عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-08, 05:36 PM   #36
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
c8 تابع .....

(( الشيخ يجيب على بعض الاسئلة ))

سؤال : ماهي الشروط وحدود اطلاق كلمة مبتدع ؟
جواب الشيخ :
هذا يعرف بتعريف البدعة
البدعة هي التعبد لله عزوجل بغير ما شرع وما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه


من عقيدة او قول او فعل , فقولنا التعبد خرج به الامور العادية , هذه وان لم تكن معروفة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانها لا تضر . كلن اذا فعل الانسان عبادة يدين الله بها سواء عقيدة او قول او فعل فهذه هي البدعة ومن تلبس بها فهو مبتدع .
لكن هل يضلل أو يمقت ؟
نقول لا , حتى تقوم عليه الحجة , ويبين له ان هذه بدعة , فإن أصر حينئذ قلنا ان الرجل فاسق او كافر حسبما تقتضيه هذه البدعة .


المتن :
وعن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له: صبيغ، قدم المدينة، فجعل يسأل عن متشابه القرآن؟ فأرسل إليه عمر رضى الله عنه وقد أعد له عراجين النخل، فقال: من أنت؟ قال أنا عبد الله صبيغ، فأخذ عرجوناً من تلك العراجين، فضربه حتى دمى رأسه، ثم تركه حتى برأ ثم عاد ثم تركه حتى برأ، فدعي به ليعود، فقال: إن كنت تريد قتلى فاقتلني قتلاً جميلاً فأذن له إلى أرضه، وكتب إلى أبى موسى الأشعري باليمن: لا يجالسه أحد من المسلمين. [رواه الدارمي].
وقيل: كان متهماً برأي الخوارج.


شرح الشيخ :
هذا الحديث اذا صح سنده واتصاله فهو يدل على شدة همر رضي الله عنه , على اولئك الذين يريدون المتشابه من القرآن , لانه كان يورد الآيات المتشابه .

مثلا يقول :
-( ولا يؤذن لهم فيعتذرون )- [المرسلات/36]
ثم يأتي بالآيات الأخرى التي تدل على انهم يعتذرون ولا يقبل منهم . ويأتي يقول :
-( ولا يكتمون الله حديثا )- [النساء/42]
ثم يأتي بآيات أخرى تدل على إقرارهم بذنوبهم .

وما أشبه ذلك
وهذا لا شك انه سعي في الارض وفساد وتشكيك الناس
وحقَّ لمن هذه حاله ان يفعل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه به ما فعل .
وفيه أيضا : ان بعض الناس قد يورد المتشابهات لاشتباهها عله حقيقة وهذا لا يلام , قد يورد المتشابهات لانه من الأصل لم يركز نفسه على ارادة الجمع بين النصوص , فتجده دائما يتتبع الآيات المتشابهة ثم يأتي ما الجمع بين كذا وكذا .
وهذه بالحقيقة مهنة ليست جيدة . واذكر ان محمدالخلوتي رحمه الله , كان له حاشية علامة المنكر , وكان كل ما أتى ببحث قال يحتمل كذا ويحتمل كذا , فلقب عند بعض طلبة العلم بالشكاك لانه لا يستقر على رأي .
ولهذا عليك ان تتخذ لنفسك طريقا بان تبني على ان الامور واضحة ولا تتبع المتشابهات , لانك ان تتبعت المتشابهات ربما تزل .
عرجون النخل : العذق الذي فيه التمر , قال تعالى
-( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم )- [يس/39]


المتن :

والنووي رحمه الله تعالى قال في كتاب "الأذكار"
"باب: "التبري من أهل البدع والمعاصي
وذكر حديث أبى موسى رضى الله عنه:"أن رسول الله صلي الله عليه وسلم برئ من الصالقة، والحالقة، والشاقة". متفق عليه


شرح الشيخ :


الصالقة : هي التي ترفع صوتها بالنياح .
الحالقة : هي التي تحلق شعرها تسخطا , سواء حلقته بالموس او نتفته باليد .
الشاقة : التي تشق الجيب عند المصيبة
وانما برئ رسول اله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الثلاث , لعدم رضاهن بالقدر , ومن فعل من الرجال مثلهن فحكمه حكمهن .
لكنه ذكر ذلك ان الغالب يقع من النساء لان الرجال أشد تحملا من النساء .


المتن :

وعن ابن عمر براءته من القدرية. رواه مسلم


شرح الشيخ :


لانه لما حدث بان عندهم قوم يقولون ان المر أنف : يعني انه مستأنف وان الله لم يقدره من قبل . قال للذي بلغه أخبرهم بأن ابن عمر منهم برئ
لانهم انكروا قضاء الله وقدره .
لكن من هم القدرية : هل هم الذين يثبتون القدر ام الذين ينفون القدر ؟
الذين ينفون القدر .
وهي نسبة عكسية لان الذي يسمع القدرية يفهم ان المعنى هم الذين يثبتون القدر . والمر بالعكس , فهي نسبة سلب لا ايجاب , وهؤلاء القدرية يسمون مجوس هذه الامة , وقد وردت في ذلك أحاديث , ووجه ذلك : انهم جعلوا للحوادث محدثين , الحوادث الكونية التي من فعل الله أحدثها الله عز وجل كإنشاء الغيم وإنزال المطر وما أشبه ذلك , والحوادث التي تكون من فعل العبد استقل بها العبد , فهم يرون ان العبد مستقل بعمله وان الله تعالى لا علاقة له به , اطلاقا , ولهذا سموا مجوسا لانهم كالمجوس الذين يقولون ان للحوادث خالقين , النور يخلق الخير والظلمة تخلق الشر .


المتن :

والأمر في هجر المبتدع ينبني على مراعاة المصالح وتكثيرها ودفع المفاسد وتقليلها، وعلى هذا تتنزل المشروعية من عدمها، كما حرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مواضع .


شرح الشيخ :

اذا عاد الشيخ كما ذكرنا وهو ان ينظر الى المصالح , فان راينا من المصلحة ان لا نهجرهم ولكن نبين الحق , لا نداهنه و نقول انت على بدعتك ونحن على سنتنا , اذا رأينا من المصلحة هذا فترك الهجر أولى , وان رأينا من المصلحة الهجر بأن يكون أهل السنة أقوياء وأولئك ضعفاء مهزومين فالهجر أولى .


المتن :


والمبتدعة إنما يكثرون ويظهرون، إذا قل العلم، وفشا الجهل. وفيهم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
"فإن هذا الصنف يكثرون ويظهرون إذا كثرت الجاهلية وأهلها، ولم يكن هناك من أهل العلم بالنبوة والمتابعة لها من يظهر أنوارها الماحية لظلمة الضلال، ويكشف ما في خلافها من الإفك والشرك والمحال" أ هـ.
فإذا اشتد ساعدك في العلم، فاقمع المبتدع وبدعته بلسان الحجة والبيان، والسلام


شرح الشيخ :


اذا اشتد ساعدك بالعلم , اما اذا لم يكن عندك العلم الوافي في رد البدعة فاياك ان تجادل . فانك ان هزمت وانت سني لعدم قدرتك على هزيمة هذا المبتدع , فهو هزيمة لمن ؟
للسنة , ولذلك لا نرى انه يجوز للانسان ان يجادل مبتدعا الا وعنده قدرة على مجادلته .
وهكذا ايضا مجادلة غير المبتدعة , الكفار , لا نجادلهم والا ونحن نعلم اننا على يقين من امرنا , والا كان الامر عكسيا , بدل ان يكون الانتصار لنا ولما نحن عليه من دين وسنة , يكون الامر عكس .
ومن ذلك اي قوة الحجة ان يكون معك من يساعدك , كما قال الشاعر :
لا تخاصم بواحد اهل بيت فضعيفان يغلبان قوي
اذا صار معك احد فإن حجتك سوف تقوى .


انتهى الفصل الثالث ...



المتن :


الفصل الرابع
أدب الزمالة
الامر الثالث والعشرون
احذر قرين السوء



كما أن العرق دساس ، فإن "أدب السوء دساس" إذ الطبيعة نقالة والطباع سراقة،
والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، فاحذر معاشرة من كان كذلك، فإنه العطب والدفع أسهل من الرفع.
وعليه، فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك، ويقربك إلى ربك ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك


شرح الشيخ :

هذه الكلمات مأخوذة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مثل الجليس الصالح كحامل المسك , ومثل جليس السوء كنافخ الكير .
عليك باختيار الصديق الصالح الذي يدلك على الخير ويبينه لك ويحثك عليه , ويبين لك الشر ويحذرك منه .
واياك وجليس السوء , فان المرء على دين خليله . وكم من انسان مستقيم قيض له شيطان من بني آدم فصده عن الاستقامة . وكم من انسان جاهل قاصر يسر له من يدله على الخير , بسبب الصحبة .
وبناء على ذلك اذا كان في مصاحبة الفاسق سبب لهدايته فلا بأس ان تصحبه , تدعوه الى بيتك وتأتي الى بيته , تخرج معه , بشرط ان لا يقدح ذلك بعدالتك عند الناس , وكم من انسان فاسق هداه الله تعالى بما يسر له من صحبة الخير , وقوله : الناس كأسراب القطا , سبق ان هذا من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية , وهو حقيقة ان الناس يتبع بعضهم بعضا , وقوله الدفع اسهل من الرفع , هذه قاعدة فقهية ذكرها ابن رجب رحمه الله , وفيما نهى قول الاطباء : الوقاية خير من العلاج , لان الدفع ابتعاد عن الشر واسبابه لكن اذا نزل الشر صار من الصعب ان يرفعه الانسان .



يجيب فضيلة الشيخ على الاسئلة ...



يتبع الشريط السادس تتمة الفصل الرابع >>>>>>

إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس