عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-07, 11:52 AM   #123
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
افتراضي

المقرر السادس عشر

تحسين الصوت بقراءة القرآن

ومن الأمور المهمة التي أكدت عليها الشريعة المباركة هو استحباب قراءة القرآن الكريم بالصوت الحسن , لإظهار عظمته واستذاقة فنه وكما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة الأطهار
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله :
" اقرأوا القرآن بألحان العرب وأصواتها , وإياكم ولحون اهل الفسق وأهل الكبائر ,
فإنه سيجيء م بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية , لايجوز تراقيهم , قلوبهم مقلوبة وقلوب من يعجبه شأنهم ".

كما جاء في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام
" لكل شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن ".

كان علي بن الحسين أحسن الناس صوتاً بالقرآن وكان السقاؤون يمرون فيقفون ببابه يسمعون قراءته , كما كان أبو جعفر رضي الله عنه احسن الناس صوتاً.
ولم يقرأ المسلمون كتابهم قراءة المالين بل كما قال الرسول الكريم
" حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا".

استحباب القراءة من حسن الصوت
وإذا كان القارئ حسن الصوت زادت قراءته السامع خشوعاً ورقّة قلب، وذلك مما يدعو إلى الخير. وأدلة ذلك كثيرة، أوضحها ما في «صحيح» البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع لقراءة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، وأبو موسى غير شاعر بذلك، وكان أبو موسى حسن الصوت، فقال له رسول الله من الغد: «لو رأيتني وأنا أسمع قراءتك البارحة، لقد أوتيتَ مزماراً من مزامير آل داوود» فقال أبو موسى: لو علمتُ أنك تسمع إليّ يا رسول الله لحبَّرت قراءتي تحبيراً، أي لزدتها تحسيناً

قال أبو بكر الآجري: "ينبغي لمن رزقه الله حسن الصوت بالقرآن أن يعلم أن الله قد خصه بخير عظيم، فليعرف قدر ما خصه الله به، وليقرأ لله لا للمخلوقين، وليحذر من الميل إلى أن يستمع منه ليحظى به عند السامعين رغبة في الدنيا، فمن مالت نفسه إلى ما نهيته عنه خِفْته أن يكون حُسْن صوته فتنة عليه، وكان مراده أن يستمع منه القرآن لينتبه أهل الغفلة عن غفلتهم، فيرغبوا فيما رغبهم الله عز وجل، وينتهوا عما نهاهم، فمن كانت هذه صفته انتفع بحسن صوته وانتفع به الناس"



توقيع إيمان مصطفى عمر
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس