المقرر الثالث عشر
متابعة آداب قراءة القرآن
**البكاء عند قراءة القرآن مستحب
وهو صفة العارفين، وشعار عباد الله الصالحين،
قال الله تعالى : (( ويخرون للأذقانِ يَبْكُون ويزيدهم خُشوعاً))
قوله صلى الله عليه وسلم:
“اتلوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا” (ابن ماجه).
والمقصود بالبكاء التأثر بما يقرأ تاركاً حديث النفس وأهواءها،
كما فسر ابن عباس البكاء فقال:
“إذا قرأتم سجدة سبحان (آية: 107 الإسراء) فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا، فإن لم تبكِ عين أحدكم فليبكِ قلبه”.
**أن يقرأ القرآن بتأنٍ، ويرتله ترتيلاً
“ورتل القرآن ترتيلاً” (المزمل:4)،
لأن في ذلك إعانة على الفهم والتدبر، فيعطي الحروف حقوقها، ويلتزم ما فيها من مد وإدغام ووقف ووصل...
وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال:
“لأن أقرأ البقرة وآل عمران أرتلهما وأتدبرهما،أحب إليّ من أن أقرأ القرآن هرذمة”.
** يسن إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله , وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ به من النار
قال الشافعي وأصحابنا : يسن للقارئ في الصلاة وخارجها إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى الرحمة أو بآية عذاب أن يستعيذ به من العذاب , أو بآية تسبيح أن يسبح أو بآية مثل أن يتدبر . قال أصحابنا : ويستحب ذلك للإمام والمأموم والمنفرد ... وكل هذا يستحب لكل قارئ في صلاته أو غيرها ، وسواء صلاة الفرض والنفل والمأموم والإمام والمنفرد ؛ لأنه دعاء فاستووا فيه كالتأمين , ودليل هذه المسألة حديث حذيفة رضي الله عنه
لما روى مسلم (772) عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ
صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ).
ورواه الترمذي والنسائي بلفظ : ( إذا مر بآية عذاب وقف وتعوّذ ) .
يسن للمصلي أن يتعوذ بالله إذا مر بآية عذاب ، وأن يسأل الرحمة إذا مر بآية رحمة ، في قول جمهور أهل العلم
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " يسن لكل من قرأ في الصلاة أو غيرها إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله , وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ به من النار.
وإذا مر بآية تنزيه لله سبحانه نزهه فقال : سبحانه وتعالى , أو نحو ذلك ,
ويستحب لكل من قرأ ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ) أن يقول : ( بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ) ,
وإذا قرأ : ( أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ) قال : ( بلى أشهد ) ,
وإذا قرأ : ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) قال : ( آمنت بالله ) ,
وإذا قرأ : ( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) قال : ( لا نكذب بشيء من آيات ربنا ) ,
وإذا قرأ : ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) قال : ( سبحان ربي الأعلى ) ,
ويستحب هذا للإمام والمأموم والمنفرد ؛ لأنه دعاء فهو مطلوب منهم كالتأمين , وكذلك الحكم في القراءة في غير الصلاة "
من "فتاوى الشيخ ابن باز"
**لا تجوز قراءة القرآن بالعجمية
سواء أحسن العربية أم لم يُحسنها، وسواء كان في الصلاة أو خارجاً عنها، فإن قرأ بها في الصلاة لم تصح صلاته
**احكام القراءة بالقرءات السبع:
--تجوز القراءة بالقراءات السبع المشهورة المجمع عليها، ولا يجوز القراءة بغير السبع، ولا بالروايات الشاذة المنقولة عن القراء السبعة
--إن قرأ بالشاذ في الصلاة بطلت إن كان عالماً
--إن كان جاهلاً لم تبطل، ولم تحسب قراءته
--إذا ابتدأ القارئ القُرآن على قراءة أحد السبعة ؛ فينبغي أن يدوم عليه ما دام الكلام مرتبطاً