عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-07, 11:04 PM   #3
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي

إثراءً لهذا الموضوع المهم والمفيد لكل طالبة علم أضع هنا ما ذكره الشيخ / راشد الزهراني ــ حفظه الله تعالى ــ في سلسلة دروسه القيمة ( كيف تكون طالب علم ؟ )

الملخص منقول بتصرف من موقع الشيخ ومنتدياته نفع الله به وبارك فيه ..


...


(1)

ما حكم السؤال؟



السؤال أحيانا يكون واجبا وأحيانا مستحبا.
يقول المولى تبارك وتعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ }[المائدة:101].

نتحدث عن قولين في المسألة:

(2)

حكم السؤال

السؤال في الأساس أنه مندوب إليه وقد يكون واجبا على الإنسان إذا كان يسأل عن أمر دينه.




(3)

حكم كثرة السؤال



القول الأول :

أن كثرة السؤال منهي عنها والدليل على ذلك قول الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ }[المادة:101-102].

قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما( إن سبب نزول هذه الآية أن أناسا كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم استهزاء، فيأتي أحدهم فيقف أمام النبي عليه الصلاة والسلام فيقول: يا رسول الله من أبي؟، وأحدهم تضل ناقته فيأتي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ويقول: يا رسول الله أين ناقتي؟ ).
ولما نزل قول الله تعالى:{ وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً }[آل عمان:97]، قالوا: يا رسول الله أفي كل عام؟ فسكت عليه الصلاة والسلام(قالوها ثلاث مرات)، ثم قال: [ لا، ولو قلت نعم لوجبت، ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم اختلافهم على أنبيائهم ].
أيضا ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثلاث:[عن قيل وقال، وعن كثرة السؤال وعن إضاعة المال ].

ابن حجر -رحمه الله- يقول في "الفتح"(واختلف العلماء:
- فمنهم من قال "كثرة السؤال" المراد بها سؤال المال.
- ومنهم من قال "كثرة السؤال" المراد بها السؤال الحقيقي.
والصحيح:
أن هذا يعم الجميع).

أيضا استدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم:[ من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ].

استدلوا أيضا بقول النبي عليه الصلاة والسلام:[ إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدّ حدودا فلا تعتدوها، وحرّم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ].

ويستدلون أيضا أن ابن عباس رضي الله عنهما قال(ما رأيت قوما كانوا خيرا من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، لم يسألوا رسول الله إلا عن ثلاثة عشرة مسألة وهي في القرآن: "يسألونك عن المحيض" و "يسألونك عن الروح" وغيرها.. ).

النواس بن سمعان رضي الله عنه يقل(أقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ما يمنعني من الهجرة إلا المسألة، كان أحدنا إذا هاجر لم يسأل النبي عليه الصلاة والسلام).

القول الثاني

أنه لا كراهة وأن السؤال مندوب إليه كثيرا كان أو قليلا ما دام أنه ينفع الناس .

استدلوا بأدلة منها:

- أن النهي الذي في الآية إنما هو في زمان الوحي لأن لا يتغير الأمر ويحاسب الناس على كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:[ إن أعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم لأجل مسألته ].
وممن رأى وذهب إلى هذا الأمر القاضي أبو بكر بن العربي -رحمه الله-، بل قد اشتد نكيره على من منع السؤال وقال(إن هذا كان في زمن الوحي وزمن الوحي قد انتهى).

كيف تفسرون الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟

قالوا: المراد بها الأسئلة التي فيها تعنُّت ومشقة، والأسئلة التي لا تنفع لا تنفع الناس.

وكيف يردون على قول ابن عباس رضي الله عنهما؟

أن مراد ابن عباس رضي الله عنهما بقوله "ثلاثة عشرة مسألة" هي التي وردت في القرآن الكريم، ولهذا ابن القيم -رحمه الله- رد على هذا القول في كتاب "أعلام الموقعين" وذكر في مائة وخمسين صفحة أسئلة الصحابة التي وجهوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.


( 4 )

ما حكم السؤال عن المسألة قبل وقوعها؟



القول الأول :

أن هذا مكروه، وحملوه على قول النبي صلى الله عليه وسلم:[ من حسن إسلام المر تركه ما لا يعنيه ]، وحملوه أيضا على النهي عن مجالسة الذين يقولون "أرأيت"(هذه الكلمة نجدها متداولة في كتب الحنفية)، بل كانوا يحذرون بعضهم بعضا ومنهم الشعبي يقول( والله كلمة أبغض إلي من "أرأيت" ).
يقول ابن عباس لعكرمة(انطلق فأفتي الناس وإن لك عونا في ذلك، فمن جاءك يسألك عن مسألة وقعت له فأفته، ومن جاءك يسألك عن مسألة لم تقع فلا تفته، فإنك تطرح بذلك ثلث المؤونة).

القول الثاني :

أن هذا الأمر جائز وخاصة لطلاب علم الفقه حتى ينشطوا أذهانهم، وهذا ما يسمى بالفقه التقديري، بل إن الإمام ابن عبد البر -رحمه الله- عقد بابا كاملا طويلا في "جامع بيان العلم وفضله" سماه(باب حمد السؤال والإلحاح في طلب العلم وذم من منع ذلك)، وهذا هو رأي الإمام أبي حنيفة -رحمه الله-.
الإمام ابن القيم -رحمه الله- يقول(يجوز الحديث عن المسألة قبل وقوعها بشرط أن يكون لها دليل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم).
أما المسائل التي يستحيل أن تقع فالأفضل أن لا يشغل طالب العلم نفسه بها، فإذا وقعت فإن الله عز وجل سيهيأ لها من يبين الحكم الشرعي فيها.


( 5 )

أدب السؤال


1)أدب الخطاب: طريقة السؤال للعالم يجب أن تكون بطريقة مأدبة(وهذا قد تكلم عنه).

2) اختيار الوقت المناسب: العالم قد يعتريه ما يعتري بشر.

3) أن يقدم السؤال بالدعاء للعالم: وما أحسن ما فعله الإمام مسلم -رحمه الله- حينما التقى بالإمام البخاري قَبَّل بين عينيه وقال(دعني حتى أقبل رجلك يا أستاذ الأستاذين وسند المحدثين وطبيب الحديث في علله، حدثك فلان عن فلان.. ) ثم سأله السؤال.


[ نصيحة ]

نصحنا شيخنا راشد الزهراني -حفظه الله- أن نراجع سيرة الإمام البخاري -رحمه الله- وأن نقرأ عن حياته لنرى هذا العلم كيف استطاع أن يصل إلى أن يكون أمير المؤمنين في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك كتب كثيرة في ترجمة حياته من أنفسها وأعظمها كتاب الإمام الكندهلوي -رحمه الله-.

4) أن يستخدم الكلمات الجميلة: فلا يقول للشيخ "ركز معي" وإذا أفتى الشيخ يقول له "أنت متأكد أو لا؟".
5) إذا كان في السؤال حرج فليقدم ولتبين تعففه: فيقول: "يا شيخ لا حرج في السؤال عن الدين" و "لا حياء في السؤال عن الدين" ما رأيك في كذا وكذا؟.
6)إذا سألت عالما فأفتاك فلا تقل: " طيب الشيخ فلان يقول كذا وكذا" فإن هذا من سوء الأدب.
7) عدم إشغال الشيخ بأمور غير مناسبة.
8) عدم السؤال عن الغرائب.
9) عدم الإملال بكثرة السؤال.
10) عدم سؤال العالم عن مسألة لا يعرفها أصلا.
11) لا تسأل عن المسائل التي لا يفقهها كل الناس في حضرة الجميع.
12) الصبر على العالم.
13) النهي عن الأغلوطات: وتسمى عضل المسائل، وهي المسائل الصعبة التي لا يجيدها هذا العالم أو لا يستفيد منها الطالب أحيانا.



( 6 )
أدب السؤال عبر الهاتف


وهي من نعم الله عز وجل أن أوجد لنا هذه وسائل الاتصال للاتصال بالعلماء، هنا أيضا على الطالب أن يراعي أدب السؤال في الهاتف.

أول هذا الأدب:

1) اختيار الوقت المناسب.
2) كتابة السؤال قبل الاتصال.
3) الاستعداد للحديث.
4) أن تختصر وأن تحافظ على وقت الشيخ.
5) عدم تسجيل الحديث الذي يكون بينه وبين الشيخ إلا بإذن.



سلسلة كيف تكون طالب علم ؟



توقيع أم أســامة
:

قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِى صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا »
سنن ابن ماجه .


قـال ابـن رجب ـ رحمـه الله ـ: «من مشى في طاعة الله على التسديد والمقاربة فـليبشر، فإنه يصل ويسبق الدائب المجتهد في الأعمال، فليست الفضائل بكثـرة الأعمـال البدنية، لكن بكونها خالصة لله ـ عز وجل ـ صواباً على متابعة السنة، وبكثرة معارف القلوب وأعمالها. فمن كان بالله أعلم، وبدينه وأحكامه وشرائعه، وله أخوف وأحب وأرجى؛ فهو أفضل ممن ليس كذلك وإن كان أكثر منه عملاً بالجوارح».


" لا يعرف حقيقة الصبر إلا من ذاق مرارة التطبيق في العمل , ولا يشعر بأهمية الصبر إلا أهل التطبيق والامتثال والجهاد والتضحية "

:
أم أســامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس