المقرر الخامس عشر
قراءة القرآن جماعة
عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قَالَ
: ( مَاَ اجْتَمَعَ قَومٌ في بَيْتٍ مِنْ بُيوتِ الله يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ تَعَالى وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُم إلاَّ نَزَلَت عَلَيْهِمُ السَّكِينَة وَغَشِيتُهمُ الرَّحمة، وَحَفّتهُمُ المَلاَئِكَة، وَذَكَرَهُمُ فِيمَنْ عِنْدَه).
القراءة مجتمعين طريقان حسنان :
1" : أن يقرءوا كلهم دفعة واحدة.
2" : أن يقرأ بعضهم جزء، أو غيره، ويسكت بعضهم مستمعين، ثم يقرأ الساكتون جزءاً ويستمع الأولون ويسمى هذا الإدارة.
آداب القُراء مجتمعين
1"-يتجنبوا الضحك، واللغط، والحديث في حالة القراءة، إلا كلاماً يضطر إليه
2"- عدم العبث باليد وغيرها، والنظر إلى ما يُلهي، أو يُبدد الذِّهن، وأقبح من هذا كُله النَّظر ما لا يجوز النَّظر إليه، كالأمرد وغيره،
رفع الصوت بالقراءة
--جاءت أحاديث كثيرة في الصَّحيحين وغيرهما دالة على استحباب الصوت بالقراءة، وجاءت أحاديث دالةٌ على الآثار دالة على استحباب الإخفاء وخفض الصوت وكان في السلف رضي الله عنهم من يختار الإخفاء وفيهم من يختار الجهر.
وقد روى أحمد وصححه ابن عبد البر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن" .
--الإسرار أبعد من الرياء، فهو أفضل في حق من يخاف الريـاء، فإن لم يخفه فالجهر،ولم يؤذ جماعة يلبس صلاتهم، وتخليطها عليهم
-- ورفع الصوت أفضل ؛ لأن العمل فيه أكثر ولأن فائدته تتعدى إلى غيره
القراءة من جماعة مجتمعين تأكد استحباب الجهر
والله تعالى يقول: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف:204] ،
ففيه نظر من جهتين:
الأولى: أن الآية مخصوصة بالاستماع والإنصات في الصلاة. قال الإمام أحمد في رواية أبي داود : أجمع الناس على أن هذه الآية في الصلاة.
الثانية: أن الآية لو كانت تشمل من هو خارج الصلاة، فهي أمر بالاستماع لا نهي عن الاستماع.
والله أعلم.