عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-08, 10:29 AM   #2
مفكرة إسلامية
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله سؤال: هل نفخ الله في آدم من روحه، وأسجد له ملائكته، وما علاقة ذلك بالأسماء، والصفات؟
بالنسبة للوساوس التي تحدث للإنسان، أقصد الخلق مثلا، يعني من خلق كذا، حتى تصل إلى من خلق الله - سبحانه وتعالى - ؟ السؤال الثاني : هناك من ادعى في هذا الزمان أن آدم عليه السلام خلق من أب وأم فما رأيك يا شيخ؟
السؤال: هل نفخ الله في آدم الروح؟
نعم، الله -عز وجل- نفخ في أدم الروح، كذلك في عيسى -عليه السلام-، والروح هنا الروح المخلوقة، روح مثل خلقه، نسبت الروح إلى الله -عز وجل- كنسبة الخلق إلى الله، فلا يعني بالروح أنه قد أخذ صفة القداسة، الروح لا تعني النفس، والذات، كلمة روح كلمة مجملة، وهنا أضيفت إلى الله- تعالى- إضافة تكريم، الله كرم آدم بأن نفخ فيه من روحه التي هي من خلق الله،وكذلك عيسى عليه السلام.
السؤال الثاني: هذه الأوهام و الوساوس.
أولا: في الحقيقة أنا أنصح الأخوة المشاهدين نصيحة عامة، إذا جاءت مثل هذه الأوهام يجب أن تعرض على طالب علم، أو عالم، ولا تعرض على عامة الناس؛ لأن هذه مداخل للشيطان على كثير من قد يكونوا في غفلة من هذه الأمور، وفي عافية، فأحيانا مجرد إنشاء السؤال على ملايين الناس، أو على آلاف الناس، قد يحدث في قلوبهم شكوك، خاصة السؤال الخطير الذي يتعلق بالله -عز وجل-، أما بقية الأسئلة والإشكالات في العقيدة، فأرى أن عرضها مناسب، لكن هذا السؤال بالذات، وما يشابهه، يعني الأسئلة التي لا تليق بالله -عز وجل-، أو توهم النقص في حق الله -عز وجل- فالأولى أن الإنسان يسأل عنها أقرب عالم، أو أقرب طالب علم، على أي حال، هذه أوهام، ووساوس ما دامت مجرد عوارض لا تضر، والصحابة -رضوان الله عليهم- شكو مثل ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولما أشعروا النبي- صلى الله عليه وسلم- أنهم قد يجدون هذه الأمور ولكنهم يعارضوها، قال: ذلك صريح الإيمان، يعني: أنهم وجدوا الإنكار، والاشمئزاز من هذه الأفكار؛ ولذلك أيضا النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر أن قد يأتي الشيطان ويقول للإنسان كما قال السائل تماما، وهذا ورد في السنة، وهذا يدل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما ترك شيئا فيه نصح للأمة إلا ذكره، فبين أن الإنسان يجب أن يعود لأصل الإيمان بالله -عز وجل- ويقول آمنت بالله ثم يستقيم، ويعود إلى الله، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويبعد عن أسباب الأوهام، والوساوس، ويصرف قلبه إلى ربه بالتمجيد، والتسبيح، والذكر، والتهليل، ويصرف قلبه إلى التفكر في آلاء الله ،ونعمه عليه، وليكثر من التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإن ذلك -إن شاء الله، لا يضره، إذا عمل هذه الوسائل، والأسباب فإنه لا يضره،- لو لا قدر الله، بقيت هذه الأوهام، فقد تكون من الوساوس التي تحتاج إلى علاج بالرقية، وعلاج أحيانا، وهذا أنصح به بعض الذين يبتلون بمثل هذه الأمور تستقر في نفوسهم، وهذا قليل -ولله الحمد-، لكنه يحدث، أنصح أن يراجعوا الأطباء المختصين، فإن كثيرا من الأدوية -بإذن الله، حاسمة لهذه الأمور، يعني كثيرا مما يرد من الإشكالات أنه يوجد من بعض المسلمين من عنده بعض هذه الخطرات، فقد لا يسلم منها؛ فيهمل نفسه ظنا منه أن مراجعة الطبيب لا تليق، وهذا خطأ فهو من عبث الشيطان نفسه ، النبي صلى الله عليه وسلم يقول (تداوو عباد الله).
وخير التداوي ما تداوي به قلبك وإيمانك، فإذا شعر المسلم بشيء من هذه الأوهام، والوساوس في أي أمر من العقيدة، في الله عز وجل، أو في غير ذلك، وما زالت بالأسباب الشرعية، والأوراد، والذكر، والرقية، فيجب عليه أن يراجع الطبيب، وبإذن الله هذا شيء مجرب.
علاج هذه الأمور غالبا ينتهي بمدة قصيرة، بعض الناس يظن أنه يحتاج إلى علاج مزمن، وأنه يحتاج إلى مراجعة العيادات، هذا كله أوهام إلا النادر، والنادر لا حكم له، فيجب أن يراجع طبيبًا مختصًا، ويجد في ذلك إن شاء الله العافية، ويرجع إلى طبيعة إيمانه، إلى حقيقة العقيدة إن شاء الله.
لو سمحت ما حكم إنكار الرؤيا؟ هل هناك كتيب نتبع عليه؟
ما حكم إنكار الرؤيا؟
هذا حال الناس فيما يتعاطون من أفكار، والقناعات الشخصية، لا حد لغرابة أقوالهم، لو نظرنا إلى ما يقوله الناس، أو ما يخطر على بال كثير من الخلق في إنكار البديهيات، والمكابرة، نجد شيئا عجيبا، يجب ألا نلتفت إلى مثل هذه الأمور، إلا إذا صارت اعتقادًا ينكر به الحق، أو صار صاحبها داعية إلى مثل هذه الأفكار الخطيرة الهدامة، أنا أعتقد أن إنكار الرؤى هذا مكابرة للعقل، قبل أن يكون مخالفة للشرع، من يستطيع أن يدعي أن الناس لا يرون رؤى، أو يحجر على الناس أن يروا رؤى، ما من أحد من الخلق غالبا إلا ويكون رأى رؤيا، أو أكثر، ومن لم ير فإنه يسمع، ويدرك، فإنه يدرك تواتر هذا الأمر عند الناس، فإذًا إنكار الرؤيا نوع من المكابرة، أو الجهل، وربما يكون ناتج عند بعض الناشئين لعدم الخبرة بذلك، من ناحية الحكم الشرعي: فإذا كان أنكر أن يوجد رؤى أخبر الله بها، أو أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، أو ينكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن هناك شيء اسمه الرؤيا، فهذا لا شك مصادم للنص، وضلال مبين، ربما يخرج من الإسلام، أما إذا كان ناتج عن تقصير وقصور، وعدم المعرفة للنص، مع عدم المعرفة للدليل تشهي إلى آخره، فهذه أمور أمراض في الخلق، تعالج بالنصيحة، بإقامة الحجة، وبيان الحق للناس، ولا نستعجل تجاه مثل هذه الأفكار الغريبة؛ لأنها قد تكون ناتجة عن جهل، وعدم تجربة، فالمهم لا يمكن أن يقول عاقل: بإنكار الرؤيا.
حتى أتواصل معكم خلال الدرس بحثت عن كتاب مجمل أصول أهل السنة في الاعتقاد، لكني لم أجده، فيبدوا أنه متوفر في المملكة عندكم فقط، فهل يوجد منه طبعة أخرى، أو طبعات في مصر، وإن لم يكن موجودا فما الحل؟
على أي حال أنا أعرف أنه موزع في جميع الدول العربية، لكن قد لا يكون متوفر بالقدر الكافي، فأنا آمل من السائلة أن تتصل بطلاب العلم المشاهير، ويرسلون لها الكتاب، أو ترسل لنا عنوانها ولو على القناة، فإن شاء الله نرسل لها نسخة، وتجد الكتاب إن شاء الله عبر الموقع على الإنترنت، والكتاب كما سأل السائل هو مجمل أصول السنة والجماعة في العقيدة، كتيب صغير موجز.
هناك سؤال: يقول: وجد هذا الزمان أن آدم عليه السلام خلق من أبوين
هذا من غرائب الأقوال، على أي حال ذكر الله في كتابه، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في صريح السنة: أن آدم -عليه السلام- خلق من تراب، خلقه الله -عز وجل- من غير أبوين، وهذا مما ميز الله به آدم على خلقه هذا شيء، الشيء الآخر حتى لم يرد النص في مسألة خلق آدم من غير أبوين، أو ابتداء الخلق من غير أبوين؛ لأن هذا يؤدي إلى التسلسل الممنوع، والتسلسل الممنوع هو وجود اللانهاية، الأبوان يحتاجان إلى أبوين، والأبوين يحتاجان إلى أبوين، إلى ما لا نهاية، وهذا يؤدي إلى التسلسل الممنوع، فالأولية المطلقة لا تكون إلا لله -عز وجل- فما دام آدم مخلوق -وهو أول مخلوق من بني آدم- فلا بد أن يكون خلق من غير أبوين، هذه حتمية عقلية، ثم إنها حقيقة شرعية ذكرها الله -عز وجل- ونص عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- .
هناك سؤال وملاحظة: أما السؤال: هل من أسماء الله الحسنى الثابتة بالكتاب والسنة اسم الستار، أو الساتر خاصة، أن كثيرا من الناس يقولون ياساتر، هذا بالنسبة للسؤال، أم الملاحظة: في بعض البلدان يكثر التعبيد لغير الله - سبحانه وتعالى - كعبد الرضا، أو الحسين، أو غير ذلك، نرجو التعليق على ذلك؟
هو لم يرد نصا أن من أسماء الله الساتر أو الستار، إنما ورد وصف الله بأنه ستير، وعلى هذا إذا اختلف أهل العلم: هل ستير اسم، أو أنه من باب الخبر والصفة لله -عز وجل- ؟وكذلك الستار والساتر، وبعضهم قال: يجوز أن تشتق منها اسما، يعني من الستير فتكون من أسماء الله، لكن ومع ذلك مادامت لم تثبت نصا الساتر والستار من أسماء الله؛ فلا يلزم أن تثبت كأسماء، لكنها تثبت أوصاف لله -عز وجل- وخبر عن الله، وعلى هذا فلا يمنع ذلك من التسمية بها، عبد الستار، وعبد الساتر؛ لأنه الاسم لا يلزم التعبيد لله -عز وجل-، أن يكون تعبيد للأسماء، حتى للأوصاف لله -عز وجل- أن تكون لائقة بالله ،هذا هو الأرجح، وإن كان هناك خلاف كبير بين أهل العلم، لكن الصحيح ما هناك ما يمنعه ما دام المقصود به وصف الله، سواء كان صفة، أو فعل، فلا حرج في ذلك، حتى ولو لم نقل إنه من أسماء الله فيجوز أن ندعو الله به يا ساتر، يا ستير، يا ستار؛ لأنها معاني حقيقة يوصف الله بها؛ ولذلك قال الله -عز وجل- : ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾[الأعراف: 180]، والراجح أنها تشمل حتى الصفات التي تندرج تحت اشتقاق الأسماء، أو الصفات التي ممكن يشتق منها أسماء.
تسأل عن التعبيد لغير الله مثل عبد النبي؟.
التعبيد لغير الله لا يجوز؛ لأن العباد عباد لله، فلا يجوز بإطلاق، فإنه من كبائر الأمور، وإن كان المقصود به التعبيد الحقيقي- تعبيد العبودية- فهو كفر، ومخرج من الملة، وإن كان المقصود به مجرد التبرك، فهو كبيرة من كبائر الذنوب، وبدعة، وفيه إساءة أدب مع الله -عز وجل- وفيه إساءة إلى المخلوق الذي يسمى به ذلك الإنسان، هذا الإنسان الذي سمينا باسمه عبد الرضا، عبد النبي، لو كان بإمكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يحتج بعد موته لاحتج على هؤلاء؛ لأنهم أساءوا إليه، وكذلك الرضا، والحسين، وغيرهم، لو كان لهم لسان في الدنيا الآن بعد وفاتهم لقاضوا هؤلاء، وحاكموهم؛ لأنهم أحرجوهم أمام ربهم -عز وجل- فلا يستحق العبودية إلا الله، فكأنهم أوقعوهم في حرج مع ربهم - سبحانه وتعالى -، فلا يجوز هذا بإطلاق، بل هو من إساءة الأدب مع الله، وهو أيضا من الإساءة إلى من عبد لهم هؤلاء الناس.
كيف نفسر للطفل عندما يسأل عن أسماء الله، وصفاته، وكيف أن الله استوى على العرش، وأن الله سميع الله بصير، كيف نفسر للطفل هذه الأشياء؟ .
نعم، حقيقة الأطفال كثيرا ما يسألون أسئلة عن أسماء الله، وصفاته، أو في غيره من الأمور الغيبية الكبرى، والطفل في الحقيقة غالبا يسرح مع الخيال، ولا يدرك التفاصيل؛ و لذلك أرى الإجابة له ينبغي أن تكون مجملة، يصرف عن المعاني الدقيقة التي تؤدى إلى الوسواس، أو الأوهام، ويجاب بإجابات مجملة، فيصرف عن هذا إلى تعظيم حق الله -عز وجل- فإذا مثلا: سئل عن الاستواء على العرش، يقال له: إن الله عظيم، وأنه فوق سماواته، وأنه لا يحيط به أحد، كلام مجمل، ويكفي؛ لأن الدخول في التفاصيل ينشأ أسئلة أخرى حتى لا تفسر له الاستواء على ما فسر به بعض السلف، هذا يوقع في شبهة أكبر؛ لأن هذا مداركه قليلة، حتى العامي ليس الطفل لا يجب أن تفصل له هذه الأمور، فإذا ينبغي أن نجيب إجابة مجملة، وكل طفل له حاله من مستوى الإدراك، ومستوى الذكاء، و السن، إلى آخره، فينبغي أن يجاب بإجابة مجملة، يعظم في قلبه الله -عز وجل- ويجاب بأمور عامة، بعيدة عن الدخول في القضايا الحساسة، والطفل غالبا تستطيع تصرفه بالجواب المناسب، فإذا أدخلته في قضايا دقيقة استمر ينشئ الأسئلة، فتقع في إثم، وتتورط في أمر لا طاقة لك به، الطفل أحيانا في سن معينة إذا أشعرته بالتحدي يتوهم أنه يستطيع أن ينزل السماء إلى الأرض، أليس كذلك؟ إذن: فأوهامه كبيرة، فلا تستجيب لأوهامه، لكن أيضا لا تصدم سؤاله بأن تصرفه صرفا كامل،ا لا أجبه بما يثبت المعاني الإيمانية في قلبه، أجبه بكلام مجمل يعظم فيه ربه -عز وجل- يعلم أن الله أعظم ،وأجل من أن يقاس على خلقه في كلام مجمل، من أجل أن لا تصدمه، ولا تجيبه بأمر لا يطيقه.
ما هو الراجح في أقوال العلماء في اسم الله الأعظم، ورجاء أن تؤجلوا برنامج الأكاديمية العلمية بعد العشاء حتى الساعة التاسعة تقريبا حتى ننتهي من صلاة العشاء في جدة؟
هذا تحت الدراسة قريبا إن شاء الله.
لعل الله -عز وجل- أراد لحكمة منه أن يخفى الجزم باسم الله الأعظم، ليبقى العباد يتحرون اسمه الأعظم في دعائهم له، ولجوءهم إليه، وخاصة حال الضرورة؛ فلذلك الراجح أن اسم الله الأعظم قد يتمثل في معان، أو في معنى واحد يجمعه عدة ألفاظ، اسم الله الأعظم معنى عظيم يجمعها اسم الجلالة الله، والحي القيوم، والعلي العظيم، والعزيز الحكيم إلى آخره.
إذن: الجامع لهذه الألفاظ كلها فهو اسم الجلالة الله، معنى هذا أن اسم الله الأعظم هو معنى عظيم، قد يندرج تحته عدة ألفاظ من أسماء الله، وصفاته، هذه الألفاظ اللفظة التي يجمعها جميعا هو اسم الجلالة الله.
هل يعتبر من أول الصفات كالأشاعرة مثلا من أهل السنة، ونقول إنهم مخطئون؟
مسألة التأويل أنوع: فالذين يؤولون تأويلا منهجيا- أعني أن التأويل يرجع عندهم إلى منهج يتخذونه تجاه كثير من صفات الله- عز وجل-، يصرفون حقائق صفات الله إلى معاني مؤولة -فهذا بدعة، ويخرجون به عن نهج السلف، ولا يعتبرون من أهل السنة، والجماعة، أما ما يقع به بعض المنتسبين للأشاعرة، وبعض العلماء الأفاضل، وبعض طلاب العلم، وغيرهم ممن ليسوا على هذا المنهج، يعني: لا يعتمدون التأويل منهجا أساسيا يردون به كثيرا من الصفات، فإن من أول هذه المسألة تأويلا مفردا مع خضوعهم لمنهج السلف في عدم التأويل، فهذا من باب الزلات، والأخطاء، والجميع وقعوا في خطأ، لكن هؤلاء وقعوا في خطأ عن منهجية، فهذا أخرجهم عن أصل السنة، والجماعة في الجملة، وإن وافقوا أهل السنة في أمور كثيرة ، أما من أخطأ في التأويل باجتهاد، وليس معه منهج يخالف به أهل السنة، والجماعة، فهذا يعتبر من الأخطاء، والزلات التي لا تخرج صاحبها من أهل السنة، إنما يخطأ، ويرد عليه قوله.
بعض الناس يتوسعون في الرؤيا، فهناك من يتوسع في السؤال، وفي الإجابة يسلم من التأويل حتى أنه يجزم، أو ربما يتحدد بالموعد، أو بالساعة، ومنهم من يقفل باب السؤال عن الرؤى بحجة سد الذرائع، والسؤال الثاني: يتبادر أو يسبق أحيانا بين الناس، أو يطرح عليهم سؤال من مثلك الأعلى؟ فيقول مثلى الأعلى مثلا فلان، فهل هذه العبارة صحيحة أو خاطئة؟
لو سمحت إعادة السؤال الأول: كثرة توسع الناس في الرؤى، حتى إن هناك من يتساهل في السؤال عنها، ونجد أيضا من يؤولها و يتساهل في تأويلها، أو ربما يتوسع توسعا يكون غير مرغوب، من تحديد موعد حصول الرؤيا بالزمن، أو وصفها، والتأكد، أو الجزم، بتحققه
على كل حال السؤال اتضح، ما يتعلق بالرؤى مرت في الدرس الماضي -وإن شاء الله، كما نأمل يكون هناك توسع أكبر في هذه المسائل، إنما كما أشرت، وأكرر أن ما ندرسه في هذه الدروس، ودروس مستقبلة قريبة إلى حدود نهاية هذه الفترة إنما هو قواعد وإجماليات، على أي حال مادام نشأ هذا السؤال فأقف وقفة بسيطة، أو مختصرة عند موضوع إفراط الناس، أو تفريطهم في الرؤيا سواء السائلين الذين يرون الرؤيا، أو الذين يتصدون للرؤيا، ويفسرونها، الحقيقة من الظواهر، يعني، الغير المرغوب فيها، والتي هي من جملة ظواهر كثرت في مجتمعنا في الوقت الحاضر، كثرت التعلق بالأحلام، والرؤى، والتشاؤم منها، والسؤال عنها، وعلى العكس كذلك، أيضا كثرة تصدي عدد من طلاب العلم للرؤى بشكل يخرج عن الاعتدال، هذا كله من ضمن الظواهر التي استجدت في مجتمعات المسلمين في العصر الحاضر في عموم الأمة الإسلامية، وهذا ناتج عن عدة عوامل: ما طرأ على المسلمين من المؤثرات في أفكارهم، في عقولهم، في عقائدهم، في معلوماتهم، هذه الثورة المعلوماتية، الطفرة المعلوماتية غير المرشدة، والتي نتج عنها قسوة القلوب، وقلة الورع، نتج عنها تشويش الناس، كثرة الشبهات، أو اضطراب في العقيدة، الاضطراب في الدين، هذه ظواهر معلومة، هذه إذن مسألة الرؤى ظلم هذه المنظومة التي أثرت في المسلمين اليوم، فعلى هذا أقول فعلا هناك إسراف، أو تقصير، أو إفراط، أو تفريط في مسألة الرؤى.
فأولا بالنسبة للرائين: لا مانع أن الإنسان إذا رأى حلما يرى أن له وقع في نفسه، أن يسأل عنه، فأول:ا في مسألة ما يكره وما يحب، النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر (أن الإنسان إذا رأي ما يكره فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ولينفث على يساره، فإنها لا تضره.)، لو عمل أكثر المسلمون بهذا المبدأ، استراحت قلوبهم، وما تعلقوا بالأحلام، إذا رأيت شيئا يزعجك اعمل بوصية النبي - صلى الله عليه وسلم -، وثق يقينا، وكن متعلقا بال،له أنها لا تضرك، وإن رأي ما يحب، فليبشر خيرا بدون ما يسأل، ولا يخبر الآخرين.
الشيء الثاني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قسم الرؤى، وجعل منها ما هو من عبث الشيطان، هذا بالنسبة للرائين، أرى أن يتثبتوا، ولا يكثروا من السؤال، ولا يتعلق قلوبهم؛ لأن الله -عز وجل- يتولاهم، وليحسنوا الظن بالله، وكذلك بالنسبة لمفسرى الأحلام يتقوا الله في الناس، أول شئ لا يعرف في تاريخ السلف أن أحدا من الناس عمله، ومهنته تفسير الأحلام، هذا خطأ، الأمر الثاني، لا يبالغون مع الناس، ينبغي أن يأخذوا الأمور بقدر، ونظرا؛ لأن الوقت ضاق، فإنا- إن شاء الله- لعلنا نستكمل نتائج الأمور في الحلقات القادمة. -نسأل الله للجميع التوفيق، والسداد، والرشاد،- وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم -.
من هو أول من قسم التوحيد إلى توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، هل هو شيخ الإسلام بن تيمية، أم هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -؟
تقسيم التوحيد أوًلا قبل أن أذكر أول من قال به، تقسيم التوحيد، أو غيره من التقسيمات العلمية التي احتاجها المسلمون على مدى التاريخ، هذه أمور راجعة إلى تطور العلم الشرعي عبر التاريخ، تطور وسائل العلم الشرعي، يعني: تقسيمات العلم يعني: أنماطه، و موضوعاته، فمثل:ا في عهد التابعين، جاء تسمية النصوص إلى حديث، وآثار، وقرآن، وسنة، وعلوم قرآن، ثم في القرون الثلاثة الماضية، قسم العلم الشرعي إلى فقه، وكذا، ثم بعد ذلك إلى فقه، وأصول فقه، هذه التقسيمات العلمية، تقسيمات فنية، علمية، موضوعية، ترجع إلى تقريب العلم للناس، من ذلك تقسيم التوحيد، تقسيم التوحيد ليس توقيفا، ولا ضروريا، ولا أيضا مشاحة فيه؛ لأنه يجوز تقسيم التوحيد إلى ثلاثة، أو إلى خمسة، ممكن نقول: توحيد الذات، توحيد الأسماء، توحيد الصفات، توحيد الأفعال، توحيد الأخلاق، م فيه مانع، هذا شيء، الشيء الأخر: أنه هناك من لمح إلى تقسيم التوحيد قبل شيخ الإسلام ابن تيمية، تلميحات واضحة، لكنهم ما جعلوا له التقسيم الموضوعي، الفني، كما فعل هو؛ لأنه هو احتاج إلى تقسيم التوحيد نظرا لكثرة الخلل في هذا الجانب عند المخالفين، فوضح ما كان عليه السلف.
فإذًا القضية لا تحتاج إلى مثل هذه الحساسية من بعض الذين أنكروا على شيخ الإسلام ابن تيمية، ولا أيضا إلى التعصب عليها عند الذين جعلوها وكأنها توقيفية، فالأمر لا هذا، ولا ذاك، التقسيم: تقسيم علمي بالصبر، والاستقراء، علمي واضح دقيق، لا مشاحة عليه، ولا مشاحة في الاصطلاح.
الطيب هل هو من أسماء الله الحسنى أخذا من حديث (إن الله طيبا لا يقبل إلا طيب)
هذا وصف لله- عز وجل- ولم يثبت أنه من أسماء الله -عز وجل- بهذا الصيغة فيما أعلم إلى حد الآن لكنه من الأوصاف.
السؤال: الفرق بين النبي والرسول؟
نعم، الراجح أن هناك اختلاف جزئي؛ لأنه كل رسول نبي، وليس كل نبي رسول؛ لأن الرسل طائفة اصطفوا من الأنبياء، فالرسل هم أعلى درجات النبوة، فيه النبوة وزيادة، وعلى هذا، فإن الرسل فيما يظهر -والله أعلم- هم الذين نزلت عليهم شرائع مستقلة، وكتب مستقلة، وأيضا كانت لهم أمم كبيرة في الغالب وأتباع، الأنبياء غالبا يتبعون شرائع الرسل، ولا تأتيهم كتب جديدة، إلا أن تكون تصحيحات، وتعديلات في كتب منزلة، فعلى هذا فالأنبياء أوسع دائرة، والرسل أخص، وأرفع درجة،- والله أعلم-.
ذكرتم لنا أن للملائكة حقوق علينا هل منها أن نقول عليهم السلام كالأنبياء؟
نعم ،لا مانع أن نقول (عليهم السلام)، لكن هذه لم نتعبد بها، لكن من باب أنهم أطهار، وأخيار، إلا جبريل -عليه السلام-؛ لأنه ورد السلام عليه، ومع ذلك الأمر جائز، أن تسلم على الملائكة إذا جاء لهم ذكر، ثم إن من حقوقهم أيضا: ما هو أوفى من ذلك، يعني: نؤمن بحقائق صفاتهم الكمالية لأن، الله -عز وجل- أعطاهم من الصفات، والأحوال، و الكماليات ما يجعلنا نغار منهم، ونتطلع لأن نكون بمنزلتهم، الغيرة المحمودة؛ فلذلك يرعى المؤمن حق الملائكة؛ لأنهم حوله دائما، يراعي حقوقهم من حيث أنهم لا يعصون الله -عز وجل-، وأنهم لا يليق أن يعمل عندهم ما لا يحسن، ومع ذلك كله يجب أن يراقب الله، أقول هذا؛ حتى لا يتعلق قلب المؤمن بغير الله، لكن من حقوق الله، ومما يجب في مراقبة الله أن نراعي خلق الله الكرام، نراعي حقوقهم تأدبا مع الله الذي أوجب علينا هذه الحقوق.



توقيع مفكرة إسلامية
نرجو من الجميع الإطلاع عليها , والالتزام بها -بارك الله فيكن-
وَأَرْجُوهُ رَجَاءً لا يَخِيْبُ ~
مفكرة إسلامية غير متواجد حالياً