عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-10, 02:12 AM   #4
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي قصتي مع حبيبتي ـ أم محمد ـ رفيقة دربي التي فارقتني ولقيت ربي

الحمد لله على كل حال
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى
اللهم ارزق أهلها الصبر والسلوان
أختي أم عبد البر سأحكي لك قصتي أنا مع أخت لي اسمها أم محمد ، القاسم المشترك بيننا دار القرآن أنت في مدينتك سلا وأنا في مدينتي أكادير
بسم الله الرحمن الرحيم
رن هاتفي فأخذت السماعة
قلت : السلام عليكم
ردت الاخت :وعليكم السلام
قلت : من معي
قالت : أم سلمان
قلت : كيف حالك أختي
ردت : الحمد لله
قلت : اشتقت لك ولأخواتي الحبيبات فلانة ........ وفلانة .........
قالت : الكل بخير ونحن أيضا اشتقنا لك
ثم سكتت برهة وقالت للتو رجعت من الدار البيضاء فأحببت أن أطمئن عليك
قلت : بارك الله فيك
قالت : متى ستقومين بزيارتنا فنحن في شوق لمجالستك
قلت : قريبا بإذن الله اللهم يسر
قالت : كدت أنسى ألم تعلمي بوفاة أم محمد
قلت : لاوالله ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، متى توفيت
قالت : منذ أسبوع
قلت : لا لم أعلم بالخبر؛ انشغلت أختي قليلا فلم أستطع زيارة حبيباتي وأخواتي في الله
ثم وعدتها بالزيارة وتوادعنا على أمل اللقاء في القريب العاجل
وضعت سماعة الهاتف ، وجلست على كرسي كان بالقرب مني ، وسرحت بخيالي ........
رجعت بي ذاكرتي إلى أيام مضت وولت كنا نجلس في حلقات بدار القرآن نحمل بين أيدينا القرآن نحفظ ما تيسر منه ، ونتلو ما تطمئن النفس به ، يحذو كل واحدة منا الأمل بختمة مباركة ، لتسعد بها في الدنيا والآخرة .
وفي يوم التحقت بنا أم محمد ، كانت أختا في عقدها الرابع لكن روحها كأنها في العقد الثاني ، كانت ذات همة عالية ، ونفس تواقة ، وإرادة ماشاء الله ، الكل أحبها من أول وهلة ، واستأنس بها من أول جلسة ، ملأت بطيبوبتها مجلسنا ودا وألفة .
ومضت الأيام ونحن في بهجة وأخوة وصحبة ، حتى قدر الله أن تغلق أبواب دور القرآن ببلدنا ، ولم يعد لنا ملاذ إلا بيوتنا نجتمع فيها لنكمل مسيرتنا في طلب العلم الشرعي ، فاجتمعنا ثانية وقلوبنا ترفرف سعادة ، وألسنتنا تلهج حمدا وتسبيحا .
اتفقنا أن يكون مجلسنا كما عهدناه في دور القرآن ـ تلاوة وتحفيظا ودروسا ..
فنظمنا صفوفنا وبدأنا عملنا فكانت أم محمد من اللواتي أبلين بلاء حسنا ، ترفع الهمم ، وتثبت العزائم ، وتذكر بالله واليوم الآخر .
جلسنا نتدارس شرح متن الأصول الثلاثة للشيخ العثيمين رحمه الله ـ فأتممناه بحمد الله ـ ثم انتقلنا لمنظومة الحائية لابن أبي داود السجستاني فنهلنا من معينها ما يروي غليلنا ، ويشفي عليلنا في مسائل الأسماء والصفات وفي عدالة الصحابة رضوان الله عليهم ......
وجاءت العطلة الصيفية لللسنة الماضية ، فاشتغلت كل واحدة منا بأمر سفرها عند أهلها ، فاتفقنا أن نوقف الحلقات على أمل أن نستأنف بعد عودة غالب المتغيبات ، فودعنا بعضنا ..
تخيلن معي أخواتي ...
كيف يكون الفراق .... عناق .. وبكاء ...... ووعد باللقاء .
ومرت العطلة الصيفية ..... وجاء شهر البركة ،شهر رمضان وانشغلت كل واحدة منا بتلاوة القرآن على أمل اللقاء بعد العيد بأيام وفعلا التقينا وياله من لقاء ...........
وجاء عيد الأضحى وافترقنا على أمل اللقاء ، واستئناف أيام الهناء ، لكن بعد العيد انشغلت أنا بالمرض فلم أعد أرى أخواتي إلا إن هاتفنني مطمئنات على حالي .. فغاب عني وجهها لكن لم تفارق مخيلتي بسمتها ، أتذكر كل مرة حرقتها على هذا الدين وهمها على نشر المنهج القويم
تحث على الصبر ، كلماتها لا تزال ترن في أذني ـ الصبر على الأذى فيه أليس هذا ما تعلمناه من الأصول الثلاثة ـ سبحان الله كانت توقظ همم كل طالبة وتعلي إرادة كل راغبة ـ
كنت أحس أنها نعم الأخت الملتزمة الصادقة ـ يصدق فيها قوله صلى الله عليه وسلم ـ سيأتي على أمتي زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر ـ
حتى بلغني خبر وفاتها ـ فحزن قلبي وبكت عيني لكن لم أقل إلا ما يرضي ربي ـ إنا لله وإنا إليه راجعون ـ
فرحمك الله أختي الحبيبة ـ أم محمد ـ رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته ، ووسع في قبرك مد بصرك فلقد كنت يوما ممن حمل هم دعوته ، وذب عن سنته ،وضحى من أجل إعلاء رايته .
أسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسناتك .
لن أنساك ما حييت أختي أم محمد وسأظل أدعو لك ما بقي لي نفس وروح تردد .ـ فلقد كان اجتماعنا لله وفي الله وأرجو أن يكون لقاؤنا عند الله ، نسعد برؤية وجه الله ، إخوانا على سرر متقابلين .



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..



التعديل الأخير تم بواسطة رقية مبارك بوداني ; 08-01-10 الساعة 02:20 AM
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً