عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-15, 12:18 AM   #13
أمل رشيد
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 09-11-2015
الدولة: عابرة سبيل
العمر: 31
المشاركات: 15
أمل رشيد is on a distinguished road
Pencel قصة آدم عليه السلام – قصة البشرية الأولى ــ ؛ الآيات (30 -39 )


تنقسم قصة النبي الكريم عليه السلام إلى محوريـن : -
· المحور الأول : قصة خلقه عليه السلام ؛ وإعلام الله ملائكته الكرام بذلك وإكرامه بتعليمه الأسماء وسجود الملائكة المقربين له ؛ الآيات ( 30 -34) .
· المحور الثاني : قصة إسكان الله لنبيه عليه السلام وزوجه الجنة وإغواء الشيطان لهما وهبوطهم جميعاً إلى الأرض وبيان طبيعة المعركة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ؛ الآيات (35 – 39) .
:: فوائــــد الـمــحور الأول ::
قوله تعالى : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)} .

1. الغاية من خلق الله لخلقه هي الخلافة في الأرض وتعميرها بتوحيده جل جلاله.
2. فضيلة الملائكة وأنهم عباد مكرمون مفطورون على عبادة الله وتقديسه (تنزيهه عما لا يليق بجلاله) = (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) .
3. علم الله المطلق وحكمته التي تخفى على المخلوقات = (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)

4. فضيلة آدم عليه السلام وإكرام الله له بتعليمه الأسماء كلها ؛ (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ) .
5. بيان أهمية العلم ؛ وأن شرف آدم على الملائكة عليهم السلام جميعاً ما كان إلا بعلمه ما خفي عنهم .
6. رَدُّ الملائكة العلمَ المطلق لله سبحانه واعترافهم بالقصور والعجز ؛ وأنهم لم يقولوا قولهم : ((أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)) اعتراضاً بل كان على وجه طلب الإيقان من الحكمة في إيجاد من يقع منه الشر ؛ وهذا يعلمنا التواضع وأن لا ننسب العلم إلى أنفسنا بل جلُّ ما يتعلمه الإنسان ما هو إلا محض توفيق وتعليم من الله له .

7. إثبات صفتي العلم والحكمة المطلقة لله سبحانه وأن من أسمائه (الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
8. إكرام الله ثانية لسيدنا آدم عليه السلام بأن أسجد الملائكة له ؛ وهذا السجود كان عبودية لله فوجب التسليم والانقياد.

9. وفيه بيان فضيلة الملائكة وأنهم منقادون تمام الانقياد لله سبحانه ؛ فما أن أمرهم الله حتى بادروا بتفيذ أمره من غير اعتراض وهذا ما دل عليه حرف (الفاء) الذي يدل على الترتيب مع التعقيب ؛ وكما وصفهم تبارك وتعالى: {... عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ }

10. بيان عاقبة الاستكبار ورفض الانقياد لأوامر الله وتشريعاته وأن ذلك يفضي إلى الكفر = {فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } .
11. الاستثناء في الآية { فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ} استثناء منقطع ؛ إذ إن إبليس من الجن ولم يكن من الملائكة كما أخبر تعالى في آيات أخرى ؛ كما أنه لو كان منهم لبادر بالامتثال لأمره سبحانه .

:: فوائـــد المحور الثاني ::
قوله تعالى : {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) }

1. امتنان الله على آدم عليه السلام بأن جعل له أنيساً وسكناً وهي زوجه حوَّاء وإكرامهما بالسكن في الجنة مع رَغَد العيش ؛ كما قال تعالى : {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} (سورة طه).

2. في إباحة الله سبحانه الأكل من جميع الثمر إلا ثمرة واحدة ؛ رمز إلى أن الحلال بابه أوسع من الحرام ؛ وأنه سبحانه لطيف بعباده فقد أوسع لهم في الحلال ما يغنيهم عن الحرام ؛ وفيه أيضاً رمز إلى أن المحظور الذي لا بد منه في حياة الأرض ؛ فبغير محظور لا تنبت الإرادة ، ولا يمتحن صبر الإنسان على الوفاء بالعهد والتقيد بالشرط .

