عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-08, 10:35 PM   #1
توّاقة
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 02-02-2008
المشاركات: 48
توّاقة is on a distinguished road
m النــاس كالإبـل المــائة

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة » .
من المعاني التي فسر بها هذا الحديث : أن أكثر الناس أهل نقص ، وأما أهل الفضل فعددهم قليل جداً ؛ فهم بمنزلة الراحلة في الإبل المحمولة ،
ومنه قوله تعالى :  وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ  ( الأعراف : 187 ) » .
ورجح هذا القول الأزهري، والنووي، والقرطبي، وغيرهم .
هكذا شأن الناس ؛ فالقليل منهم هو الذي يُعتمَدُ عليه ، وأكثرهم دون ذلك .
وفي هذا المعنى وقفات عدة :
الوقفة الأولى : أن على الدعاة والمربين الاعتناء بالعناصر الفاعلة المتميزة ؛ إذ هم قليل في الناس ، عزيزٌ وجودهم ، وأثر استجابتهم للدعوة لا يقاس بأثر غيرهم .
ولهم في ذلك أسوة حسنة بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول : « اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك : بأبي جهل ، أو بعمر بن الخطاب » .
الوقفة الثانية : حين يدرك الداعية والمربي هذا المعنى يدعوه ذلك لأن يكون واقعياً فيما يطلبه من الناس وينتظره منهم ؛ فالناس لن يكونوا كلهم رواحل ، ولا يسوغ أن نرسم صورة مثالية وننتظر من الناس جميعاً أن يصلوا إليها .
الوقفة الثالثة : حين نرى صورة واقعية من أحد من الناس ، فلا يسوغ أن نتخذها نموذجاً نقارن الآخرين به ، وننتظر منهم أن يصلوا إلى ما يصل إليه . ومن الصور الشائعة في ذلك ما يصنعه بعض الآباء مع أبنائه ، أو بعض المعلمين مع طلابه حين يعجب بأحدهم فينتظر من الآخرين أن يكونوا مثله ، وأن يصلوا إلى ما وصل إليه .
الوقفة الرابعة : ليس معيار الاختلاف بين الناس قاصراً على القدرات العقلية والذهنية وحدها ؛ فهم يتفاوتون في تحملهم للأعباء ، وفي جديتهم ، وفي تضخيمهم للمخاطر ، وفي قدراتهم النفسية .. .. إلخ هذه العوامل ، وهي كلها مما لا بد من أخذه في الاعتبار .
الوقفة الخامسة : إدراك هذا المعنى يجعل المسلم عالي الهمة ، متطلعاً للمزيد ، ينظر في العلم والصلاح إلى من هو فوقه ، ولا ينظر إلى من هو دونه .



من مقالات الشيخ محمد الدويش (بتصرف)



توقيع توّاقة
[CENTER][SIZE="5"][COLOR="Purple"]قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: " إن لي نفساً توّاقة تاقت إلى الإمارة فلما نلتها تاقت إلى الخلافة فلما نلتها تاقت إلى الجنة ".[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
توّاقة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس