عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-07, 01:18 PM   #3
أم أسماء
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 22-05-2007
المشاركات: 7,201
أم أسماء is on a distinguished road
افتراضي

تم قراءة المقرر الثالث عشر
تدبر القرءان اثناء التلاوة وقراءة القليل مع التدبر والتفكر فيه أفضل من قراءة الكثير من غير تدبر ولا تفكر. قال رجل لابن عباس: إني سريع القراءة، إني أقرأ القرآن في ثلاث؟ فقال ابن عباس: لأَن أقرا البقرة في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إليّ من أن أقرأ كما تقول.‏

علامات التدبر :
1) اجتماع القلب والفكر حين القراءة ، و دليله التوقف تعجباً و تعظيماً .
2) البكاء من خشية الله .
3) زيادة الخشوع .
4) زيادة الإيمان ، و دليله التكرار العفوي للآيات .
5) الفرح والاستبشار .
6) القشعريرة خوفاً من الله تعالى ثم غلبة الرجاء والسكينة .
7) السجود تعظيماً لله عز و جل .


مفاتيح التدبر


المفتاح الأول / حب القرآن :
معلوم أن القلب إذا احب شيئاً تعلق به واشتاق اليه و شغف به وانقطع عمّا سواه , والقلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته واجتمع على فهمه و وعيه فيحصل بذلك التدبر المكين والفهم العميق , وبالعكس .
عليه فتحصيل حب القرآن من أنفع الأسباب لحصول أقوى و أعلى مستويات التدبر .

علامات حب القلب للقرآن :
1) الفرح بلقائه .
2) الجلوس معه أوقاتاً طويله دون ملل .
3) الشوق إليه متى بعد عنه العهد .
4) كثرة مشاورته والثقة بتوجيهاته والرجوع إليه فيما يشكل من أمور الحياة .
5) طاعته , أمراً ونهياً .

فمتى وجدت هذا العلامات فإن الحب موجود , و متى فقدت فحبه مفقود .
فإنه ينبغي لكل مسلم أن يسأل نفسه هذا السؤال : هل أنا أحب القرآن ؟
قال أبو عبيد " لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقرآن فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله و رسوله "

وسائل تحقيق هذه المحبة :
1) التوكل على اله والاستعانة به ... و سؤاله سبحانه أن يرزقك ( حب القرآن ) .

2) فعل الأسباب : و خير الاسباب في هذا المقام ( العلم ) أي القراءة عن عظمة القرآن مما ورد في القرآن والسنة و أقول السلف في تعظيمهم و حبهم للقرآن .

المفتاح الثاني / أهداف قراءة القرآن
و أهداف قراءة القرآن مجموعة في قولك ( ثمّ شعّ ) :
( الثاء ) : ثواب , ( الميم ) : مناجاة ... ( الميم ) : مسأله , ( الشين ) : شفاء , ( العين ) : علم ... ( العين ) : عمل .
فمتى قرأ المسلم القرآن مستحضراً المقاصد الخمسة معاً كان انتفاعه بالقرآن أعظم و أجره أكبر .
و من قرأه يريد العلم رزقه الله العلم , و من قرأه يريد الثواب فقط أعطي الثواب , قال ابن تيمية : ( من تدبر القرآن طالباً الهدى منه تبين له طريق الحق ) .

المفتاح الثالث / القيام بالقرآن :
فهذا هو بيت القصيد في تدبر القرآن والانتفاع به , فمن كان يقوم به آناء الليل والنهار ... تجد ان اجابته حاضره و سريعه , و تجده وقـّافاً عند كتاب الله , وبالعكس .

المفتاح الرابع / أن تكون القراءة في ليل :
ان الليل ـ و خاصة وقت السَّحَر ـ من أفضل لأوقات للتذكر , فالذاكرة تكون في أعلى مستوى بسبب الهدوء والصفاء , و بسبب بركة الوقت حيث النزول الإلهي .
, و قال السري : ( رأيت الفوائد ترد في ظلام الليل ) .

المفتاح الخامس / التكرار الأسبوعي للقرآن أو بعضه :
أهمية ذلك : كلما تقاربت أوقات القراءة و كلما كثر التكرار كان أقوى في رسوخ معاني القرآن الكريم , و من أجل ذلك كان السلف يواظبون على قراءة القرآن و يحرصون أكثر على كثر تلاوته و تكرارها .
كيفية تطبيق هذا المفتاح : بتطبيق قاعدة ( أدومه و إن قل ) ... وبالتدرج في القراءة والتحزيب .

المفتاح السادس / أن تكون القراءة حفظاً :
العلم مثل الدواء لا يؤثر حتى يدخل الجوف و يختلط بالدم , وان لم يكن كذلك فإن أثره مؤقت .
و قال سهل بن عبدالله لأحد طلابه : أتحفظ القرآن ؟ قال : لا . قال : واغوثاه لمؤمن لايحفظ القرآن ! فبم يترنم ! فبم يتنعم ! فبم يناجي ربه ! )
و هذا المقصود من كون الحفظ احد مفاتيح التدبر لأنه متى كانت الآية محفوظة فتكون حاضرة .

المفتاح السابع / تكرار الآيـات :
إن الهدف من التكرار هو التوقف لاستحضار المعاني , و كلما كثر التكرار كلما زادت المعاني التي تفهم من النص .


المفتاح الثامن / ربط الألفاظ بالمعاني :
أي تنزيل الآية على المواقف والأحوال اليومية التي تمر بالشخص , هو التمثيل بالقرآن في كل حدث يحصل في اليوم والليلة , بحيث يبقى القرآن حياً في القلب تؤخذ منه الإجابات والتفسيرات للحياة .

المفتاح التاسع / الترتيل :
قال الحسن البصري ( يا ابن آدم كيف يرق قلبك و إنما همتك آخر السورة ؟! )
قال ابن مفلح رحمه الله ( أقل الترتيل ترك العجلة في القرآن عن الإبانة , و أكمله أن يرتل القراءة و يتوقف فيها . )

المفتاح العاشــر / الجهر بالقراءة :
عن ابو هريرة قال : أنه سمع النبي ( ص ) يقول : ( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت أن يجهر بالقرآن . )
قال ابن عباس لرجل ذكر انه يسرع القراءة : ( إن كنت فاعلاً فاقرأ قراءة تسمعها أذنك و يعيها قلبك . )
نسأل الله أن نكون من أهل القرآن و أن يجعله ربيع قلوبنا و نور صدورنا و جلاء أحزاننا و ذهاب همومنا .


من كتاب مفاتيح تدبر القرءان والنجاح في الحياة / د. خالد عبد الكريم اللاحم







توقيع أم أسماء
قال ابن القيم رحمه الله:
(القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية
ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه بالذكر
ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى
ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة)
أم أسماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس