- 10 -
المرتبة الثالثة : الإحسان .
وهو ركن واحد ،وهو أن تعبد الله كأنك تراه ،فإن لم تكن تراه ،فإنه يراك .
والدليل قوله تعالى : { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }
وقوله تعالى :{ وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم* وتقلبك في الساجدين*
إنه هو السميع العليم }.
وقوله تعالى :{ وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم
شهودا إذ تفيضون فيه }.
والدليل من السنة : حديث جبريل المشهور .
عن عمر - رضي الله عنه - قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر ،لا يرى عليه أثر السفر ، ولا
يعرفه منا أحد ،فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أسند ركبتيه إلى ركبتيه
،ووضع كفيه على فخذيه ،
وقال : يامحمد أخبرني عن الإسلام ؟
فقال : ( الإسلام هو أن تشهد أن لا إله إلا الله ،وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ،وتؤتي
الزكاة ، وتصوم رمضان ،وتحج البيت ان استطعت إلى ذلك سبيلا )
قال : صدقت!
فعجبنا له يسأله ويصدقه
قال : فأخبرني عن الإيمان ؟
فقال : ( الإيمان : هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره
وشره )
قال : صدقت!
قال : فأخبرني عن الإحسان ؟
فقال : ( الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ).
قال : فأخبرني عن الساعة ؟
فقال : ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل !)
قال : فأخبرني عن إماراتها ؟
فقال : ( أن تلد الأمة ربتها ،وأن ترى الحفاة ، العراة ، العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان).
فمضى فلبثنا مليا ، ثم قال : ( يا عمر ، أتدري من السائل ؟ )
فقلت : الله ورسوله أعلم
قال : ( هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم )
|