اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عائشة و عبيد الرحمان
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شيخنا بارك الله فيك وفي علمك ،هل ممكن تحدتنا عن الاشاعرة وهل هم من المبتدعة ؟
وهل ممكن الاخد من كتاب احياء علوم الدين لابي حامد الغزالي -رحمه الله-
وجزاكم الله خيرا
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مذهب الأشاعرة يُخالِف مذهبَ أهل السنّة في أصول كثيرة منها (مسألة الأسماء والصفات) و(التحسين والتقبيح العقلي) و(الإيمان) و(الإمامة) و(أفعال العباد) وغيرها.
وهم مضطربون في مسائلهم؛ فعلى سبيل المثال:
1- الباقلاني له رأي في مسألة الكسب لم يقل به أسلافه.
2- والجويني يأخذ برأي القدرية في محصّل كلامه.
3- والرازي يُصرّح بالجبر.
وهكذا في كثير من مسائلهم، ولذلك مرّ مذهب الأشاعرة بأطوار كثيرة، والكلام على هذا يطول.
وأما قولك (هل هم من المبتدعة) فكأنك تقصدين الحكم على أعيانهم، والجواب على هذا فيه تفصيل؛ لأن الحكم على الفعل يختلف عن الحكم على الفاعل.
وعلماء الأشاعرة على أصناف كثيرة: فمنهم المقرّر، ومنهم المنتسب فقط، ومنهم من تأثّر بهم لكثرتهم في زمانه...إلخ.
والخلاصة ما ذكره ابن عثيمين رحمه الله في فتواه عندما سُئِل عنهم فقال:
(وأما موقفنا من العلماء المؤؤلين فنقول: من عرف منهم بحسن النية وكان لهم قدم صدق في الدين، واتباع السنة فهو معذور بتأويله السائغ، ولكن عذره في ذلك لا يمنع من تخطئة طريقته المخالفة لما كان عليه السلف الصالح من إجراء النصوص على ظاهرها، واعتقاد ما دل عليه ذلك الظاهر من غير تكييف، ولا تمثيل، فإنه يجب التفريق بين حكم القول وقائله، والفعل وفاعله، فالقول الخطأ إذا كان صادراً عن اجتهاد وحسن قصد لا يذم عليه قائله، بل يكون له أجر على اجتهاده ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر". متفق عليه، وأما وصفه بالضلال فإن أريد بالضلال الضلال المطلق الذي يذم به الموصوف، ويمقت عليه، فهذا لا يتوجه في مثل هذا المجتهد الذي علم منه حسن النية، وكان له قدم صدق في الدين واتباع السنة، وإن أريد بالضلال مخالفة قوله للصواب من غير إشعار بذم القائل فلا بأس بذلك، لأن مثل هذا ليس ضلالاً مطلقاً، لأنه من حيث الوسيلة صواب، حيث بذل جهده في الوصول إلى الحق، لكنه باعتبار النتيجة ضلال حيث كان خلاف الحق . وبهذا التفصيل يزول الإشكال والتهويل، والله المستعان).
وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله نحواً من هذا الكلام فيهم، وأن المجتهد منهم بحسن نيّةٍ يدور بين الأجر والأجرين.
-وأما بالنسبة لكتاب (إحياء علوم الدين) للغزالي رحمه الله فهو كتابٌ عظيم النفع، وفيه مزالق يُحذّر منها، كما يُحذّر من (الكشّاف) للزمخشري؛ فهذه الكتب فيها ما فيها من الغبش مع ما فيها من منافع.
ولذلك لا يُنصح بها المبتدئون، ويُقدّم عليه للمبتدئ كتاب (منهاج القاصدين) لابن الجوزي، فهو تهذيب للإحياء، ولابن قدامة (مختصر منهاج القادصين).
والله تعالى أعلم.