3. في التعبير عن نهي الأكل من الشجرة بقوله تعالى : (ولا تقربا) أبلغ من قوله (ولا تأكلا) ؛ لأن الاقتراب منها مدعاة للميل إليها ومن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه .

4. في مقارفة العبد للحرام ظلم لنفسه كما قال تعالى : { وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} .

5. تصوير الله مشهد إغواء إبليس لنبيه آدم عليه السلام في تعبير بليغ في قوله : (فأزلهما ) حيث إن الزَّلل زَلَق الأَقدام وعدم ثبوتها ؛ فقد زين لهم الغواية وأتاهما في صورة ناصح فما كان منهما إلا أن ضَعُفا وبدرت منهما المعصية.

6. في قوله تعالى : { وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } ؛ إيذان من الله سبحانه ببداية المعركة بين جنده وجند الشيطان ؛ وتحذير بني آدم من إبليس وتبعه ؛ بتربية العداوة بينهم وبين الشيطان وجنده إذ كان سبباً في جر هذه المصيبة لأبيهم حتى يكونوا دائما معادين للشيطان ووسوسته مسيئين الظنون بإغرائه.

7. { وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ } : خلقت الدنيا لتعبر لا لتعمر ؛ فيه ترغيب لبني آدم بأن يقوموا بالخلافة على وجهها الأكمل التي خلقهم الله لأجلها وربطهم بالموطن الأول – الجنة - موطن أبيهم عليه السلام .

8. { فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } : فيه أن آدم عليه السلام بادر بالتوبة وطلب العفو وهذا تفيده –الفاء- فألهمه الله كلمات؛ وتشعر كلمة ( التلقي) بالرضا عن آدم عليه السلام وقبوله توبته إذ إن التلقي يكون للسار ، وجاءت الكلمات مفسرة في قوله تعالى : {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ؛ ثم جاء التذييل مؤكداً على قبول الله توبة نبيه عليه السلام فجيء بكلمتي التواب والرحيم بصيغة المبالغة للدلالة على كثرة توبة الله على عباده وإلهامهم إليها وتعقيبها بِ( الرحيم) دلالة على ان قبوله التوبة ضرب من الرحمة بهم وإلا لكان من العدل أن يجازى العاصي بعقوبة على معصيته .

9. كُرِّر الإهباط تأكيداً ولبيان المترتَّب عليه ؛ وهو ما بعده من قوله تعالى :
{ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} .
10. لما كان إنزال الهدى لا يستلزم منه حصول الهداية قال سبحانه : {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ ... } الآيتين .
11. عادة القرآن الكريم في إرداف الترغيب بالترهيب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد
==================
* إجابة السؤال في مشاركة أماني الشرقاوي :لماذا كانت الصلاه كبيرة إلا على الخاشعين؟ لأن الخشوع, وخشية الله, ورجاء ما عنده, يوجب له فعلها, منشرحا صدره, لترقبه للثواب, وخشيته من العقاب ؛ بخلاف من لم يكن كذلك, فإنه لا داعي له يدعوه إليها, وإذا فعلها صارت من أثقل الأشياء عليه.

[gdwl] ما الحكمة من تحريم شجرة بعينها على آدم عليه السلام وزوجه؟[/gdwl]




توقيع أمل رشيد
[CENTER][FONT=arial][SIZE=4][COLOR=Black]قال الإمام يحيى بن أبي كثير رحمه الله :[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=arial][SIZE=4][COLOR=Blue]ميراث العلم خير من الذهب
والنفس الصالحة خير من اللؤلؤ
ولا يستطاع العلم براحة الجســـد [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]

التعديل الأخير تم بواسطة أمل رشيد ; 30-11-15 الساعة 12:36 AM
أمل رشيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس