عرض مشاركة واحدة
قديم 18-10-15, 03:27 PM   #3
محمد العويد
حفظه الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: 31-12-2011
المشاركات: 2,757
محمد العويد is on a distinguished road
افتراضي

الفرق بين اللفظين (يُطِيقُونَهٌ) و (يُطَوَّقُونه)
يطيقونه معناها الاستطاعة وهي عكس يطوقونه، لكن هل المراد بـ يطيقونه الاستطاعة؟
ذهب بعض العلماء إلى أن المراد بها: يطيقونه مع المشقة الحاصلة عليهم، كالكبير فجاز لهم الفطر، ويطعم عن كل يوم مسكيناً.
ويطوقونه: أي لا يستطيعونه، وفي صحيح البخاري عَنْ عَطَاءٍ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: "وعلى الذين يُطَوَّقُونه فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَيْسَتْ مَنْسُوخَةً، هُوَ لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ وَالْمَرْأَةِ الْكَبِيرَةِ لَا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا، فَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا.
واختلف العلماء في قوله (يُطِيقُونَهٌ)، هل هي منسوخة؟ أم أنها ليست منسوخة؟
فقيل: إنها منسوخة بآية إيجاب الصيام، وحملوا الاستطاعة على أول الأمر، عندما كان الصيام مستحباً، فكان المستطيع مخيراً بين الصوم والإطعام، فلما فرض الصوم نسخت بآية إيجاب الصوم {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}.
فنسخت الرخصة وبقي جواز الفطر لمن كان عاجزاً عن الصيام.
ومذهب ابن عباس رضي الله عنهما أنها ليست منسوخة كما سبق في حديث البخاري. وهناك قراءة تنسب لابن عباس ومجاهد (وَعَلَى الَّذِينَ لاَ يَطِيقُونَهُ فدية).
والأقرب قول الجمور أن يطيقونه في أول الأمر ثم نسخت وأن معناها: يطيقون الصيام لكن من أراد الفطر فله ذلك ويطعم عن كل يوم مسكيناً، ثم نسخ إلى إيجاب الصيام واستمر العذر لمن لا يطيق الصيام ولا يستطيعه ويشق عليه، بأن يقضيه عند زوال عذره، ومن كان عذره مستمراً فإنه يطعم عن كل يوم مسكيناً.
محمد العويد غير متواجد حالياً