حياك الله حبيبتنا بنت حواء
إليك إجابة الشيخ حفظه الله على سؤالك يا غالية :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت حواء
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
استفسار:
في قوله تعالى ( ورتل القرآن ترتيلا ) حمل مفهوم الاية على استحباب ترتيل القرآن و لم تحمل على وجه الوجوب مع العلم أن الاية جاءت على وجه الأمر و معلوم أن الأمر في الخطاب القرآني يفيد الوجوب و الله أعلم.
وذهب بعض علماء التجويد مثل ابن الجوزي إلى تأثيم من لم يجود القرآن بقوله: ( من لم يجود القرآن فهو آثم) فهذا شأن التجويد فما بالكم بالترتيل و الله أعلم
أرجو توضيح هذه المسألة ؟
من له علم بها فليفيدنا و جزاكم الله خيرا
|
وعليكم السلام ورحمة الله
المراد بالتجويد الذي يجب الإتيان به ويأثم تاركه مع القدرة هو النطق بالكلمات نطقًا صحيحًا، فيخفي ويدغم وينطق بالحرف محركا بحركته المناسبة، وأما التجويد الذي هو مراعاة عدد الحركات في المد، والإدغام والإخفاء بحيث تكون في بعض المدود أربعًا، أو ثلاثًا، أو اثنتين، أو خمسًا، أو ستًا، ويكون الإدغام والإخفاء حركتين، فهذا مما لا تجب مراعاته بل تستحب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الذي يقرأ القرآن وهو ماهر فيه مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ويتعتع فيه له أجران))، فلو كانت القراءة بدون تجويد حرامًا لما أثيب هذا الذي يقرأ القرآن على هذه الصورة.
وأما الترتيل فهو أخف من التجويد؛ إذ معناه التغني بالقرآن وتحسين الصوت به، وهذا ليس بواجب ؛ لأن الترتيل وسيلة للتدبر، والتدبر لا شك أنه مطلوب، ولكنه لا يلزم في كل قراءة أن يكون معها تدبر، فقد تكون القراءة بقصد تثبيت الحفظ، وقد تكون بقصد البركة وطلب الثواب، والمقصود أن قراءة القرآن على درجات بعضها أكمل من بعض.
وأيضا فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان بعضهم يقرأ القرآن بسرعة، بدون ترتيل، وربما ختمه بعضهم في ليلة، كما ثبت أن عثمان ختمه في ركعة، وهذا لا يمكن أن يكون بترتيل وتجويد كامل، فلولا أن هذا جائز ما فعلوه.
والله أعلم.