الموضوع: القرآن والحياة
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-07, 11:26 AM   #9
بداية مشرقة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

تفسير قوله تعالى: (( ما فرطنا في الكتاب من شيء ))

السؤال: يقول بعض الشيوخ: إن الناس يفسرون: مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام:38] تفسيراً خاطئاً، فالقرآن فيه عمومات، أما التفصيلات فهي جهود عقلانية اجتهادية، فما تعليقكم؟

الجواب: قول الله عز وجل: مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام:38] مقصود به الكليات دون التفصيلات، والتفصيلات ليست مطلقة لعنان العقول المفكرة بلا قيد ولا ضابط، بل لابد من أن يُفهم القرآن أولاً بفهم وتفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم في ضوء القواعد الكلية، ثم في ضوء اللغة العربية، ثم في ضوء إجماع الصحابة، فلابد من أن يكون مؤسساً على أسس الاجتهاد الصحيح الذي لابد لصاحبه من أن يكون عالماً بكتاب الله عالماً بسنة رسول الله عالماً بلغة العرب عالماً بأسباب القياس عالماً بإجماع الأمة من قبله؛ فليس الأمر مطلقاً هكذا.


حكم الخوض في الفتن وذكر بعض أخبار أفغانستان

السؤال: هناك بعض الشباب يخوضون في الفتن ولا يأبهون بها، فمثلاً: أفغانستان وما حدث فيها إذا سُئل أحدهم أجاب وجرح وانتقد، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فهل من كلمة لهؤلاء -خاصة حفظة كتاب الله- أن يبتعدوا عن الخوض في الفتن، وأن يدعوا الله أن ينصر المجاهدين؟ وهل هناك أخبار جديدة بشأن اختلاف المجاهدين؟

الجواب: لاشك أن الخوض في الفتن من الأمور المطلوب البعد عنها، لكن إن كان للإنسان علم أو بصيرة أو كلمة مسموعة يرى أن لكلامه أثراً ونفعاً فلاشك أنه يتكلم بموجب ما يرضي الله عز وجل، وبموجب ما يتفق مع شرع الله سبحانه وتعالى. وأما الأخبار الجديدة فنرجو الله عز وجل أن تكون الاتفاقات الأخيرة خاتمة لكل خلاف وصراع وشحناء وبغضاء في القلوب وفي العقول وفي التصرفات بين إخواننا المجاهدين، وأن تجتمع -إن شاء الله- كلمتهم، وأن تتفق جهودهم لتعلو كلمة الله عز وجل، ولئلا يفجعوا الأمة بعد هذا الجهاد الطويل بهدم هذه المكتسبات، وقد صُرح بوجود الاتفاق على أن يكون رباني رئيس الحكومة، وأن تُعطى للحزب رئاسة الوزراء، ويوقف إطلاق النار، والاتفاق الآن مجمع عليه، ونسأل الله عز وجل أن يثبت، وأن لا يكون هناك من ينقضه، ولا ننسى كذلك أن هناك منتفعين بهذه الفتنة، وأن هناك من يؤججون نارها. وفي الداخل هناك فئتان: الشيعة والشيوعيون وبقاياهم، ويوجد هناك في الخارج من يدعمون هذه التوجهات بطرف خفي، بالأسلحة وبعض المنشورات، وعلى رأس أولئك الأمم المتحدة ومن يدعمها أو من يوجهها من القوى الغربية، لكن نسأل الله عز وجل أن يكون في هذا الاتفاق ما يمنع وقوع بعض الفتن،
ونسأل الله عز وجل أن يحقن الدماء. والحقيقة أن الأسى قد خالط القلوب، وأن الحزن قد عصر القلوب عصراً شديداً، وكاد كثير من الناس أن يفقدوا الأمل، ولكن المؤمن لا يفقد الأمل، كما قال تعالى: لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ [يوسف:87] . ولاشك أن هذه الفتن هي دروس وعبر، وأن الأمة لم تكن بالقدر من التربية والمقاصد والنوايا الخالصة التي تستحق بها نصر الله، بل عندها قصور، فجعل الله عز وجل لها من البلاء ما يكفر عنها بعض الذنوب ويلقنها بعض ما أخطأت فيه عن المسيرة الإسلامية.



حكم وصف الصحابي بالفقر

السؤال: هل يصح أن نقول عن الصحابي بأنه فقير؟ أليس في هذا إساءة أدب مع الصحابة؟

الجواب: إذا لم يذكر ذلك على سبيل التنقص، ولم يذكر أصلاً في وصف الصحابي، وإنما ذكر في وصف الحال وكون الصحابي فقيراً من الدنيا، وأنه غني بالإيمان والتوحيد وصحبة الرسول عليه الصلاة والسلام فليس في هذا بأس، وهذا لا يحتاج إلى مزيد تعليق.



حكم وصل الآيات ببعضها أثناء القراءة

السؤال: قرأت في كتاب (مخالفات الطهارة) أن من مخالفات الصلاة وصل الآيات أثناء القراءة في الصلاة، فما مدى صحة ذلك؟

الجواب: السنة النبوية في القراءة -سيما في الصلاة- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقف على رءوس الآيات، وأنه كان يفصل القرآن تفصيلاً، وقد قال ابن مسعود -كما في صحيح مسلم- ( لا تقرءوا القرآن هذاً كهذ الشعر، ولا يكن همُّ أحدكم آخر السورة). فينبغي أن يقرأ وأن يفصل، والسنة الوقوف على رءوس الآيات.


الخروج من الحرم لتكرار العمرة

السؤال: سمعنا من بعض الإخوة أن كثرة أداء العمرة ليس من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل هذا صحيح أم لا؟

الجواب: تكرار العمرة بحيث يخرج المرء إلى خارج مكة ثم يدخل إليها مرة أخرى وردت فيه الكراهة عند المالكية، وقد نص على ذلك في نص قوي الإمام ابن القيم في (زاد المعاد)، فالإنسان إذا اعتمر فجاء من خارج الميقات بعد أن كان داخله فإنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كرر العمرة في مقام واحد أو من غير أن يكون جاء من خارج الحرم. وهذا قول المالكية، وذكره ابن القيم ، وهو مقتضى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو كان في تكرارها والخروج للحل والعودة مرة أخرى فضيلة وخير عظيم لكان الرسول عليه الصلاة والسلام قد فعله وأرشد إليه، فالتزام سنة النبي أولى وأتم وأكمل.


علاج قسوة القلب

السؤال: أجد في قلبي قسوة حتى عند قراءة القرآن وعند سماعه، فما توجيهكم؟

الجواب: كلنا ذاك الرجل، ونسأل الله عز وجل أن يرزقنا لين القلوب والخشية فيها، ولابد من أن الإنسان يستحضر المعاني عند قراءة القرآن وسماعه، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إن لم تبكوا فتباكوا)، فليستحضر الإنسان هذه المعاني حتى يكون في هذا الجانب خاشعاً مع كلام الله عز وجل.


ترتيب سور القرآن وآياته توقيفي

السؤال: على أي أساس رتبت سور القرآن؟

الجواب: القول الذي فيه إجماع أن القرآن رتب ترتيباً بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هذا الترتيب توقيفي لا اجتهاد فيه، ولذلك لم يحصل اختلاف في ترتيب آية ولا سورة ولا موضع كلمة في كتاب الله عز وجل. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. والحمد لله رب العالمين.





منقول من موقع الشبكة الإسلامية
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full@_@@_@@_@@_@@_@@_@@_@&audioid=155636#top
بداية مشرقة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس