عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-09, 10:09 AM   #40
عبدالله الفريح
حفظه الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: 30-03-2009
المشاركات: 192
عبدالله الفريح is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم ايمان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الفاضل لدي سؤال فيما يخص رؤية الله عزوجل يوم القيامة :

في حديث أبي هريرة عن النبي قال:"يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون ، فيقول: أنا ربكم ، فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا جاء ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون ، فيقول: أنا ربكم ، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه ، ويضرب الصراط بين ظهري جهنم ، فأكون أنا وأمتي أول من يجيز ..صحيح البخاري

قرأت الحديث مرارا واشكل علي فهمه جملة :
1- الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو سبحانه لا تدركه الأبصارفكيف يعرف بصورة يعرفونها في الدنيا وقولهم إذا جاء ربنا عرفناه

2 - دليل معرفة المؤمن لربه يوم القيامة هي الكشف عن الساق سبحانه وتعالى (وليس كمثله شيء)
والزيادة المذكورة في الأية هي رؤية وجهه تعالى في الجنة جعلنا الله منهم بكرمه ومنه ...إذا لا يمكن أن يرى الله حقيقة إلا أهل الجنة فهل الصورة المذكورة في الحديث معنوية؟

3- الكافرلا يرى الله سبحانه وتعالى والدليل قوله عز وجل - كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون -
كيف إذا ممكن أن يرى الله تعالى المنافقون وهم في الدرك الأسفل من النار؟ هل من استدل برؤيتهم وجهه تعالى دليل من الكتاب أو السنة؟

بارك الله فيكم شيخنا وزادكم علما وفضلا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سيزول اشكالكم بإذن الله تعالى .

لعلي أنقل لكم من كلام شيخنا ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة فقال في شرحه لصحيح البخاري : " فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون , والصورة التي يعرفون هي مما عرفوه من وصف الله سبحانه وتعالى بالجلال والإكرام ومما وصفته به الرسل فيأتيهم على الصورة التي نعتت لهم فيما أنزل الله على رسله ولذا قال : ( التي يعرفون ) " انتهى كلام شيخنا .

فهم في المرة الأولى لا يعرفون الله تعالى , وفي المرة الثانية يعرفونه بالعلامة وهي كشف الساق , ولذا ثبت في حديث سنده جيد كما قال الالباني في الصحيحة وابن تيمية في الفتاوى و اثبته الذهبي في العلو عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جمع الله العباد بصعيد و احد نادى مناد : يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، و يبقى الناس على حالهم ، فيأتيهم فيقول : ما بال الناس ذهبوا و أنتم ها هنا ؟ فيقولون ننتظر إلهنا ، فيقول هل تعرفونه ؟ فيقولون : إذا تعرف إلينا عرفناه ، فيكشف لهم عن ساقه ، فيقعون سجدا ، و ذلك لقول الله تعالى : " يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون " ، و يبقى كل منافق ، فلا يستطيع أن يسجد ، ثم يقودهم إلى الجنة .

وأما استشكالكم الثاني والثالث , فلا شك أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة قبل دخول الجنة وهي رؤية نعيم ورضا بخلاف رؤية المنافقين , يقول شيخنا رحمه الله : " إن عقيدتنا أن نؤمن بأن الله عزوجل يُرى يوم القيامة ولكن من الذي يراه ؟ ومتى يُرى ؟ فنقول : الذي يراه رؤية رضا هم المؤمنون هم الذين يرون الله ويرونه في عرصات القيامة , ويرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله , وأما الكفار الخُلَّص فلا يرون الله لقوله ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) , وأما المنافقون فيرون الله عزوجل في عرصات القيامة ثم يُحجبون عنه فلا يرونه , وهذا أشد مما لو لم يكونوا رأوه من قبل , يعني : كونهم يرون الله ثم يُحجب عنهم أعظم مما لو أن لم يكونوا رأوه أصلا , ولهذا كان عذاب المنافقين بحجبهم عن رؤية الله أشد من عذاب الكافرين الذين لم يروه " انتهى كلام شيخنا.

ولعل هذا يكفي في بيان ما استشكلتم , على أن هناك نقولات أخرى لأهل العلم في هذا لم أحبذ نقلها لئلا يتشتت الذهن في إدراك جميع ما يُنقل .
عبدالله الفريح غير متواجد حالياً