18-11-07, 01:27 AM
|
#4
|
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
22-05-2007
المشاركات: 7,201
|
تم والحمد لله قراءة الباب الاول من هذا الكتاب الممتع حقا ونرجو من الله العلي القدير ان تكون دراسته حجة لنا لا علينا.
وذكر الامام النووي في مقدمته هذه غرضه من تاليف هذا الكتاب ثم بدا رحمه الله في سرد فضائل تلاوة القرءان عامة وفي ذلك ادلة كثيرة منها:
قال الله عز وجل: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ ﴿121﴾ البقرة
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرؤوا القرآن, فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه".
وقال صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلّمه"
.قال الشيخ مكّي بن أبي طالب القيسي رحمه الله تعالى في كتابه " الرعاية لتجويد القرآن وتحقيق لفظ التلاوة" ( ص 45) :
( فأعظم ما يستشعره المؤمن في فضل تلاوة القرآن أنّه كلام رب العالمين غير مخلوق, كلام ليس كمثله شيء,
وصفة من ليس له شبيه ولا ندّ, وكتاب اله العالمين, ووحي خالق السماوات والأرضين, وهو هادي الضالين ومنقذ الهالكين,
ودليل المتحيّرين, وهو حبل الله المتين, وهو الذكر الحكيم, وهو السراج المنير, وهو الحق المبين, وهو الصراط المستقيم,
فأي فضل بعد هذا؟!.
ورحم الله الامام الشاطبي, اذ يقول في " حرز الأماني":
روى القلب ذكر الله فاستسق مقبلا ****ولا تعد روض الذاكريـن فتمحـلا وآثـر عـن الآثارمثـراة عذبـه ****وما مثله للعبـد حصنـا وموئـلا ومن شغل القرآن عنـه لسانـه****ينل خير أجـر الذاكريـن مكمّـلا وما أفضل الأعمـال الا افتتاحـه****مع الختم حلاّ وارتحـالا موصّـلا
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انّ الذي ليس في جوفه شيء من القرآن.. كالبيت الخرب".
وعنه أيضا صلى الله عليه وسلم: " يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا, فانّ منزلتك عند آخر آية تقرأها".
ونقل الامام النووي رحمه الله تعالى في مقدمة " المجموع":
( كان السلف رضي الله عنهم لا يُعلمون الحديث والفقه الا لمن حفظ القرآن ).
وتلاوة القرآن عبادة يؤجر عليها المسلم. قال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف". رواه الترمذي وقال: صحيح.
ومن هنا كان سلفنا الصالح يعكفون على كثرة تلاوة القرآن، ويتنافسون في ذلك طلبًا لثواب تلاوة القرآن.
قال صلى الله عليه وسلم مشيرًا إلى هذا التنافس في تلاوة القرآن: "لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار" متفق عليه.
والحسد هنا مراد به التنافس في فعل الخير، وتمنى فعل ذلك من كثرة التلاوة، وكثرة النفقة في سبيل الله.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيي الليل بين الثلث والثلثين، فلا يزيد عن الثلثين، ولا ينقص عن الثلث. قال تعالى: "إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك".
وكان سيدنا عثمان يحيي الليل كله بركعة يجمع فيها القرآن.
قال ابن سيرين: قالت نائلة زوج سيدنا عثمان رضي الله عنه. حين دخلوا على عثمان ليقتلوه:إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيي الليل كله بركعة يجمع فيها القرآن"
قال ابن كثير :هذا . وعن ابن سيرين أيضًا. أن تميمًا الداري قرأ القرآن في ركعة.
وعن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه كان يختم في اليوم والليلة من شهر رمضان ختمتين، وفي غيره ختمة. وكل هذا رواه ابن كثير في ذيل تفسيره. في فضل القرآن الكريم.
والماهر في القراءة مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن بمشقة له أجران.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" متفق عليه.
وإنما يؤجر الذي يقرأ ويتتعتع في القراءة، إذا كان يقرأ بين يدي من يعلمه ويصحح له قراءته.
ولمزيد فضل تلاوة القرآن تتنزل الملائكة لسماعه، وتنزل السكينة على المجتمعين لتلاوته، وتغشاهم رحمة الله عز وجل، ويذكرهم الله في الملأ الأعلى.
قال صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسون فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده". رواه مسلم.
وتعلم آية من كتاب الله خير من تملك ناقة وهي أنثى الإبل، والنوق خير مال العرب آنذاك. ومن تعلم آيتين فهو خير له من امتلاك ناقتين. عن عقبة بن عامر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟ فقلنا: يا رسول الله كلنا نحب ذلك. قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم، أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث، وأربع، خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل. رواه مسلم.
هذا وبطحان، والعقيق أسماء لأماكن حول المدينة. ومعنى كوماوين: أي عظيمتين سمينتين، وهكذا فالقرآن خير كله،قراءته عبادة وتعلمه عبادة، والعمل به عبادة، والاستماع إليه عبادة.
نسال الله العظيم ان يجعلنا من اهل القرءان وخاصته ويغفر لنا تقصيرنا .وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وءاله وصحبه اجمعين.
|
|
|