مقرر اليوم السابع: 18 شعبان 1436
(16)
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- قَالَ : (( لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ )).
|موضوع الحديث: حكم التعجيل بالإفطار|
شرح الكلمات:
- النَّاسُ: أي الصائمون.
- بِخَيْرٍ: أي في خير، أي: فضل في الدين، والخير: أعلى الحالين من كل شيء مطلوب.
- مَا عَجَّلُوا: ما مصدرية ظرفية ، فتكون الجملة بمعنى: مدة تعجيلهم أي: مبادرتهم.
- الْفِطْرَ: أي: الإفطار بعد غروب الشمس.
بعض فوائد الحديث:
1- أن الخير كل الخير في التقييد بالحدود الشرعية.
2- ترغيب الصائم في التعجيل بالفطر بعد غروب الشمس مباشرة.
3- أن تعجيل الفطر سبب لاستمرار الناس على الخير.
4- أن تأخير الإفطار سبب لنزع الخير من الناس.
5- محبة الله تعالى لليسر على عباده؛ لأن تعجيل الإفطار من اليسر عليهم.
___________________
(17)
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ- رضي الله عنه- قَالَ : قَـالَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-: (( إذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَهُنَا ، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَهُنَا : فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ )) .
| موضوع الحديث: متى يفطر الصائم |
شرح الكلمات:
- أَقْبَلَ اللَّيْلُ: بان ظلامه.
- مِنْ هَهُنَا: أي من المشرق.
- وَأَدْبَرَ النَّهَارُ: ولَّى ضياؤه.
- مِنْ هَهُنَا: من المغرب.
- أَفْطَرَ الصَّائِمُ: حلَّ له الفطر، أو أفطر حكما، وانتهى وقت صيامه،
أو الجملة خبرية بمعنى الأمر. أي: فليفطر الصائم.
بعض فوائد الحديث:
1- حلول وقت الإفطار بغروب الشمس، وإن كان ضياء النهار باقيا.
2- طلب المبادرة بالفطر من حين حلول وقته.
___________________
(18)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَـالَ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- عَنْ الْوِصَالِ . قَالُوا : إنَّكَ تُوَاصِلُ . قَالَ : (( إنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ ؛ إنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى )) .
* وَرَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَعَائِشَةُ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ .
(19)
وَلِمُسْلِمٍ : عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه - : (( فَأَيُّكُمْ أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ فَلْيُوَاصِلْ إلَى السَّحَرِ )) .
| موضوع الحديثين: حكم الوصال في الصوم |
شرح الكلمات:
- نَهَى: النهي طلب الترك ممن دون الطالب.
- الْوِصَالِ: وصال الصائم بين يومين لا يفطر في الليل.
- قَالُوا: أي: الصحابة للنبي – صلى الله عليه وسلم-.
- إنَّكَ: جملة تعليلية لوصالهم أي: إننا واصلنا؛ لأنك تواصل، وأنت أسوتنا.
- مِثْلَكُمْ: كصفتكم.
- إنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى: جملة تعليلية لبيان الفرق بينه وبينهم، والمانع من الأسوة فيه والمُطعم والمُسقي له هو :الله تعالى.
والمراد بالطعم والسقي: ما يعطيه الله تعالى له من قوة الطاعم والشارب؛ لاستغنائه عن الطعام والشراب بما في قلبه من ذكر الله تعالى، والأنس بمناجاته.
- وَرَوَاهُ: أي النهي عن الوصال بألفاظ متقاربة.
- أَرَادَ: أحبَّ.
- فَلْيُوَاصِلْ: اللام للأمر والأمر هنا للإباحة.
- السَّحَر: آخر الليل.
بعض فوائد الحديثين:
1- النهي عن الوصال في الصوم لما فيه من الضرر الحاصل أو المتوقع.
2- جواز الوصال إلى السحر، لمن أحب ذلك.
3- كمال الشريعة الإسلامية بإعطاء النفس حقها المادي والتعبدي.
4- حرص الصحابة - رضوان الله عليهم - على الخير، والتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم -.
5- أن الأصل التأسِّي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يقوم دليل على خصوصية الحكم به.
6- جواز الوصال للنبي - صلى الله عليه وسلم - دون أمته.
7- الحكمة في التشريع؛ حيث لا يخصص أحد بحكم إلا لمعنى يقتضيه.
8- حسن تعليم النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث بيّن لأصحابه سبب الفرق بينه وبينهم ليزدادوا طمأنينة في الحكم.