عرض مشاركة واحدة
قديم 31-12-07, 08:36 PM   #3
نفحات بنت محمد الصياد
|طالبة في المستوى الثاني1 |
افتراضي

ما هي مصادرالدين؟؟

الأصل الأول : مصدر الدين عموماً والعقيدة على وجه الخصوص هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة قلنا الصحيحة لأنه ما لم يصح لم يستمد منه الدين لا يأتي بمصدر للدين لأنه يتكلم عن الدين بأصوله وثوابته ومسلماته لا الاجتهاديات مع أن الاجتهاديات ترتكز على الدليل لكن أحياناً في الأمور الاجتهادية في مسألة الأخلاق والفضائل مثلا قد يستمد العالم بدليل ليس بثابت لكنه أيضا ليس بموضوع يعتقد أنه دليل ضعيف لكن فيه حكمة فيقول على الأقل أنا أعتبره حكمة ، هذا بالنسبة للأمور الاجتهادية أما في أمور قطعيات الدين العقيدة الثوابت المسلمات لا يمكن أن يرد مصدر غير الكتاب والسنة ، والإجماع وهو مصدر لابد أن يرتكز عليه الكتاب والسنة ولذلك بحمد الله لا يوجد إجماع عند السلف ليس له مرتكز من النصوص لأن الإجماع مبناه على الحق والحق مصدره مصادر الحق الوحي المعصوم في القرآن والسنة ومصادر الحق لابد أن تتضمن بعض الأصول التي تحتاج إلي استنباط فهناك أشياء اجمع عليها ، أجمع عليها السلف لأنها إما أن تنبني على قاعدة جاءت بنص أو قاعدة جاءت بمجموعة نصوص أو منهج علمي وعملي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم في سيرته ورسمه الصحابة في سنة الخلفاء الراشدين فصار هذا المنهج العملي إجماع لأنه راجع إلي تطبيق الدين ، وهذا يسمي منهج ، فإذا قلنا مصادر الدين الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح قد يرد تسائل وأنا أسأل الطلاب الآن عن هذا السؤال العقل أليس مصدر نعم العقل نعمة من نعم الله عز وجل كرم الله بها العباد وجعلها مناط التكليف أليست مصدر ها ما رأيكم ؟
العقل لا يعتبر مصدر ، لكن العقل الصريح أو الصحيح لا يخالف النقل الصريح .

أي نعم العقل السليم لا يمكن أن يخالف الشرع لأن هذا خلق الله وهذا أمره ولا يمكن أن يتعارض خلق الله وأمره ، هذا الجواب يعني مقارب ، الجواب بالتفصيل إن العقل وسيلة لا يستقل بتقرير الدين نعم ، نعم العقل وسيلة وهو مناط التكريم مناط التكليف وهو وسيلة الاجتهاد ولولا أن الله أعطانا عقول ما عرفنا الهدي الذي يسره الله لنا وإن كان هذا بتوفيق الله لكن من توفيق الله أن أعطي البشر عقولاً يهتدون بها فهو إذا وسيلة وليس مصدر إلا بالإجماليات وهذا يعني عند التحرير ، ماذا نقصد بالإجماليات ، نقصد بالإجماليات أن العقل السليم يدرك المجملات التي لا تغني عند الله عز وجل ولا توصل إلي المنهج الكامل وتفصيلات الأصول وتفصيلات الشرائع يعني مثلاً العقل السليم يدرك ضرورة التزام الصدق ، والدين جاء بوجوب الصدق يدرك خطورة الكذب والدين جاء بتحريم الكذب العقل أيضا بعض العقول المتميزة المرهفة قد يدرك ضرورة الباحث لأنه لما يري حياة الناس وما فيها من تفاوت وما فيها من ظلم وما فيها من مشاكل ولأواء يدرك بعقله أنه لابد من حياة يكون فيها إنصاف وعدل أخري هذا الإدراك الإجمالي للعقل هل يمكن أن يدرك به صاحبه البعث والنشور والصراط والميزان والحوض ، هل يمكن ؟ هذه أمور غيبية . العقل لا يدركها على جهة التفصيل. فبذلك العقل أحالنا على النص فما دام أحالنا على النص أصبح العقل وسيلة وليس مصدر نعم العقل من مصادر العلوم الإنسانية العلوم التجريبية الله عز وجل أعطي العقل من التكاليف ما ينوءوا به ، لا يستطيع ، عقول البشر التي كدت وكلت في البحث عن أسرار الكون إلي الآن ما انتهت إلا إلي جزء يسير جدا من أسرار هذا الكون .
ما الطريقة السليمة للتمسك بعقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الزمن يا شيخ أو في هذه الفتن التي تعج فيها البلاد ؟
كأنه يسأل السائل الأول الطريقة السليمة لنشر السنة هذا السؤال مهم أهل السنة والجماعة يجب أن يبذلوا كل وسيلة مشروعة لنشر السنة لا مجرد تكثير الناس وهذا مطلب شرعي فكلما يهتدي الناس على أيدينا فهذا مطلب شرعي لكن لأن الله ما أوجب ذلك أوجب علينا الدعوة إلي الحق والنصح للأمة فمن مقتضى نصيح الأمة أن يسعى أهل السنة والجماعة إلي تحصيل كل وسيلة مشروعة لنصر السنة وكلها تنبني على الأسس التالية :

أولا : الدعوة بالقدوة أنا أعتقد أن أهل السنة خاصة الشباب الدعاة المتحمسين ركزوا على وجود القدوة في تعاملهم مع الله عز وجل وتعاملهم مع الخلق وإظهار السنة على سلوكياتهم لكان هذا كافياً عن كثير مما نقوله من محاضرات وندوات ووسائل ، ولذلك نجد أكبر مؤثر في نشر السنة بل وفي نشر الإسلام أيضاً عبر التاريخ هو القدوة ، القدوة بالسنة هذا أمر ، الأمر الآخر ما يمكن أن يكون أو ما نسميه بضرورة تحقيق الاجتماع الذي أمر الله به والاجتماع يأخذ مراحل يعني كثير من أهل السنة يطمح لجمع الأمة وهذا مطمح كبير جيد لكنه ينبغي أن يتدرج بأن يجمع جهود أهل السنة للقيام بالنصيحة لباقي الأمة .

وكيف يكون ذلك ؟

بأن تتضافر الجهود لتطبيق السنة بين أهل السنة ثم القدوة ثم وسائل النشر تتكاتف الجهود وتتضافر بالوسائل المتاحة .

الأمر الثالث : أن نشر السنة ينبني على النصيحة وأعني بذلك أن يبتعد دعاة السنة مما يقع فيه بعضهم مع الأسف من القسوة والتشهير والعنف في الكلمة وفي التعامل ونأخذ بوصية النبي صلى الله عليه وسلم الرسول صلي اله عليه وسلم يقول ( ما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه ) ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث أصرح من هذا في هذا الباب يقول : ( إن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي بالعنف
كيف يمكن للمسلم أن يحافظ على ما يكون من أهل السنة والجماعة في هذا الزمان الذي اختلف عن زمان أهلنا ؟
المحافظة على السنة يسيرة ولله الحمد لأن الله عز وجل جعلها نقية بينة ظاهرة وسهلة أيضاً لأنها تحتاج إلي بذل أسباب الصدق أولاً ينبني على التزام السنة الصدق مع الله عز وجل والصدق في البحث عن الحق هذا أولا ، ثانيا تأسيس السنة والجماعة من حيث المعتقد ومنهج بالتعلم معلوم أن أهل السنة والجماعة خاصة عوامهم الذين أخذوا السنة والجماعة بالتبعية للآباء والأجداد ما ثَبَّتُوا لا تنبت أصول السنة في قلوبهم عن طريق التعلم ويحتاج من يريد أن يثبت على السنة أن يتعلم الأصول الضرورية ما أقصد أن يكون عالم في العقيدة لا يتعلم بداهيات ومسلمات الدين التي ينبني عليها عقيدة أهل السنة والجماعة الأمر الآخر القدوة النظر إلي القدوة العلماء الذين يمثلون السنة والجماعة يجب أن يكونوا هم مرجعية فهم السنة بل يجب أن يكونوا مرجعية الأمة كلها لكن هذا من أسباب البقاء على السنة أن يكون العالم هو قدوتك ومرجعيتك الأمر الآخر مما يظهر لذلك تهيئة الجو جو المخالطة والمجالسة لأن المرء من جليسه يحرص المسلم والمسلمة على أن تكون مخالطته ومعايشته لمن حوله مع من يلتزمون السنة ليسلم من غوائل الخلطة بأهل الأهواء .
بالنسبة للبدعة هل تعتبر في حقيقتها كفرا ، وتقسيم البدعة إلي مكفرة أو محرمة وما شابه ذلك هل هذا التقسيم صحيح ؟
لا البدعة من حيث التقسيم تنقسم إلي ثلاثة أقسام :

بدعة مكفرة هذه كفر وليست محل الحديث الآن يعني تُخرج من الملة كالشرك بالله عز وجل دعاء غير الله هذا شرك يعني يدخل في منظومة البدع بالمفهوم العام لكنه بدعة شركية يعني مخرج من الملة هذا في العموم ومع ذلك إخراج الفرد يحتاج إلي تطبيق الشروط التي سبق ذكرتها .

النوع الثاني: البدع التي لا تخرج من الملة نوعان بدع مغلظة هي كبائر ، بدع منهجية كبري أو المغلظة بمعني أنها ورد فيها الوعيد وبدع صغري مثل بعض أنواع التوسل البدعي بعض أنواع التبرك البدعي التي هي محل نزاع أو بدع إضافية فالبدع الكبرى والبدع الصغرى لا تخرج من الملة ويبقي صاحبها صاحب بدعة ويقال أنه من أهل البدع هذا إذا تكاثرت عنده .

ومن هنا الإجابة على كثير مما ورد في الأسئلة أن متي نحكم على الشخص أنه مبتدع أولا لا نحكم على المسلم بأنه خارج من الملة ببدعته إلا بتطبيق الشروط الأمر الثاني إذا وقع في البدع متي نقول هذا مبتدع ومن أهل الأهواء والبدع ما نقوله إلا بشروط أهمها ، أو تجتمع هذه الشروط في شرطين أو في وصفين ، الوصف الأول إذا كان على نهج فرقة من الفرق يعني يلتزم نهجها ويدين بها ويعتقد ما تقوله في الجملة ولو لم يكن يعرف التفاصيل إذا انتمي إلي فرقة وتسلم بنهجها فهو مبتدع فرقة مبتدعة يعني حكم عليها بالابتداع .

الوصف الثاني: إذا كان صاحب البدعة تكاثرت عنده البدع حتى أصبح هديه وسمته وسلوكه سلوك أهل البدع إذا تكاثرت عنده يسمي مبتدع أما إذا عمل ببدعة صغيرة جزئية بدعة واحدة وبقية أموره على السنة فهذه زلة لا يقال صاحبها مبتدع لألا يُنَّفَر من السنة والزلة تقع من مسلم وهي من باب الخطأ.
الفرق ثلاث وسبعين فرقة أو شعبة لا تخرج من دائرة الإسلام فكيف توفقون وتجمعون بين هذا الحديث وبين حديث كلها في النار إلا واحدة وهل يحكم على عيان هذه الفرق والمذاهب بأنهم أهل الأهواء؟
الحديث هو نفسه يحكم بأنهم من أهل الملة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن اليهود افترقوا على إحدى وسبعين والنصارى على ثنتين وسبعين وقال ستفترق هذه الأمة أمة الإجابة أمة الإسلام على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . في النار يعني من أهل الوعيد كما أنها الكبائر في النار الزاني يعني إذا مات على كبيرته آكل الربا إلي آخر أصحاب الكبائر إذا ماتوا إذا لم يتغمدهم الله برحمته أليسوا من أهل النار حتى يتطهروا فيها ثم يخرجوا منها فهذا معني كون أهل الافتراق الثنتين والسبعين من أهل النار يعني من أهل الوعيد من أهل الكبائر لأن بدعهم كبائر فالأمر بَيِّن والحمد لله ولذلك ذكر شيخ الإسلام بن تيميه أن هذا مما اتفق عليه سلف الأمة أنهم اتفقوا على أن اثنتين والسبعين لا تخرج من الملة وإذا خرجت فرقة من الملة لم تعد من الثنتين والسبعين رجعت إلي أهل الردة نسأل الله العافية
الفرق بين التوحيد والعقيدة أوليس العقيدة متضمنة للتوحيد ؟ماهو
بلى التوحيد هو أعظم مباني العقيدة التوحيد يقصد به توحيد الله عز وجل وتعظيمه بأسمائه وصفاته وأفعاله وتوحيده بالعبادة وهذا المبنى هو تاج العقيدة هو رأسها هو الإطار الذي تدور عليه العقيدة فنظرا لأنه هو أصل العقيدة التوحيد أحيانا تسمي العقيدة كلها بالتوحيد ولا مشاح في الاصطلاح لكن مسمي العقيدة اشمل ، أشمل وأوثق
من عادى أهل السنة والجماعة من الروافض والصوفية وغيرهما هل يخرج من الملة ؟

هذا يتدرج يعني مجرد العداوة عن هوى وعن جهل هذه كبيرة من كبائر الزمان ، إما إذا كانت العداوة عداوة الدين فهذا يكون كفر في العموم لكن يبقي ونحترز جميعا في مثل هذه المسائل لأنه كثر الخلط فيها واللبس أقول لو قلنا أنه بارز أهل السنة والجماعة واعتبر مظهر للحق الذي فلا يعني ذلك تكفير المعين قد يكون جاهل قد يكون متأول قد يكون يعني مكره قد يكون الأمر عليه ملتبس أما إذا كان بغضبهم لأهل الحق ينصرف إلي الحق الذي معهم فهذا كفر
حديث لا تجتمع الأمة على باطل،هل يصح؟

على ضلالة نعم النبي صلى الله عليه وسلم صح عنه بألفاظ عديدة أن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة وهذا هو الحق هذا هو الحاصل لأنه إذا اتفقت الفرق على البدع خالفوا عمل السنة في كل شيء بقي أهل السنة هم الذين يتوفر فيهم الإجماع ومع ذلك في أمور كثيرة من أمور الدين يتفق فيها أهل البدع مع أهل السنة مثلا إقامة شعائر الإسلام الصلاة الزكاة غالب الفرق يقرون بها أركان الإيمان الستة غالب أهل الأهواء والفرق يقرون بها فنحن نجتمع أهل السنة نجتمع مع أهل الأهواء والفرق في أصول كثيرة لكن إذا خالفوا أصول السنة أو خالف بعضهم بقي على الحق طائفة وهم أهل السنة فانعقد الأمر بأنه لا تُجْمَعُ الأمةُ على ضلالة ، لابد أن تبقى الطائفة التي يقول النبي صلى الله عليه وسلم (على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من عاداهم ) فبظهورهم يظهر الحق وعلى هذا لا ينعقد الإجماع على باطل بحمد لله .

ما هو الفرق بين المذاهب والفرق مع الفرق بين العالم والشيخ ؟

الفِرَق غالبا تطلق على المخالفين في الأصول والمسلمات والعقيدة والثوابت ، والمذاهب غالبا تطلق على الاختلاف في الاجتهاديات التي ليست (كلمة غير مفهومة) فلذلك تسمي الاجتهادات العلماء في الفقه مذاهب تسمي المذاهب الأربعة وتنسب إلي الأئمة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد تسمي المذاهب الأربعة لأن المذاهب اجتهادية لكنها متفقة على أصول الدين فهي في أصول الدين ليست مذاهب ولذلك المذاهب الأربعة هي مذاهب في الاجتهاديات وتتفق ويُجْمِعُ أصحابُها على الأصول والمسلمات ، ومع ذلك اصطلح المتأخرون على تسمية البدع الناشئة الأفكار الحديثة التي تخالف الإسلام اصطلحوا على تسميتها مذاهب معاصرة هذا فيه تجاوز لكن لا مشاحة في الاصطلاح لكن لا يقصدون به المذاهب الاجتهادية يقصدون بها المذاهب التي انحرفت عن الحق في الأفكار والمناهج وتسمي مذاهب معاصرة .
هل من سبب للشيخ بتسمية كتابه مجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة ؟

نعم الكتاب الذي ندرسه فعلاً هو مجمل أصول أهل السنة والجماعة لأنه قُصد به القواعد والمسائل الإجمالية وقُصد به الضوابط والمنهجيات ولم يقصد به التفاصيل حتى في الأدلة ليس فيه أدلة كثيرة فمن هنا سُمي مجمل لأن العقيدة فيها إجمال وتفصيل فنستطيع أحيانا أن نقول العقيدة كلها تندرج تحت شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله كل العقيدة نستطيع أن نتوسع ونقول : العقيدة هي أركان الإيمان وأركان الإسلام نستطيع أن نتوسع ونقول أن العقيدة هي كل ثوابت الدين والأحكام القطعية نستطيع أن نقول العقيدة هي كل الدين حتى من سمي بالأحكام مثل حديث السواك داخل في العقيدة كيف ؟ من يجيبني .

شيء ثابت من الدين

أحسنت ما ثبت به الدليل دخل في العقيدة ولذلك أعود لما قلت قبل قليل العقيدة وصف شامل للدين كله فعلى هذا نقول أنه الأمر يرجع إلي الاصطلاح وإلي المفاهيم الشرعية التي تقتضيها النصوص أو يتفق عليها المتخصصون
ماحكم من قدم العقل على النص ؟
مسألة تقديم العقل والنص هذه حقيقة نزعة فلسفية أصلها ناشئة من خصوم الأنبياء قبل حتى مبعث النبي صلى الله عليه وسلم تجدهم يعترضون على النبوة وعلى الوحي وعلى مقررات الدين بالعقول ، طبعا العقول لها مدارك محددة إذا خرجت عن مداركها المحددة وقعت في زيغ ، العقول إذا أقحمناها في تفاصيل الغيب ، العقول إذا أقحمناها في دين الله عز وجل في أمره ونهيه وما يرضي الله عز وجل ، إذا أقحمناها ها في عالم الآخرة فإنها تقع في الخبط والخلط ولا عندها إلا تخرصات فمنشأ تقديس العقول واقحامها في الدين ناتج عن الخراسين الذين قال الله فيهم عز وجل ﴿ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ﴾ [الذريات:11] فتقديم العقل على النص ناتج عن الغرور والكبرياء من خصوم الأنبياء ثم دخلت هذه النزعة على بعض الفرق الإسلامية بشبهة زعموا فيها أنَّ العقل مادام خوطب إذاً هو الذي يقرر أن العقل مادام هو الذي عَوَّل عليه الشرع في أمور كثيرة هو يميز بين الحق والباطل في الجملة ، ويميز بين الضار والنافع ، إذاً هو الذي يقرر الدين ، وهذا فيه قلب للحقائق قلب تماما نحن نقول نعم العقل له احترامه وتقريره لكن الدين دين الله والذي يقرره هو الرب عز وجل والمعصوم صلى الله عليه وسلم هو الذي يقرر الدين يبقي العقل وظيفته أن يصدق بالحق وأن يؤيده وأن يجتهد في ما كَلَّفَه به الشرع فعلى هذا يعني يستحيل عقلا – العقل المنصف - أن يقدم العقل على الشرع ، ولو كان للعقل لسان لحاكم أولئك الذين اقحموه في الدين لأن يقول أحرجتموني ، أحرجتموني أمام ربي عز وجل كيف توقعوني في أمرٍ الله عز وجل هو الذي تكفل به وهو الحكيم الخبير وهو العالم وأنا العقل ناقص محدود الطاقة محدود القدرات تعتريه الهوى والضعف ويعتريه الخطأ والنسيان بل والفناء ، إذا كيف يقال العقل يقدم على الشرع .
جميع الفرق تقول: لا إله إلا الله، فلماذا لا يطلق عليه وصف الإسلام ووصف أهل السنة والجماعة ؟

أما وصف الإسلام، فنعم ، أما وصف السنة والجماعة، فلا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ميز بين أتباع السبل، وبين أهل السنة والجماعة، ما هو بنص تاريخي ولا بتحكم العلماء حتى وإن كان العلماء مرجعية، لكن أقول أصلا تقسيم المسلمين إلي أهل السنة، وغير أهل السنة تقسيم شرعي جاءت به النصوص؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الافتراق وأنه سيحدث، ونهى عن السبل، وأيضا أمر باتباع السنة والجماعة، فكان أهل السنة والجماعة هم أهل الحق، هم الذين بقوا على السنة، بخلاف أهل الهوى والافتراق.

ومع ذلك نرجع إلي أول السؤال، نعم من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله يشهد له بالإسلام، وإذا ارتكب بدعًا، وسلك مسلك أهل البدع والافتراق والأهواء خرج من السنة، ولم يخرج من الإسلام، فهو متوعد ولم يخرج من الإسلام والله أعلم .
، هل يعتبر عدم الرجوع إلي العلماء هو من أسباب الافتراق ؟
لا شك إن عدم الرجوع إلي العلماء، وعدم اعتبار المرجعية سبب الافتراق؛ لأن الله عز وجل يقول: ﴿فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾[النحل:الآية43] بل في هذه القضية بالذات -قضية ما يختلف عليه الناس- خاصة فيما يروج بين الأمة الآن من أمر مريج في أحوالهم، وعلاقاتهم، والمصائب الكبرى التي أصابتهم حينما ألغوا المرجعية أو ضعفت المرجعية للعلماء، خاصة عند بعض الأجيال الناشئة عندما ضعفت المرجعية؛ وقعوا في هذه الكوارث، وهذا خلاف وصية الله عز وجل، الله عز وجل يقول في مثل الأحداث التي نعيشها اليوم (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ )(النساء: من الآية83) من الذين يستنبطونه؟ العلماء، فلا شك من أعظم أسباب الفرقة والشتات هو عدم الخضوع لمرجعية العلماء التي هي وصية الله، وهي صمام الأمان بإذن الله، والأسباب كثيرة ليس هذا هو السبب الوحيد .
من هم أهل الوعد ؟

أقصد بأهل الوعد الذين أخذوا بالوعد ولا يعولون عن الوعيدوهم المرجئة، وغلات الجهمية، وطوائف كثيرة من الأمة، وكذلك المتساهلين من بعض الذين عندهم نفاق، وعندهم فجور، و الذين يعملون الفجور، ويقولون: إن الله غفور رحيم لا يتقون الله، ولا يذكرون أن الله شديد العقاب (كلمة غير مفهومة) بنصوص الرحمن ونصوص الوعد ولا يهتمون بخشية الله والخوف منه والاعتبار الوعيد في معاصرهم وغيرها هؤلاء يعتبرون أهل الوعد يعني بمعني أنهم ما يأخذون بالوعد والوعيد .
نصيحتكم لأهل السنة الذين انشغلوا بإخوانهم من أهل السنة ؟

الشيخ : نعم الحقيقة هذه الظاهرة ليست غريبة، بمعني أنها هي ضمن الأخطاء والتحاوزات أن يوجد من أهل السنة من أهل الحق من يسيء إلي الحق بأسلوبه المنهجي، أو بتعامله مع الآخرين هذا أمر طبيعي، لكن الأمر غير الطبيعي هو أن يحسب الناس سلوكيات هؤلاء الخاطئة على السنة والجماعة، هم يعلمون أن ما من مبدأ في الدنيا، ولا منهج، ولا ديانة إلا يوجد من بين أتباعها من يخطئ، فهل نحسب أخطاء وتجاوزات أتباع الديانات التي تخالف أصول مناهجهم ودياناتهم نحسبها على الديانات أو المبادئ؟ وكذلك في الإسلام أن تحسب تصرفات بعض المسلمين على الإسلام وعلى المسلمين هذا أيضا خطأ فادح، ويخالف بدهيات التعامل بين البشر، وكذلك بوجه أخص، وهو موطن السؤال ما يحدث من بعض المنتسبين للسنة من قسوة وتعجل -وهم قلة والحمد لله قلة- وما يحدث من بعض الإساءة في التعامل مع الآخرين، هذه تصرفات هم يحاسبون عليها، وتنسب إليهم لا تنسب إلي السنة والجماعة ، إن السنة والجماعة منهج ينبغي أن يكون هو مرتكز التحاكم وهو مرتكز الحكم على أفعالنا وتصرفاتنا، فإذن نقول يجب أن نتقي الله في ما نعمل وما نقول سواء ممن يسيء إلي السنة والجماعة، أو من يحكم علينا من تصرفات بعض أفرادهم، فهذه سنة الله في خلقة فيجب أن نصبر ونتناصح، وأن نبين للناس وجه الحق، وأيضا نخطئ المخطئ منا وإن كان من أهل السنة والجماعة .
هل الآشاعرة والمعتزلة هم من أهل السنة ، ولماذا أطلق لفظ أهل السنة على الآشاعرة في بداية الأمر يا شيخ ؟

المعتزلة ليسوا من أهل السنة ولا رضوا أن يكونوا من أهل السنة أصلا وهذا واضح من قراراتهم ومن منهجهم، وأما الآشاعرة فالكلام فيه يحتاج إلي شيء من التفصيل، لعلى اجيزه في قواعد محدودة ، أولا الآشاعرة هم أتباع أبي الحسن الأشعرى الذي ظهر مذهبه في القرن الرابع الهجري، وكان مذهبه مذهب أهل السنة والجماعة في الجملة وكثير من التفاصيل، ثم دخلته النزعة الكلامية: أي تقرير الدين بالعقول، وبمسائل كلامية؛ فانحرف المسار الأشعري إلي الكلاميات، ثم إلي التصوف بعد القشيري، فدخلهم علم الكلام والتصوف؛ فأصبح الأشاعرة أصناف منهم أهل الحديث والعلماء والفقهاء، فعلا في جملتهم على السنة والجماعة: كالنووي، وابن حجر إن صح انتسابه للأشاعرة وغيرهم، وكالبيهقي، والخطابي هؤلاء من أهل السنة والجماعة، وانتسابهم إلي الأشاعرة خطأ يغفر الله لنا ولهم، ومثلهم كثير من علماء الأشاعرة إلي يومنا هذا، أناس ينتسبون إلي الأشاعرة مجرد الانتساب لكن تجدهم على منهج أهل الحديث من السنة والجماعة هؤلاء من السنة والجماعة .



توقيع نفحات بنت محمد الصياد
نفحات بنت محمد الصياد غير متواجد حالياً