عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-09, 11:36 PM   #3
د.سهيرالبرقوقي
نفع الله بك الأمة
افتراضي

قال:

أى بنى! والله ماأعلم أحدًا اليوم على ماكنت عليه , لقد هلك الناس ,وبدلوا, وتركوا أكثر ماكانوا عليه إلا رجل بالموصل , وهو فلان , فهو على ماكنت عليه فالحق به.......

.قال :


فلما مات وغُيِّبَ لحقت بصاحب الموصل , فقلت له : يافلان إن فلانا أوصانى عند موته أن ألحق بك , وأخبرنى انك على أمره.

قال :

فقال لى: أقم عندى, فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه, فلم يلبث أن مات ,

فلما حضرته الوفاة قلت له : يا فلان ! إن فلانا أوصى بى إليك , وأمرنى باللحوق بك , وقد حضرك من الله عز وجل ماترى ,فالى من توصى بى وماتأمرنى ؟

قال :

أى بنى ! والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بنصيبين, وهو فلان , فالحق به.

فلما مات وغُيِّبَ , لحقت بصاحب نصيبين فجئتُه, فأخبرته بخبرى , وما أمرنى به صاحبى ,

قال :

فأقم عندى, فاأمت عنده , فوجدته على أمر صاحبه , فأقمت مع خير رجل , فوالله مالبث أن نزل به الموت ,

فلما حُضر , قلت له : يا فلان ! إن فلانا كان أوصى بى إلى فلان ,ثم أوصى بى فلان إليك , فالى من توصى بى وماتأمرنى ؟

قال :

أى بنى ! والله ما نعلم أحدًا بقى على أمرنا آمرك أن تأتيه, إلا رجلاً بعمورية, فإنه بمثل ما نحن عليه , فإن أحببت فأته

قال :
فإنه على أمرنا .

قال :

فلما مات وغُيِّب , لحقت بصاحب عمورية وأخبرته خبرى ,

فقال : أقم عندى , فأقمت مع رجل على هدى أصحابه وأمرهم .

قال :

قال: واكتسبت حتى كانت لى بقرات وغنيمة ,قال : ثم نزل به أمر الله , فلما حُضر ,

قلت له :

يافلان ! إنى كنت مع فلان ,فأوصى بى فلان إلى فلان , وأوصى بى فلان إلى فلان ,ثم أوصى بى فلان إليك , فإلى من توصى وماتأمرنى ؟

قال : أى بنى ! ماأعلم أصبح على ماكنا عليه أحد من الناس آمرك ان تاتيه , ولكنه قد اظلك زمان نبىّ ,هو مبعوث بدين ابراهيم , يخرج بارض العرب , مهاجرًا إلى أرض بين حرَّتين(1) ,بينهما نخل ,به علامات لاتخفى ,يأكل الهدية ,ولا يأكل الصدقة ,بين كتفيه خاتم النبوة , فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل ,

قال :


ثم مات وغُيِّب ,فمكثت بعمورية ماشاء الله أن أمكث , ثم مر بى نفر من كَلب تجارًا ,

فقلت لهم : تحملونى إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتى هذه وغنيمتى هذه ؟ قالوا : نعم , فاعطيتموها


(*), وحملونى , حتى إذا قدموا بى وادى القرى ظلمونى ,فباعونى من رجل من اليهود عبدًا ,

فكنت عنده , ورأيت النخل , ورجوت أن تكون البلد الذى وصف لى صاحبى, ولم يحق لى فى


نفسى ,فبينما أنا عنده , قدم عليه ابن عم له من المدينة من بنى قريظة , فإبتاعنى منه, واحتملنى

إلى المدينة , فوالله ماهو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبى , فأقمت بها .

وبعث الله رسوله ,فأقام بمكة ماأقام ,لاأسمع بذكر, مع ماأنا فيه من شغل الرق ,ثم هاجر إلى المدينة ,

فوالله إنى لفى رأس عَذق (2) لسيدى أعمل فيه بعض العمل ,وسيدى جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه

فقال :فلان !قاتل الله بنى قيلة , والله إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون إنه نبى ,

قال :


فلما سمعتها أخذتنى العرواء(3) حتى ظننت إنى سأسقط على سيدى .

قال :


ونزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه ذلك :ماذا تقول ماذا تقول ؟

قال :

فغضب سيدى فلكمنى لكمة شديدة , ثم قال : مالك ولهذا ؟! أقبل على عملك,

قال :

قلت :لا شىء إنما أردت أن استثبت عما قال.

وقد كان عندى شىء قد جمعته , فلما أمسيت أخذته , ثم ذهبت به إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وهو بقباء ,فدخلت عليه فقلت له:

إنى قد بلغنى أنك رجل صالح , ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة ,وهذا شىء كان عندى للصدقة , فرأيتكم أحق به من غيركم , فقربته إليه و فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لأصحابه :كلوا ,وأمسك يده فلم يأكل

قال :

فقلت فى نفسى :هذه واحدة , ثم انصرفت عنه ,

فجمعت شيئا , وتحول رسول الله-صلى الله عليه وسلم- إلى المدينه ثم جئت به فقلت :
إنى رأيتك لاتأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها ,

قال :


فأكل رسول الله-صلى الله عليه وسلم- منها و وأمر أصحابه فأكلوا معه ,

قال :

فقلت فى نفسى : هاتان اثنتان .

ثم جئت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وهو ببقيع الغرقد

قال:


وقد تبع جنازة من أصحابه ,عليه شملتان له , وهو جالس فى أصحابه فسلَّمت عليه ,

ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذى وصف لى صاحبى , فلما رأنى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-استدرته ,عرف إنى أستثبت فى شىء وُصِفَ لى ,

قال :


فألقى رداءه عن ظهره, فنظرت إلى الخاتم , فعرفته , فانكببت عليه أقبله وأبكى ,

فقال لى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- : تحول , فتحولت , فقصصت عليه حديثى –كما حدثتك يا ابن عباس -

قال :


فأعجب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أن يسمع ذلك أصحابه .

ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بدر وأُحد ,

قال :

ثم قال لى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :كاتب يا سلمان !

فكاتبت صاحبى على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير(4) بأربعين أوقية ,

فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- :" أعينو أخاكم " . فأعانونى بالنخل ,

الرجل بثلاثين ودية (5), والرجل بعشرين , والرجل بخمسة عشرة , والرجل بعشر , - يعنى الرجل بقدر ماعنده –حتى اجتمعت لى ثلاثمائة ودية

فقال لى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :"اذهب ياسلمان ففقِر(6)لها ,فاذا فرغت فأتنى أكون أنا أضعها بيدى",

ففقرت لها ,وأعاننى أصحابى ,حتى إذا فرغت منها جئته , فأخبرته ,

فخرج رسول الله-صلى الله عليه وسلم-معى إليها ,نقرب له الودى , ويضعه رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بيده ,

فوالذى نفس سلمان بيده ماماتت منها ودية واحدة ,

فأديت النخل , وبقى علىَّ المال ,

فأتى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-بمثل بيضة من ذهب من بعض المغازى ,

فقال :"مافعل الفارسىّ المُكاتب ؟"

قال :

فدعيت له

فقال : خذ هذه فأد بها ماعليك ياسلمان !

فقلت :

وأين تقع هذه يارسول الله مما على ؟

قال : خذها فان الله –عزوجل- سيؤدى بها عنك .

قال :

فاخذتها فوزنت لهم منها – والذى نفس سلمان بيده - أربعين أوقية ,

فأوفيتهم حقهم ,

وعُتقت ,

فشهدت مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- الخندق ثم لم يفتنى معه مشهد .

يُتْبعُ قريبا بإذن الله تعالى...
_____________________________________

الحاشية:

(1) الحرة :أرض ذات حجارة سود نخرة , كأنها أحرقت بالنار .

(*) الظاهر أنه تصحيف.....ولعل الصواب أن تكون الكلمة هى"فاعطيتهموها " كما ورد فى الجامع الصحيح ماليس فى الصحيحين ج11 ص83-للشيخ مقبل.

(2) العدق –بفتح العين-: النخلة بحملها ,
والعد ق –بالكسر-: الكباسة, وهو من التمر كالعنقود من العنب .

(3) يريد : الرعدة , والعرواء : "برد الحمى أول مسها ".

(4) الفقير :هى حفرة تحفر للفسيلة اذا حولت لتغرس فيها

(5) واحدة الودى: وهو صغار الفسيل , والفسيلة: هى النخلة الصغيرة تقطع من الام او تقلع منالارض فتغرس, وهو ايضا جزء من النبات يفصل عنه ويغرس.

(6) فَقِرلها : اى احفر لها موضعا تُغرس فيه , واسم تلك الحفرة : فقرة وفقير ,"النهاية".

(7)اخرجه أحمد فى"المسند" وابن سعد فى" الطبقات" , والهيثمى فى"المجمع"(9/332-336) , ومما قاله :"رواه احمد كله والطبرانى فى" الكبير"بنحوه باسنيد . واسناد الرواية الاولى عند احمد والطبرانى رجالهما رجال" الصحيح" غيرمحمد بن اسحاق وقد صرح بالسماع ...." قال شيخنا حفظه الله :وروى قطعة منه الحاكم (2/16) من هذا الوجه وقال :"صحيح على شرط مسلم " , ووافقه الذهبى بهذا . كذا قالا .



توقيع د.سهيرالبرقوقي
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}
http://www.tvquran.com/


{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }

د.سهيرالبرقوقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس