عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-14, 12:39 PM   #2
فاطمة أم معاذ
|مسئولة الأقسام العلمية|
Icon53

لقد اشتدت على لغة القران حربهم، وتنوعت أساليبهم ووسائلهم، وما وهنت عزيمتهم، ولا يئسوا من تحقيق مرادهم
وكان من محاولاتهم البائسة:

- ادعاؤهم صعوبة العربية، ودعوتهم إلى إصلاحها والتعديل عليها:
فمنهم من دعا إلى إلغاء الإعراب وتسكين أواخر الكلمات.
ومنهم من دعا إلى تدمير قواعد الكتابة، وقال قائلهم في ذلك: إن سبب تراجع الأمة العربية تمسكها بالتشديد والتنوين.

وسخر أحدهم من قواعد العربية، ودعا إلى تركها في مقالة عنونها بقوله: (هذا الصرف وهذا النحو أمَا لهذا الليل من آخر)

وآخرون منهم ركزوا هجومهم على الخط العربي، ودعوا إلى كتابة العربية بالأحرف اللاتينية بعد أن أقنعهم بعض المستشرقين بهذا الإثم المبين، وألفوا كتبا في ذلك، وقاموا بتجارب ومحاولات استجلبوها من فعل الترك لما كتبوا اللغة التركية بالأحرف اللاتينية.


وكانت أكبر محاولة لإلغاء لغة القرآن

دعوة بعضهم إلى اللهجات العامية المحلية بديلا
عن اللغة العربية،


ونشط المستشرقون وأذناب المستعمرين لإنجاح هذه المحاولة.

وفي القرن الماضي بذلوا جهودا مضنية في هذا السبيل المظلم، وتفرغ بعض الأوربيين لدراسة لهجات مدن مصر والشام، ، وألفوا كتبا فيها، ووضعوا بزعمهم قواعد لها.ودعا أحدهم إلى أن تكون اللهجة العامية هي اللغة الوحيدة للبلادا لمصرية . وألقى مستشرق محاضرة قال فيها بكل صفاقة ووقاحة: إن ما يعيق المصريين عن الاختراع هو كتابتهم بالفصحى!!.
وأعلن في آخر محاضرته عن مسابقة للخطابة بالعامية، ومن تكون خطبته جيدة ناجحةً فله مكافأة مجزية.
وتَوَّج هذا الضلال والانحراف قبطي شيوعي حين كتب كتابا دعا فيه إلى كسر رقبة البلاغة العربية وإلى الكتابة بالعامية.

وتعدى هذا العدوان على لغة القرآن مصر إلى الشام، فكرس أحد المنحرفين وقته في ضبط أحوال العامية في لبنان وتقييد شواردها؛ لاستخدامها في كتابة العلوم، وادعى أنه وجد أسباب التخلف في التَّمسك بالفصحى، ثم ورث ابنه عنه ضلاله، فأكمل مسيرة أبيه الضالة، وزعم الابن بعد أبيه: أنَّ اختلاف لغة الحديث عن لغة الكتابة هو أهمُّ أسباب تخلفهم، ثم قال: ولي أملٌ بأن أرى الجرائد العربية وقد غيّرت لغتها، وهذا أعدُّهُ أعظم خطوة نحو النجاح، وهو غاية أملي.

وتمنى أحد موارنة الشام أن يرى عملاً عسكرياً سياسياً يَفرض اللغة العامِّية على الناس.

والحمد لله الذي خيب أملهم أجمعين، فبقي لهم ما يسوؤهم من قوة لغة الضاد ومتانتها، وحاجة العرب إليها.
وليس العراق بعيدا عن الشام إذ وصلت إليه دعوة إلغاء العربية، ودعوى أنها سبب التخلف، فهذا شاعر عراقي يقول: فتَّشْتُ طويلاً عن انحطاط المسلمين فلم أجد غير سببين أولهما: حجاب المرأة، والثاني: هو كون المسلمين ولا سيما العرب منهم يكتبون بلغة غير التي يحكونها.

وفي القرن الفائت تزامن في دول المشرق العربي مع الدعوة إلى العامية إصدار جرائد ومجلات وكتب باللهجات العامية المختلفة، حتى بلغت سبع عشرة جريدة ومجلة عامية، غير عشرات من قصص الأطفال والناشئة تكتب باللهجات المحلية لتربية أولاد المسلمين عليها، وإحلالها محل لغة القرآن.وتسابق المستشرقون على إصدار عشرات الدراسات والكتب عن اللهجات العامية، وأصولها ومحاولة وضع القواعد لها. وكلها محاولات فشلت بحمد الله تعالى أمام عظمة لغة الضاد، وهلك أصحابها وهلكت مشاريعهم التخريبية , ولما اخترعت الإذاعة والتلفزة نشطت هذه الدعوات الآثمة من جديد.



توقيع فاطمة أم معاذ

من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق

التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة أم معاذ ; 09-02-14 الساعة 12:54 PM
فاطمة أم معاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس