عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-15, 01:44 AM   #3
منيرة ناصر
| طالبة في المستوى الرابع|
افتراضي

((2))

فالواجب على من رزق العلم ، أن يتحمل المشقة في نفع الناس به : قضاءً وتدريسا ،
ودعوة إلى الله عز وجل ، وفي غير هذا من شئون المسلمين.

((3))
وطالب العلم يطلب العلم لينفع نفسه ، ويخلصها من الجهالة ويتقرب إلى ربه عز وجل
بما يرضيه ، على بصيرة وحسن دراية .

((4))
ومن الأمور التي تنفع الناس ، وتحل بها المشاكل ، وينتشر بها العدل توجه أهل العلم والبصيرة
والخشية لله سبحانه للقضاء بين الناس وتعليمهم. ومعلوم أن القضاء مما يعظم الله به الأجور ،
ويرفع به الدرجات ، لمن أصلح الله نيته ، ومنحه العلم النافع ، وقصد به الخير للمسلمين. وهو
وإن كان خطيرا وإن كان سلفنا الصالح يهابونه ، ويخافونه ، ولكن الأحوال تختلف ، والزمان يتفاوت ،
والناس اليوم في أشد الضرورة إلى العالم الذي يقضي بين الناس على بصيرة ، ويخاف الله ويراقبه في حل مشاكلهم.
فلا ينبغي لمن أهَّله الله للقضاء بين الناس ، ومنحه العلم والبصيرة ، واشتدت إليه الحاجة أن يمتنع عن قبول القضاء
، بل يجب عليه أن يقبله وأن يوطن نفسه على العمل بعلمه ، وأن ينفذ ما أريد منه ، وأن ينفع الناس بعلمه
، ويسأل ربه التوفيق والإعانة فإن عجز بعد ذلك ، ورأى من نفسه أنه لا يستطيع ، أمكنه بعد ذلك أن يعتذر
وأن يستقيل. أما من أول وهلة فلا ينبغي له ذلك ، وهذا باب لا ينبغي لأهل العلم والإيمان والقدرة على نفع الناس
أن يفتحوه ، بل ينبغي لأهل العلم أن تكون عندهم الهمة العالية والقصد الصالح ، والرغبة في نفع المسلمين ،
وحل المشاكل التي تعترض لهم ، حتى لا يتولى ذلك الجهلة. فإنه إذا ذهب أهل العلم تولى الجهلة ولا شك...
إما هذا ، وإما هذا ، فلا بد للناس من قضاة يحلون مشاكلهم ، ويحكمون بينهم بالحق ، فإن تولى ذلك
الأخيار وإلا تولاه غيرهم. فالواجب على أهل العلم ، وعلى كل من يخشى الله أن يقدر هذا الوضع ، وأن
يحتسب الأجر عند الله ، وأن يصبر ويتحمل ويرجو ما عند الله عز وجل من المثوبة ، وقد صح عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولكن يقبض العلم
بموت العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا))
خرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.



توقيع منيرة ناصر

لا تنسوا الدعاء لإخواننا
في سوريا و فلسطين فإنهم في كرب عظيم !
منيرة ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس