حياكم الله
وهذا سؤال ..
حكم القراءة الجماعية للقرآن بصوت واحد
أجابه فضيلة الشيخ عبد السلام الحصين حفظه الله
القراءة الجماعية بصوت واحد اختلف أهل العلم فيها، فممن قال باستحبابها النووي ومن ذكره في كتابه، وممن ذهب إلى كراهتها وبدعتها مالك وغيره من السلف كما نقل النووي رحمه الله، ولهذا يقول ابن الحاج في كتابه المدخل: وقد ذكر بعض المتأخرين رحمه الله تعالى وعفا عنه هذه الأحاديث المتقدم ذكرها وساقها في فضل استحباب قراءة الجماعة مجتمعين وفضل القارئين والسامعين وبيان فضيلة من حضهم وجمعهم عليها وندبهم إليها ثم قال : اعلم أن قراءة الجماعة مجتمعين مستحبة لهم بالدلائل الظاهرة وأفعال السلف والخلف المتظافرة انتهى .
وليس في شيء من تلك الأحاديث المذكورة شيء من أفعال السلف والخلف .
وقد ذكر ابن بطال رحمه الله في شرح البخاري عن العلماء أنهم قالوا : الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج فيها إلى معرفة تلقي الصحابة لها كيف تلقوها من صاحب الشريعة صلوات الله عليه وسلامه فإنهم أعرف بالمقال وأفقه بالحال انتهى ؟ .
وما ذكره من الأحاديث ليس في شيء منها ما ينص على أنهم اجتمعوا على ما ترجم عليه أما قوله عليه الصلاة والسلام ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله فلم يذكر فيه أنهم اجتمعوا على ذلك يتراسلون بينهم صوتا واحدا ، بل ذلك عام هل كان على صوت واحد أم لا ؟ وقد دل الدليل على أنهم لم يكونوا يفعلون ذلك بل دل الدليل على عدم ارتكابهم ذلك ونهيهم عنه .
وقد ذكر رحمه الله نبذا من ذلك في الفصل نفسه .
فقال وعن حسان بن عطية والأوزاعي أنهما قالا : أول من أحدث الدراسة في مسجد دمشق هشام بن إسماعيل في قدومه على عبد الملك وروى ابن أبي داود عن الضحاك بن عبد الرحمن أنه أنكر هذه الدراسة ، وقال : ما رأيت ولا سمعت ولا أدركت أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلها وعن ابن وهب قال : قلت لمالك رضي الله عنه أرأيت القوم يجتمعون فيقرءون جميعا سورة واحدة حتى يختموها فأنكر ذلك وعابه ، وقال : ليس هكذا كان يصنع الناس إنما كان يقرأ الرجل على الآخر يعرضه فقد نقل رحمه الله ما كان عليه السلف وبينه ، وقد قال في الترجمة التي ترجمها ما قال من أن ذلك فعل السلف والخلف ثم نقل فعلهم على الضد مما ترجم عليه سواء بسواء ، وقد تقدم ذكرهم كيف كان بعد صلاة الصبح والعصر وأنهم كانوا مجتمعين في المسجد يسمع لهم فيه دوي كدوي النحل كل إنسان يذكر لنفسه على ما نقل عنهم .
وقد تقدم أنهم كانوا لا يرفعون أصواتهم بالذكر ولا بالقراءة ولا يفعلون ذلك جماعة.
|