عرض مشاركة واحدة
قديم 17-03-08, 04:15 PM   #16
أم أسماء
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 22-05-2007
المشاركات: 7,201
أم أسماء is on a distinguished road
افتراضي

الثـــــــــــــــــــــــــــالث عــــــــــــــــــــــــــــــشر :
الإلحاد في أسمائه وصفاته :
أصل الإلحاد في اللغة من اللحد وهو الشق الذي يكون في جانب القبر كما هو معلوم ومن معانيه في اللغة الميل والجور والظلم .
وفي الاصطلاح يمكن أن يعبر عنه ويقال : هو العدول بأسماء الله الحسنى وحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها ..
فالإلحاد في أسماء الله عز وجل أنواع :
1- أن تسمى الأصنام بهذه الأسماء كما قيل بأنهم سموا اللات من الإلهية , والعزة من العزيز , وكذا يسمون الصنم والشجر والحجر الذي يعبدونه يقولون له اله ..
طبعا هنا ليس محل اتفاق أن المناة من المنان وان العزة من العزيز , من أهل العلم من قال غير ذلك لكن على هذا الاعتبار ..
الإلحاد هنا : عدول بأسماء اله عز وجل إلى أوثانهم سموها اله وسموها بهذه الأسماء اللات والعزة ومناة ، وهكذا من الإلحاد أن تسمي احد باسم مختص لله تبارك وتعالى , لو احد سمى نفسه الرحمن مثل : مسيلمة الكذاب الذي يلقب نفسه برحمن اليمامة .. لا يجوز هذا اسم مختص ..
وهكذا أيضا من قال بل سمعت في هذه الأوقات أن رجل اسمه الرحمن في بعض النواحي في هذه البلاد في البادية وهذا عجيب لأنه لا يتجرأ احد على أن يسمي نفسه بهذا الاسم فهذا مختص بالله تبارك وتعالى وهكذا ما يعبر به بعضهم يقول عن طبيب الأطفال مثلا : اله الأطفال .. بعض من لا خلاق لهم يعبرون بمثل هذه العبارات وهكذا ,, مثل ملك الملوك , قاضي القضاة , حاكم الحكام , سلطان السلاطين , وذكر بعض أهل العلم أمير الأمراء
2- النوع الثاني من الإلحاد في أسمائه تبارك وتعالى أن يسمى بما لم يسمي به نفسه ولا سماه به رسوله صلى اله عليه وسلم .
فأسمائه توقيفية وتسميته بغير ما سمى به نفسه لا شك انه إساءة أدب مع الله تبارك وتعالى .. الآن لو جاء احد وسماك باسم لم يسميك به أبوك فهل تقبل هذا منه ؟ الجواب لا ، فالفلاسفة مثلا يسمونه بالعلة الفاعلة ، النصارى يسمونه الأب ، الماسونيون يسمونه المهندس الأعظم أو بعض الناس يقول الله فنان مثلا ، فهذا كله لا يجوز وهكذا أيضا إذا سمي بما لا يليق مثل : الفاتن المظل المستهزئ الكايد كما ظن بعضهم انه يشتق من كل فعل من أفعال الله أسماء فسموه بهذه الأسماء فهذا خلاف الأدب .
3- الثالث من الإلحاد فيها وصفه تعالى بما يتقدس ويتعالى عنه من النقائص مثل قول اليهود انه فقير أو انه استراح بعد خلق الخلق وكقولهم يد الله مغلولة ..
4- الرابع من الإلحاد في أسمائه أن ينكر شيئاً من هذه الأسماء أو ينكرها جميعا أو ما دلت عليه من الصفات والأحكام ، وهكذا أيضا من يثبت الأسماء ولكن ينكر ما تضمنته ودلت عليه من اللوازم والصفات الكاملة ..
5- الخامس من الإلحاد أيضا في أسمائه هو أن تشبيه الأوصاف التي تضمنتها هذه الأسماء بصفات المخلوقين فالله (( ليس كمثله شي وهو السميع البصير )) الحافظ ابن القيم رحمه الله جمع الكثير من هذه الإلحاد النونية يقول :
أسمائه أوصاف مدح كلها مشتقه قد حملت لمعاني
إياك والإلحاد فيـــــها انه كفــر معــاد الله من كفران
وحقيقة الإلحاد فيها الميل بالإشراك والتعطيل والنكران
فالملحدون إذا ثلاث طوائف فعليهم غضب من الرحمن
المشركون لأنهم سموا بها أوثانهم قالوا : اله ثاني
هم شبهوا المخـــلوق بالخلاق عكــس مشبــه الخلاق بالإنسان
......
و الملحــد الثــاني فـذو التعطــيل إذا ينفي حقائقــها بـلا برهــان
مــا ثم غير الاســم أوله بمــا ينفــي الحقيقة نفي ذي بطــلان
.....
هذا وثـالثهم فـنـافـــيها ونـافي مـا تدل عــليه بالبهتان
هذا ما يتعلق بالإلحاد وبالأسماء والصفات .



توقيع أم أسماء
قال ابن القيم رحمه الله:
(القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية
ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه بالذكر
ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى
ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة)
أم أسماء غير متواجد حالياً