عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-16, 01:28 AM   #5
مليكة محمد
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 11-01-2015
الدولة: Maroc
المشاركات: 37
مليكة محمد is on a distinguished road
افتراضي

الطريق الى قبول الأعمال 4 (غذاء القلب )

استكمالا لما تكلمنا عنه سابقا…. عن سموم القلب والأغذية المضرة له ..

سنتكلم لا حقا عن أسباب حياة القلب والأغذية النافعة له ..
أولادى ….كما أن المعاصي بمثابة الأطعمة المسمومة التي تفسد القلب فالطاعات كلها لازمة لحياة القلب وسنورد منها أهمها .

أولا : ذكر الله وتلاوة القرآن ..

كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (.الذكر للقلب كالماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا أخرج من الماء)..
فالذكر هو قوت القلوب والروح..وهو طارد الشيطان والواقي منه..وهو ينير القلب والوجه ويورث محبة الله تعالى فالله يقول: {فَاذْكُرُونِيَ أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}(152) البقرة.. وكفى بها لوحدها فضلا وشرفا..

ودوام الذكر سببا لابتعاد العبد عن قول الباطل والغيبة والنميمة...فهو باب الدخول على الله عز وجل ..فإذا دخلت وجدت كل شيء ..وإن أبيت خسرت كل شيء.

والذكر أنواع : فمنها ذكر أسماء الله وصفاته والثناء بها عليه ..وذكر أوامره ونواهيه..وأفضل الذكر تلاوة القرآن لقوله عز وجل: {وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّ خَسَاراً}(82) الإسراء

فمن درس القرآن وخالط قلبه أنار الله به طريق الحق ووقاه الباطل..وزهده في الدنيا وشهواتها الزائلة.,.وحبب إليه الآخرة وجعلها غايته وسبيله ..ويسر له الصعوبات..وجعل كل مشقة له هينة..

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )رواه البخاري..

وعن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر فيه ..مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) رواه البخاري ومسلم

وقال عثمان بن عفان رضوان الله عليه : ( لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم ) ..

وعلى رغم أنه من أيسر العبادات فالعطاء والفضل الذي ترتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال .

فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فى اليوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب .وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة, وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي , ولم يأت بأحد أفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ) رواه البخاري ومسلم .


ثانيا : الاستغفار ...

وهو طلب المغفرة.. وهى وقاية شر الذنوب مع سترها..وكثيرا ما يقرن الاستغفار بالتوبة..ودائما ما يكون الاستغفار باللسان.. أما التوبة فتكون بالقلب والجوارح التي تمتنع عن الشهوات وتبتعد عن المحرمات...

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مره) رواه البخاري
وفى الحديث القدسي الآتي يبين الله لعباده أعظم أسباب المغفرة ..

فعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله تعالى : يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ماكان منك ولا أبالي , يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم إستغفرتنى غفرت لك , يابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواه الترمذي وأحمد

وقال علي رضي الله عنه: ( ما ألهم الله سبحانه وتعالى عبدا الاستغفار وهو يريد أن يعذبه )..


ثالثا : الدعاء ......

قال الله تعالى : {{ وَقَالَ رَبّكُـمْ ادْعُونِيَ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } (60) غافر فهنا أمر ووعد.. ثم قال عز وجل : { إنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ} وهنا ترهيب

فسبحان الله ذو الجود والكرم الفياض جعل سؤالنا وطلب قضاء حوائجنا عبادة نثاب عليها..


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من لم يسأل الله يغضب عليه ) رواه أحمد والترمذي

والدعاء يقطع بقبوله إذا استوفى شروط الصحة ..


فعن سلمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله حيٌ كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه أن يردهما صفرا خائبتين ) رواه الترمذي وأبو داود

وعن أبى سعيد ألخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من مسلم يدعوا دعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف له من السوء مثلها) رواه الحاكم والترمذي

وكان سيدنا عمر رضي الله عنه يقول: ( أنا لا أحمل هم الإجابة, ولكن أحمل هم الدعاء.فمن ألهم الدعاء فإن الإجابة معه)

وللدعاء آداب يجب أخذها في الاعتبار لتتحقق الإجابة ..

•فلا بد أن يترصد الأوقات والأحوال الشريفة..كيوم عرفة ويوم الجمعة ورمضان ووقت السحر من الليل..ووقت نزول المطر وحال السجود..وفى السفر والمرض وبين الآذان والإقامة .


•لابد أن يكون موقن بالإجابة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يقول أحدكم: اللهم أغفر لي إن شئت ,اللهم إرحمنى إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له ) رواه البخاري ومسلم

•أن يكون على طهارة ومستقبل القبلة ويكرر الدعاء ثلاث لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك .. فى الدعاء والسؤال.

أن يبدأ الدعاء بالحمد والثناء على رب العزة ثم يصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يسمى حاجته ثم يختم بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.ولا يدعوا بما حرم الله ..أو نهى عنه .

•ولا يتعجل الإجابة..لما رواه أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :(قال يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لي) رواه البخاري ومسلم..

فعلى المسلم أن يلزم الطلب ولا ييأس من الإجابة..

رابعا: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم...

{إِنّ اللّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النّبِيّ يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ صَلّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً}(56) الأحزاب
فهنا أمر من الله عز وجل.... والصلاة من الله هي الثناء وإظهار الشرف وبيان بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى... وصلاة المخلوقين الدعاء بمزيد من الشرف والتكريم.. فيجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة من في السماء ومن في الأرض..

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا) رواه مسلم والترمذي

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله ولم يصلوا على نبيهم صلى الله عليه وسلم إلا كان مجلسهم عليهم ترة يوم القيامة : إن شاء عفا عنهم وإن شاء أخذهم ) رواه الترمذي وصححه الألباني ...


أما صيغت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم..فمن حديث أبي مسعود الأنصاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (...قولوااللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين , إنك حميد مجيد, والسلام كما قد علمتم)..

خامسا : قيام الليل ....

يقول رب العزة : {كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}(17) {وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}(18) الذاريات
وهم الذين :{تَتَجَافَىَ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}(16) {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مّآ أُخْفِيَ لَهُم مّن قُرّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}(17)السجدة

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى مابين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشر ركعة يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة ) رواه البخاري .

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد , يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فأرقد , فإذا استيقظ وذكر الله تعالى انحلت عقدة , فإن توضأ انحلت عقدة , فإن صلى انحلت عقدة , فأصبح نشيطا طيب النفس , وإلا أصبح خبيث كسلان )رواه البخاري ومسلم .

وقال أبو سليمان : (أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم , ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا ).
وقيل للحسن : ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوها؟ قال: ( لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا من نوره )..وشرف المؤمن قيام الليل..


ومن أشد الأغذية النافعة صعوبة هي الزهد في الدنيا وبيان حقارتها..وسنفرد له مقالة منفردة بإذن الله.

اللهم اجعلنا لك ذكارين...لفضلك شكارين ..لبلائك صابرين..عطر ألسنتنا بذكرك وذكر نبيك صلى الله عليه وسلم ..اللهم اجعلنا من التوابين .. المستغفرين بالأسحار..اللهم اجعلنا لليل قائمين..وللطاعات حريصين.و.لشهوات الدنيا زاهدين..ثبت قلوبنا على الطاعات..واجعل روحها وحياتها وغذائها ذكرك وشكرك ..واستغفارك يارب العالمين..
اللهم تقبل دعائنا..وبيض قلوبنا ووجوهنا..واجعلنا نليق بربوبيتك لنا. وعبوديتنا لجلالك..واجعلنا من عبادك المخلصين..اللهم آمين.
.وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


كتبه فضيلة الشيخ نشأت حسن رحمه الله و أسكنه فسيح جناته

يتبع إن شاء الله



توقيع مليكة محمد
اللهم إرحم أبتي الشيخ نشأت وأسكنه فسيح جناتك و بدله خيرا مما ترك ..القلب يحزن والعين تدمع وإني لفراقكم يا أبتي لمحزونة و مكروبة ..وإنا لله وإنا إليه راجعون
مليكة محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس