عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-12, 01:41 AM   #11
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
افتراضي

المبحـــث الرابـــع
محاســـبة النفـــس

محاسـبة النفـس أمـر عظيـمٌ جـدًا ، والمحاسـبة لا تصلـح النفـس إلا بهـا ، والمحاسـبة هـي التـي مـن قـام بهـا اليـوم أَمِـنَ غـدًا ، المحاسـبة أن تنظـر فـي نفسـك وتتأمـل فيهـا وتعـرف عيوبهـا ، المحاسـبة لا نجـاة إلا بهـا .
ومحاسـبة النفـس طريقـة المؤمنيـن وسِـمة الموحديـن وعنـوان الخاشـعين ، فالمؤمـن متـقٍ لربـه محاسـب لنفسـه مسـتغفرٌ لذنبـه ، يعلـم أن النفـس خطرهـا عظيـم ، ومكرهـا كبيـر ، فهـي أمـارة بالسـوء ميالـة إلـى الهـوى ، ....... فمـن تـرك سـلطان النفـس حتـى طغـى فإنـه لـه يـوم القيامـة مـأوى مـن الجحيـم . قـال تعالـى :
{
فَأَمَّـا مَـن طَغَـى * وَآثَـرَ الْحَيَـاةَ الدُّنْيَـا * فَـإِنَّ الْجَحِيـمَ هِيَ الْمَـأْوَى * وَأَمَّـا مَنْ خَافَ مَقَـامَ رَبِّـهِ وَنَهَـى النَّفْـسَ عَـنِ الْهَـوَى * فَـإِنَّ الْجَنَّـةَ هِـيَ الْمَأْوَى } .
سورة النازعات / آية : 37 ـ 41 .
وقـال تعالـى :
{
يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـوا اتَّقُـوا اللهَ وَلْتَنظُـرْ نَفْـسٌ مَّـا قَدَّمَـتْ لِغَـدٍ ... } .
سورة الحشر / آية : 18 .
قـال الشـيخ عبـد الرحمـن السـعدي فـي تفسـير هـذه الآيـة :
" وهـذه الآيـة الكريمـة أصـل فـي محاسـبة العبـد لنفسـه وأنـه ينبغـي لـه أن يتفقدهـا فـإن رأى زلـلاً تداركـه بالإقـلاع عنـه والتوبـة النصـوح والإعـراض عـن الأسـباب الموصلـة إليـه ، وإن رأى نفسـه مقصـرًا فـي أمـرٍ مـن أوامـر الله بـذل جهـده واسـتعان بربـه فـي تتميمـه وتكميلـه وإتقانـه ، ويقايـس بيـن مِنـن الله عليـه وإحسـانه وبيـن تقصيـره هـو فـي حـق الله ، فـإن ذلـك يوجـب الحيـاء لا محالـة ، والحرمـان كـل الحرمـان أن يغفـل العبـد عـن هـذا الأمـر ..... " .
سلسلة أعمال القلوب / محمد بن صالح المنجد / ص : 263 / بتصرف .
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس