عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-08, 11:00 AM   #2
نفحات بنت محمد الصياد
|طالبة في المستوى الثاني1 |
افتراضي

القاعدة الحادية عشرة:
وهي في ضرورة معرفة نوعيات الكتب من حيث احتياجها للتدبر والتأمُّل.
لابد أن تُصنِّف الكتاب الذي تشتريه، أو يرد عليك.
هناك كتب مُتخصِّصة تحتاج إلى تعمُّق وتدبر وإلى رَوِيَّة، وإلى بُطء شديد أثناء القراءة، وهناك كتب لا تحتاج إلى ذلك، فَمِنْ الكتب التي لا تحتاج إلى تدبر وتأمل كثيرين كتب "التاريخ" مثلاً، مثل"البداية والنهاية"، "سير أعلام النبلاء"..
فالإنسان قد يجد نفسه يفرغ من قراءة مجلد في ليلة واحدة؛ لأن قراءة الأخبار والسِّيَر لا تحتاج إلى عميق تأمل، بخلاف ما لو أتيت لكتاب مثلاً مثل: " شرح العَضُد على مختصر ابن الحاجب"( ) في أصول الفقه، هذا الكتاب السطر الواحد فيه ربما يحتاج إلى نصف ساعة لتأمله وتدبره وفَهْمِهِ، وهذا ليس ببعيد؛ يعني: عندنا في الدراسات العليا في "الأزهر" في شعبة أصول الفقه، هناك دكتور اسمه الدكتور "القرنشاوي"، هذا الدكتور كان يشرح لنا الخمسة أسطر من "مختصر ابن الحاجب" في ساعة أو ساعتين، يشرح لنا، يَفُكُ لنا عبارات "ابن الحاجب" التي وضعها في كتابه "المختصر" وهو مختصر للمختصر، يعني أصل كتاب المختصر ابن الحاجب كتاب "إحكام الأحكام" للآمدي، اختصره ابن الحاجب في كتاب سماه: "منتهى السُّول والأمل في علمي الأصول والجدل" ( ) ثم اختصر هذا المختصر في كتاب سماه "المختصر" وهو المشهور بين الأصوليين بـ"مختصر ابن الحاجب".
فهناك كتب تحتاج إلى تَعَمُّق وتدبُّر.
فلذلك الكتب التي تحتاج إلى تعمق وتدبر يوضع لها منهج خاص، وجدول خاص للقراءة، والكتب التي لا تحتاج إلى التعمق يوضع لها أيضاً منهج خاص ووسيلة خاصة لقراءتها.. كل ذلك: حتى توطن نفسك على الوسيلة المناسبة للكتاب الذي تشتريه.
إنسان مثلاً ممكن ينزل مكتبة يشتري خمس كتب، مُطالَب أن يقرأ هذه الكتب في فترة زمنية قوامها شهران مثلاً، فلابد أن يُصنِّف هذه الكتب.
مثلًا: هذا الكتاب سهل القراءة ، يعني لا يحتاج إلى تدبر، يجعله في أولويات اهتمامه؛ لأنه يفرغ من السهل، ثم يتفرَّغ بعد ذلك للصعب والعسير، ينتهي أولًا من السهل،وبعد ذلك يتفرغ للصعب والعسير، فإذا ما استطاع أن يُصنِّف الكتب التي تَرِدُ عليه بهذه الطريقة فإنه يستطيع بعد ذلك أن يتصرف بطريقة علمية في تحصيل قراءة هذه الكتب في فترة زمنية مناسبة.
لكن: لو تبعثر وتشتت في قراءة الكتب بدون أن يتعامل معها هذه المعاملة العلمية، فإنه قد يعطي للكتاب حق أكثر مما يستحق، كأن يتدبر في كتاب لا يستحق التدبر والتأمُّل، أو أن يقرأ كما يفعل كثير من الإخوة يقول: أنا قرأت في كتاب "الإحكام" للآمدي، قرأته في كَم مِنْ الوقت؟ في شهر..
ماذا فهمت منه؟ فهمته كله.
مستحيل، مستحيل أن يُقرأ كتاب "الإحكام" في شهر، أو أن يُفهَم حتى في شهرين أو ثلاثة أو أربعة.
الشاهد: أنه لابد لكل كتاب من تصنيفه التصنيف المناسب؛ حتى يُتعامَل معه معاملة مناسبه.



توقيع نفحات بنت محمد الصياد
نفحات بنت محمد الصياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس