،ذا سمت حسن،(أي صفاته الظاهرة).



*** وذكر المصنف أثر (( هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل )) وقد رواه 9 آباء.وهو منسوب لعلي بن أبي طالب وقيل لسفيان الثوري،ولكنه ضعيف جدا ولايصح لأن فيه عبد العزيز التميمي وهو مُتكلم فيه.

كن معناه صحيح، فمن ترك العمل بالعلم، نسيه وسُلب بركته، و العلم إنما يُراد به العمل.
سارة عبد الله غير متواجد حالياً