عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-15, 08:53 PM   #13
سارة عبد الله
|طالبة في المستوى الاول |
 
تاريخ التسجيل: 26-07-2011
المشاركات: 102
سارة عبد الله is on a distinguished road
افتراضي



4/ دوام المراقبة لله عزوجل:


الصفة الرابعة وهي التحلي بدوام مراقبة الله عزوجل ،فيراقبه في عمله الظاهر وفي نيته ومقصده، فالله عزوجل قال: ((إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )).وقال تعالى عن نفسه (( يعلم السر وأخفى ))
وفسر بعض العلماء السر هنا بما لم يتحدث به بلسانه ،بل ما خطر على قلبه.
الأخفى هو ما لم يخطر بعدُّ على قلب العبد ، يعلم ربُّ العزة و الجلال صفته ويعلمُ وقته ، و إذا تأمل العبدُّ هذا العلم وسعته إمتلأ قلبه إجلالا و عظمة وهيبة


والمراقبة من راقب ، هذه المادة الراء و القاف و الباء تدل على مراعاة الشيء و على ملاحظته و لذلك يعرف العلماء المراقبة بأنها ملاحظة الرقيب و تيقن العبد بأن الله مطلعٌ عليه ظاهراً و باطناً،يسمع كلامه ويرى أفعاله و يعلم ما في نفسه.
،وعلى العبد أن يتصف بهذه الصفة في كل حال، حال خلوته وحال وجوده مع الناس لأن الله عزوجل مطلع عليه في جميع أحواله(( إن تخفوا مافي صدوركم أو تبدوه يعلمه الله )).ومن لازمها على كل حال رفعته إلى أعلى المراتب في الدين وهي الاحسان: أي ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.


وصفة المراقبة تجعل العبد يسير بين خوف من اطلاع الله عليه وهو فيما لايرضيه فيأخذه أخذا شديدا، وبين رجاءٍ في اطلاع الله عليه وهو على مايرضيه فيرضى عنه ويتقبل منه ماقدم.
وعلى العبد أن يوازن بين الرجاء والخوف فأيهما غلب هلك.فهما كالجناحان للطائر.ورأس الأمر المحبة والتعظيم.


وقد وقع خلاف بين أهل العلم في أيهما يُغلِّب العبد، فقال أحمد رحمه الله بأن العبد لابد أن يوازن بينهما فأيهما غلب هلك
وقال البعض: يكون التغليب بحسب حال الانسان فإن كان مقبلا على عبادة رجا قبول الله لها فليغلب الرجاء،ومن هم بمعصية يخاف عقوبة الله فليغلب الخوف ليرتدع.ويظهر أنه الصواب والله أعلم.

*ولكن الرجاء لابد فيه من عمل وتقرب إلى الله ثم يرجوه أن يقبل منه ويوفقه،أما الرجاء مع معصية الله والمداومة على مايغضبه جل جلاله فهذا مجرد تمني وليس رجاءا أو إحسانا بالظن وكما قيل :الأماني رأس مال المفاليس.

*وعلى طالب العلم ،بل وعلى كل عبد لله أن يُقبل بكليته على الله عزوجل، فمن أقبل عليه بصدق أعانه ووفقه وسدد خطاه، فيؤيده بنصره فقد قال تعالى (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)) ،
*وعليه أن يملأ قلبه حبا لله فهي من أعظم القربات إليه عزوجل،فقد قال تعالى (( والذين ءامنوا أشد حبا لله ))،
*وعليه أن لايفتر لسانه عن ذكره، فيذكره على كل حال اقتداءا بالنبي عليه أفضل الصلاة والتسليم،ويذكره حال خلوته وفي كل أوقاته، فبذكره جلا وعلا تطمئن القلوب وتهدأ النفوس وتنزل السكينة،وتذهب وساوس الشيطان ،وينال العبد الإعانة من الله،قال تعالى(( فاذكروني أذكركم )).


***عظم فضل الذكر: فلو عرفنا عظمته لما فترت ألسنتنا عنه،فهو:

* من أعظم الأسباب لنيل الأجر العظيم،كما قال عليه الصلاة والسلام :سبق المفردون (أي الذاكرون الله كثيرا والذاكرات).
* وهو من أسباب تحصيل العلم النافع،وفتح الذهن للفهم الصحيح،وجعل القلب مكانا طيبا خصبا لحمل العلم.
*أنه من أسباب البركة في العمر والوقت،فمن حافظ عليه زالت عنه وساوس الشيطان التي تذهب بالأوقات دونما شعور.
*أن الله مدح المؤمنين وأثنى عليهم بكثرة ذكرهم له وأمرهم بذلك فقال : ((يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا)).
ووصف المنافقين بعكس المؤمنين فقال : (( ولايذكرون الله إلا قليلا )).

وأعظم انواع الذكر : قراء القرآن.

*-*-* ومن الصفات التي ينبغي على طالب العلم التحلي بها الفرح بأحكام الله وحكمه ، فلا يتحرج مما أنزل الله ويضيق صدره بما فرضه عليه من أحكام،بل يفرح أن جعله الله مسلما موحدا وبعث له أفضل الكتب وخير الانبياء وخاتمهم ،ويفرح أن حرم الله عليه الخبائث،وكرمه وفضله على كثير ممن خلق بأن جعله مسلما موحدا، على مذهب أهل السنة والجماعة.

سارة عبد الله غير متواجد حالياً