عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-08, 05:29 PM   #34
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon62 تابع

المتن :
وقال أيضا رحمه الله تعالى
"وقرأت بخط الشيخ الموفق قال: سمعنا درسه -أي ابن أبى عصرون - مع أخي أبى عمر وانقطعنا، فسمعت أخي يقول: دخلت عليه بعد، فقال: لم انقطعتم عنى ؟ قلت: إن أناساً يقولون: إنك أشعري، فقال: والله ما أنا أشعري. هذا معنى الحكاية" اهـ.
شرح الشيخ :
يعني يستفاد منه انه لا ينبغي ان تجلس الى مبتدع ولو كانت بدعته خفيفة كبدعة الأشعريين .
المتن :
وعن مالك رحمه الله تعالى قال :
"لا يؤخذ العلم عن أربعة: سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعة يدعو إلى هواه، ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنت لا أتهمه في الحديث، وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به".
فيا أيها الطالب! إذا كنت في السعة والاختيار؛ فلا تأخذ عن مبتدع: رافضي، أو خارجي، أو مرجئ، أو قدري، أو قبوري، 000 وهكذا، فإنك لن تبلغ مبلغ الرجال - صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، صحيح النظر، تقفو الأثر - إلا بهجر المبتدعة وبدعهم.
شرح الشيخ :
وظاهر كلام الشيخ رحمه الله , انه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شئ حتى فيما لا يتعلق ببدعته , فمثلا اذا وجدنا رجلا مبتدعا لكنه جيد في علم العربية البلاغة والنحو والصرف , فهل نجلس اليه ونأخذ منه العلم الذي هو مجيد فيه او نهجره ؟
ظاهر كلام الشيخ اننا لا نجلس اليه , لان ذلك يوجب مفسدتين :
الاولى : اغتراره بنفسه فيحسب انه على حق .
الثانية : اغترار الناس به حيث يتوارد عليه طلاب العلم ويتلقون منه , والعامي لا يفرق بن علم النحو وعلم العقيدة , لذلك نرى ان الانسان لا يجلس الى أهل الأهواء والبدع مطلقا , حتى وان كان لا يجد علم البلاغة والعربية والصرف الا فيهم , فسيجعل الله له خيرا منهم .
لان كوننا نأتي الى هؤلاء ونتردد اليهم لا شك انه يوجب غرورهم واغترار الناس بهم .
** يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
اولا أحب ان اسجل كلمة فيما يدور بين الأخوة طلاب العلم في البلاد , فانه لا يجوز للأخوة طلاب العلم ان يتفرقوا او تتفرق كلمتهم لمجرد خلاف يسوغ فيه الاجتهاد , لان ذلك ضرر يحصل فيه الفشل وذهاب الريح
كما قال الله تعالى :
" ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم "
ثم هو قوة عظيمة للعدو المخالف سواء مان بدعيا ينتسب للاسلام او كان كافرا , لان الكفار يودون من المسلمين ان يتفرقوا واهل البدع يودون من أهل السنة ان يتفرقوا , فالواجب من أهل السنة ان يقطعوا الطريق على هؤلاء وهؤلاء وان تجتمع كلمتهم وان لا يكون بأسهم بينهم وان تتسع صدور بعضهم لبعض اون يعلموا ان الخلاف قد وقع في عهد الصحابة وما بعده لكنه خلاف في الأقوا ل وليس خلافا في القلوب , وهذا الذي نريده من طلاب العلم .
اما بالنسبة لإخواننا الذين ابتلاهم الله تعالى وسلط عليهم ما شاء من خلقه في الشيشان والبوسنة والهرسك وكشمير والصومال , فان عليهم ان يصبروا ويحتسبوا وعلى إخوانهم من المسلمين ان يدعوا لهم بالنصر والتأييد وان يدعو على أعدائهم بالخذلان والتبديد وتفريق الكلمة .
هذا أقل ما يجب علينا من واجب لإخواننا المسلمين المطهدين
نسأل اله سبحانه وتعالى ان ينصر إخواننا المسلمين في كل مكان وان يذل اعدائهم في كل مكان وان يرد كيد أعدائنا في نحورهم ونقول اللهم من اراد بالمسلمين سوءا فاجعل كيده في نحره وأفسد عليه أمره واجعل تدبيره تدميرا عليه انك على كل شئ قدير .
المتن :
وكتب السير والاعتصام بالسنة حافلة بإجهاز أهل السنة على البدعة، ومنابذة المبتدعة، والابتعاد عنهم، كما يبتعد السليم عن الأجرب المريض، ولهم قصص وواقعيات يطول شرحها ، لكن يطيب لي الإشارة إلى رؤوس المقيدات فيها:
فقد كان السلف رحمهم الله تعالى يحتسبون الاستخفاف بهم، وتحقيرهم ورفض المبتدع وبدعته،ويحذرون من مخالطتهم، ومشاورتهم، ومؤاكلتهم، فلا تتوارى نار سني ومبتدع.
وكان من السلف من لا يصلى على جنازة مبتدع، فينصرف.
وقد شوهد من العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم (م سنة 1389 هـ) رحمه الله تعالى، انصرافه عن الصلاة على مبتدع.
وكان من السلف من ينهى عن الصلاة خلفهم، وينهى عن حكاية بدعهم، لأن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة.
وكان سهل بن عبد الله التستري لا يرى إباحة الأكل من الميتة.. للمبتدع عند الاضطرار، لأنه باغ
، لقول الله تعالى: (فمن اضطر غير باغ 00) الآية،
فهو باغ ببدعته وكانوا يطردونهم من مجالسهم،
كما في قصة الإمام مالك رحمه الله تعالى مع من سأله عن كيفية الاستواء، وفيه بعد جوابه المشهور:"أظنك صاحب بدعة"، وأمر به، فأخرج.
وأخبار السلف متكاثرة في النفرة من المبتدعة وهجرهم، حذراً من شرهم، وتحجيما لانتشار بدعهم، وكسرا لنفوسهم حتى تضعف عن نشر البدع، ولأن في معاشرة السني للمبتدع تزكية له لدى المبتدئ والعامي - والعامي: مشتق من العمى، فهو بيد من يقوده غالباً.
ونرى في كتب المصطلح، وآداب الطلب، وأحكام الجرح والتعديل: الأخبار في هذا
شرح الشيخ :
المؤلف رحمه الله حذر هذا التحذير البليغ من أهل البدع وهم جديرون بذلك , ولا سيما اذا كان المبتدع سليط اللسان فصيح البيان , فان شره يكون اكبر وأعظم , ولاسيما اذا كانت بدعته مكفرة او مفسقة تفسقا بالغا فان خطره أعظم , ولا سيما اذا كان يتظاهر امام الناس انه من اهل السنة لان بعض اهل البدع عنده نفاق , تجده عند من يخاف منه يتمسكن ويقول انا من اهل السنة وانا لا اكره فلان ولا فلان من الصحابة وانا معكم وهو كاذب فمثل هؤلاء يجب الحذر منهم , وقد مر علينا انه وان كان المبتدع عنده علوم لا توجد عند اهل السنة ولا تتعلق بالعقيدة كمسائل النحو والبلاغة وما اشبه فلا تأخذ منه .
وقوله كان من السلف من لا يصلي على مبتدع, هذه على كل حال اذا كانت البدعة مكفرة فانه لا شك ان الصلاة لا تجوز عليه لقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في المنافقين :
" ولا تصل على احد منهم مات ابدا "
فهذا لا يصلى عليه .
اما اذا كانت بدعته غير مكفرة , فهذا ينظر فيما يترتب على ترك الصلاة عليه من المفسدة او عدمها .
فاذا كان اهل السنة أقوياء وكان اهل البدعة في عنفوان دعوتهم فلا شك ان ترك الصلاة عليهم أولى , لانه ربما يحصل بذلك ردع عظيم لهم .
وما ذكر عن الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله , مفتي البلاد السعودية في زمنهم يدل على قوته وصرامته , حيث انصرف عن الصلاة على مبتدع وايضا الصلاة خلفه , فان كانت بدعته مكفرة فالصلاة خلفه مع العلم ببدعته فان صلاته لا تصح , لانه إئتم بمن ليس بإمام , وان كان دون ذلك فلاصلاة خلفه صحيحة لكن لا ينبغي ان يصلي خلفه .
واما ما ذكر عن سهل بن عبد الله التستري الذي لا يبيح أكل الميتة للمبتدع وان اضطر الى ذلك , فان كان هذا المبتدع كافرا فاه لا يباح له عند الله أكل الميتة ولا أكل المزكاة ,
لقوله تعالى :
-( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين )- [المائدة/93]
ولقوله تعالى
-( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون )- [الأعراف/32]
فدل هذا على ان الطيبات من الرزق والزينة التي أخرج الله للعباد ليسش خالصة لغير المؤمنين يوم القيامة بل يحاسبون عليها .
فاذا مانت بدعته مكفرة فاننا نقول لا يحل له ان يأكل الميتة عند الضطرار ولا المزكاة عند الاختيار . لكن نقل تب الى الله من بدعتك المكفرة وكل كما يأكل المؤمنون .
وان كانت بدعته مفسقة , ففيما قال رحمه الله نظر , لان الصحيح ان قوله تعالى :
" فمن اضطر غير باغ ولا عاد "
غير مبتغ لأكل الميتة , وغير عاد : اي غير معتد لأكل ما يحتاج اليه .
هذا هو الصحيح , والدليل قوله تعالى :
-( فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم )- [المائدة/3]
ومن العلماء من قال ان المراد : من بغى على الامام ,وليس كل فاعل معصية , ففي كلام سهلرحمه الله فيه هذا التفصيل . اما طرده من المجالس ؟ نعم , للشيخ ان يطرد من مجلسه ما دون ذلك اذا رأى أحد الطلبة انه يريد ان يفسد الطلب عند زملاءه , وبحيث يعتدون على الشيخ ولا يهابونه ولا يحترمونه , فله ان يطرده , لان هذا يعتبر مفسدا فيطرد .
والامام مالك رحمه الله قال : ما أوراك الا مبتدعا , لان الذينيسدون عن مثل ذلك هم المبتدعة , يسألون كيف الاستواء ؟ يحرجون بذلك على السنة , والجواب عن ذلك سهل :
ان الله تعالى أخبرنا انه استوى ولم يخبرنا كيف الاستواء ,.
وهل نعلم كيفية شيئ لم نعلم به وهو غيب عنا ؟ ابدا .
لو قال لك قائل اني بنيت بيتا , فقد علمت انه بنى بيتا وتعلم كيف يبنى البيت , لكن هل تعلك كيفية هذا البيت وما فيه من الحجر ... لا طبعا .
وهكذا صفات الله عز وجل , أخبرنا الله عنا ولم يخبرنا عن كيفيتها .
وقوله العامي : من العمى ,ولكن ينظر في هذا المعنى , ربما يكون من العموم اي عموم الناس , والعامي لا شك انه هو الجاهل الذي لا يعرف والجهل عمى .
المتن :
فيا أيها الطالب ! كن سلفيا على الجادة، واحذر المبتدعة أن يفتنوك، فإنهم يوظفون للاقتناص والمخاتلة سبلا، يفتعلون تعبيدها بالكلام المعسول - وهو: (عسل) مقلوب - وهطول الدمعة، وحسن البزة،والإغراء الخيالات، والإدهاش بالكرامات، ولحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف 00 وما وراء ذلك إلا وحم البدعة، ورهج الفتنة، يغرسها في فؤادك، ويعتملك في شراكه، فوالله لا يصلح الأعمى لقيادة العميان وإرشادهم.
قوله عسل (مقلوب ): اي لسع .
يتبع الوجه الثاني >>>>>>>
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس