عرض مشاركة واحدة
قديم 20-07-10, 11:58 PM   #1
طالبة الرضوان
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي هدية رمضان--قلوب الصائمين-لشيخنا الشثري-لأول مرة مفرغ -تابعوا السلسلة


بسم الله الرحمن الرحيم

قلوب الصائمين

سعد ابن ناصر ألشتري

فضائل رمضان
الحمد لله رب العالمين ..فعّال لما يريد ..لا رادَّ لما قضى ولا معقّب لما حكم .. يتصرف في أحوال العباد وجوارحهم كيف يشاء ..إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون ..وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، تتوجه قلوب الموحدين إليه وحده بعباداتهم وسؤالهم وتضرّعهم ..وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله كان يكثر في دعاءه من قول اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ..صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرا ..


أما بعد فإخواني الكرام ..


أهنئكم دخول شهر رمضان .. شهر الخير والبركة ..شهر زراعة التقوى في قلوب الصائمين ..


وابتدئ معكم في هذا البرنامج في الحديث عن القلوب التي عليها معوّل كبير كما ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم } رواه مسلم .. واسمع لقول الله تعالى: إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنفال: ٧٠ولذلك حرص المؤمنون على دعاء الله تعالى بإصلاح قلوبهم ، فكان من دعائهم { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } وكان من دعائهم { اللهم حبب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا } ، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :{ اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، اللهم يا مصرف القلوب اصرف قلبي لطاعتك } وذلك لأن تثبيت قلب العبد على الدين وانصرافه إلى الحق من أعظم أسباب النجاة والفلاح ، والعصمة عن كثير من الذنوب ، ويدلّك على أهمية الاعتناء بالقلب ما يأتي :


أولا ً: أن القلب مصدر الأعمال والاعتقادات قال تعالى( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :{ ألا إن في القلب مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب } .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :[ المقصود بالدعوة وصول العباد إلى ما خُلقوا له من عبادة ربهم وحده لا شريك له ، والعبادة أصلها عبادة القلب المستجمع للجوارح .. فإن القلب هو الملك والأعضاء جنوده ].


وثانيا ً: أن الأجر والثواب يكون على مقدار ما في القلب من النيّة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :{ إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكل امرئ ما نوى } .


وثالثا ً: أن القلب سريع التقلّب كما ورد في الحديث { إن قلوب بني آدم بين أصبُعين من أصابع الرحمن يقلّبها كيف يشاء } . قال ابن عمر :[ كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم ــــــــــــــــــ ومقلّب القلوب ] ، وفي حديث أنس : [ مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلّبها الرياح ] .


ورابعا ً: أن الشياطين تُلقي الوساوس في قلوب العباد ، فتؤثر على عمل العبد ومعتقده وتصوراته ، قال تعالى(وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)


و قال: (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)الأنعام: ٤٣. قال ابن عباس :[ إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا سها وغفل وسوس ، وإذا ذكر الله خنس ].


وخامسا ً: أن القلب أداة يتمكن الإنسان بها من الفهم الصحيح ، والتفريق بين الحق والباطل ،قال تعالى (قلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" وفي المقابل قال تعالى : (لَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون ﴿26الأحقاف: ٢٦



وقال : (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُون)الأنعام: ١٢٥


وسادساً : أن الله تعالى سيسأل العبد يوم القيامة عن قلبه كما قال تعالى : (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ))الإسراء: ٣٦.
وللصوم تأثير عجيب في القلوب ،وذلك لأن الصوم فيه كسر لشهوة البطن والفرج الموجبة لتصفية القلب ، ثم إن الصائم يبتعد عن المعاصي فيؤثر ذلك في صفاء قلبه ، قال أبو سليمان : [ الرين والقسوة زماما الغفلة ودواءهما إدمان الصوم ] ، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم من لم يستطع الباءة والزواج من الشباب بالصوم وقال { فإنه له وجاء } ..


ومن هنا كان للصائم دعوة لا ترد لما في الصوم من كسر الشهوة وحضور القلب والتذلل للرب ، قال ابن القيّم رحمه الله :[ وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة وحميتها عن التخليط الجالب لأهل المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها ، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ويعيد إليها ما سلبته منها أيدي الشهوات ، فهو أكبر العون على التقوى ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :{ الصوم جُنّة } والمقصود أن مصالح الصوم لمّا كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطر المستقيمة شرعه الله لعباده رحمة بهم وإحسانا ً إليهم وحمية ًلهم وجُنّة ، وقال : إن الصائم ليتصور بصورة من لا حاجة له في الدنيا إلا في تحصيل رضا الله ، وأي حسن يزيد على حسن هذه العبادة التي تكسر الشهوة وتقنع النفس وتُحي القلب وتفرحه وتزهّده في الدنيا وشهواتها وترغّبه فيما عند الله ]..
وقال بعضهم :[ في الصوم غذاء للقلب ، كما يغذي الطعام الجسم ولذلك أجمع مجرّبة أعمال الديانة من اللذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه على أن مفتاح الهدى والصحة هو الجوع لأن الأعضاء إذا وهنت لله نوّر الله القلب .. وصفّى

النفس .. وقوّى الجسم ليظهر أمر الإيمان بقلب العبد ...


أسأل الله جلَّ وعلا أن يجعلنا وإياكم ممن حصّل التقوى بصيامه .. وأسأله جلَّ وعلا أن يتقبّل منا ومنكم الصيام وأن يعيننا في هذا الشهر الكريم على عبادته ...
اللهم اجعل قلوبنا في هذا الشهر الكريم ممن استحضرت عظمتك ، ووجلت منك ورجت ما لديك ..

اللهم يا حي يا قيّوم أصلح شأننا كله .. هذا والله اعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
...




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ







بســم اللــه الـرحــمـن الـرحـيــم

قــلـــوب الصـــائــمــيــــن

فــضــيــلــة الشــيــخ سـعــد ابــن نــاصــر الشــثـــري

التقـــــــــــــوى


الحمد لله رب العالمين .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..و أشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا ..
أما بعد ...
فإن التقوى تصدر أصالة من القلب ..كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :{ التقوى ها هنا ، التقوى ها هنا } وكان يشير إلى صدره صلى الله عليه وسلم ، وقد أمر الله تعالى بالتقوى فقال ) واتقُوا اللهَ واعلَمُوا أنَّ اللهَ شَديدُ العِقَاب ( وقال ) وتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيرَ الزَادِ التَقوَى واتَّقُونِي يَا أُولِي الألبَاب ( وقال ) قُل يَا عِبَادِيَ الّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُم للَِّذِينَ أحسَنُوا فِي هَذِهِ الدُنيَا حَسَنة وأرضُ الله ِوَاسِعَة( ، بل إن التقوى هي وصية الله للأمم السابقة ، والأمم اللاحقة ) وللهِ مَا فِي السَمَاواتِ ومَا فِي الأرضِ ولَقَد وَصّينَا الّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلِكُم وإيَّاكُم أنِ اتّقُوا الله ( .

ومن أجل التقوى ..
بيّن الله الآيات والأحكام ، قال تعالى ) كَذَلِكَ يُبَيّنُ اللهُ آيَاتِهِ للِنّاسِ لَعَلّهُم يَتَّقُون ( ، والتقوى وضع وقاية بين العبد وغضب الله ، وبينه وبين النار بفعل الطاعات ، وترك الذنوب ، وقد فسّر طلق ابن حبيب التقوى بقوله :{ التقوى العمل بطاعة الله ، على نور من الله ، رجاء رحمة الله ، والتقوى ترك معاصي الله ، على نور من الله ، مخافة عذاب الله }.

ومن أسباب التقوى ..
الصوم ، قال تعالى ) يَا أيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعلَّكُم تَتَّقُون (


قال السمعاني :
{ الصوم وصلة إلى التقوى ،لما فيه من قهر النفس وكسر الشهوات } وقال ابن تيمية :{ مقصود الصوم التقوى } .

وقد أمر الله بالصيام لأجل التقوى ..
وقد قال صلى الله عليه وسلم :{ من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه } ، فإذا لم يحصل له مقصود التقوى ، فينقص من أجر الصوم بحسب ذلك ، وقال غيره :{ في الصوم قتل الشهوة حسّا ، وحياة الجسد معنى ، وطهارة الأرواح بطهارة القلوب وفراغها للتفكّر ، والخشية الداعية للتقوى } ،

وقال الشيخ السعدي :
{ ذكر الله تعالى حكمة مشروعية الصوم فقال" لعلّكم تتقون "، فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى ، لأن فيه امتثال أمر الله ، واجتناب نهيه ، فمما اشتمل عليه من التقوى أن الصائم يترك ما حرّم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها من الأمور التي تميل إليها نفسه ، متقرباً بذلك إلى الله ، راجياً بتركها ثوابه ، فهذا من التقوى }.
ومنها أن الصائم يدرّب نفسه على مراقبة الله ، فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه ، لعلمه باطلاع الله عليه .

ومنها
أن الصيام يضيّق مجاري الشيطان ، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم ، فبالصيام يضعف نفوذه وتقل منه المعاصي .

ومنها
أن الصائم في الغالب تكثر طاعته ، والطاعات من خصال التقوى .

ومنها
أن الغني إذا ذاق ألم الجوع ، أوجب له ذلك مواساة الفقراء المعدمين ، وهذا من خصال التقوى .

ما الذي يدفعنا إلى التقوى ..
ما الذي يجعلنا نحرص على أن نكون من أهلها ، ما الذي يدفعنا إلى ذلك ؟! يدفعنا تلك الثمرات التي نحصل عليها بسبب التقوى ، فالتقوى سبب لرضا رب العالمين عن العبد ، ومحبته له ) واللهُ يُحِبُّ المُتَّقِين ( .

التقوى سبب للفهم ، والهداية ، والعلم ،
قال تعالى) ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيبَ فِيهِ هُدَىً لِلمُتَّقِين ( وقال ) إن تَتَّقُوا اللهَ يَجعَل لَكُم فُرقَانَا ويُكَفِّر عَنكُم مِن سَيئَاتِكُم ويَغفِر لَكُم ( .

التقوى سبب دخول الجنّة ،
قال تعالى ) وسَارِعُوا إلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّة ٍعَرضُهَا السَمَاواتِ والأرض أُعِدَّت للمُتَّقِين(.

البرّ والفلاح معلق بالتقوى ،
قال تعالى) ولَكَّنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى واتُوا البُيُوتَ مِن أبوَابِهَا واتَّقُوا اللهَ لَعلّكُم تُفلِحُون( .

التقوى سبب لعون الله للعبد ونصرته ،
كما قال تعالى ) واعلَمُوا أنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِين ( ، التقوى سبب للخروج من المآزق وسبب لرغد العيش ) ومَن يَتَّقِي اللهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجَا ويَرزُقُهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِب ( .

التقوى سبب للمغفرة والرحمة
) أولَئِكَ الّذِينَ امتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُم لِلتَّقوَى لَهُم مَغفِرَةٌ وَأجرٌ عَظِيم واتَّقُوا اللهَ لَعَلّكُم تُرحَمُون إنَّ أكرَمَكُم عِندَ اللهِ اتقَاكُم ( .

التقوى سبب للبركة في الأرزاق
) وَلَو أنَّ أَهلَ القُرَىَ آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفتََحنَا عَلَيِهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاء ِوالأرض( ، ما ظنك بمن كان الله معه )إنَّ اللهَ مَعَ الّذِينَ اتَّقَوا وَالّذِينَ هُم مُحسِنُون ( .

ولئن أصاب المتقين ما أصابهم ..
إلا أن العاقبة الحميدة لهم ، قال تعالى )والعَاقِبَةُ للِتَّقوَى( وقال ) إنَّ الأرضَ للهِ يُورِثُهَا من يَشَاءُ مِن عِبَادِه والعَاقِبَةُ للِمُتَّقِين ( وقال ) واللهُ وَلِيُ المُتَّقِين(،) ومِن يَتَّقِي اللهَ يَجعَل لَهُ مِن أمرِهِ يُسرَا ( .

فالدافع الّذي يحرك المؤمنين لاستجلاب التقوى أسباب عديدة.. منها :

أولاً : أن الله أمر بها ، والمؤمنون يبادرون إلى امتثال أمر الله ،قال تعالى) واتَّقُوا اللهَ الّذِي أنتُم بِه مُؤمِنُون ( وقال ) يا أيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ولا تَمُوتُنَّ إلَّا وأنتُم مُسلِمُون ( .

وثانيا ً:
عظم الفوائد المرتبة على التقوى في الدنيا والآخرة ،) ومَن يُطِع اللهَ وَرَسُولَهُ ويَخشَىَ اللهَ ويَتَّقِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُون( ، قال الله تعالى ) ويُنَجِّي اللهُ الّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِم لا يَمَسُّهُمُ السُوءُ ولا هُم يَحزَنُون ( وقال ) فَأمَّا مَن أعطَىَ واتَّقَىَ وصَدََّقَ بِالحُسنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرَى ( .

وثالثاً :
أننا نستشعر بتقوى الله ، مراقبة الله لنا ، فنستحي أن يطلع منّا على ما يخالف التقوى ، قال تعالى) واللهُ عَلِيمٌ بِالمُتَّقِيِن( وقال سبحانه ) واتَّقُوا اللهَ إنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَات ِالصُدُور( . ونحن نعلم أننا عمّا قريب ، سنرجع إلى الله كما قال تعالى ) واتَّقُوا اللهَ واعلَمُوا أنَّكم مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤمِنِين( وقال سبحانه ) واتَّقُوا اللهَ الّذِيِ إليهِ تُحشَرُون( .

ورابعها :
أن التقوى صفة أولياء الله ، الّذين يحبهم الله ويتولّاهم ، ويكونون تحت ولاية الله ، قال تعالى) ألا إنَّ أَولِيَاءَ اللهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم ولا هُم يَحزَنُون الّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُون لَهُمُ البُشرَىَ فِي الحَيَاةِ الدُنيَا وفِي الآخِرَة لا تَبدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله ذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيم ( .

لكن .. كيف نحصّل التقوى ؟!


تحصيل التقوى ، يكون بالاتصاف بصفات المتقين ،
قال تعالى) أُعِدّت للِمُتَّقِين الّذينَ يُنفِقُونَ فِي السرَّاءِ والضَرَّاءِ والكَاظِمِينَ الغَيظَ والعَافِينَ عَن النّاسِ واللهُ يُحِبُ المُحسِنين ( ، احصل على التقوى لأنها سبب دخول الجنّة )ولَنِعمَ دَارُ المُتَّقِين جَنَّاتُ عَدن ٍ يَدخُلُونَهَا تَجرِي مِن تَحتِهَا الأنهَار لَهُم فِيهَا مَا يَشَاءُون كَذَلِكَ يَجزِي اللهُ المُتَّقِين( )لَكن الّذِينَ اتَّقَوا رَبَّهُم لَهُم غُرَفٌ مِن فَوقِهَا غُرَفٌ مَبنِيّة تَجرِي مِن تَحتِهَا الأنهَار ( ) إنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وعُيُون ادخُلُوهَا بِسَلام ٍآمِنِين ونَزَعنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِن غِلٍّ إخوَانا ًعَلَى سُرُر ٍمُتَقَابِلِين لا يَمَسّهُم فِيهَا نَصَبٌ ومَا هُم مِنهَا بِمُخرَجِين( .

تحصل التقوى بتدبر القرءان ، وتفهّم معانيه
) واذكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلّكُم تَتَّقُون ( ) ولَقَد ضَرَبَنَا لِلنّاسِ فِي هَذَا القُرءَانِ مِن كُلِّ مَثَل ٍلَعَلّهُم يَتَذَكَّرُون قُرءَانَاً عَرَبِيَّا ًغَيرَ ذِي عِوج ٍلَعَلَّهُم يَتََّقُون( .

تحصل التقوى بالتفكّر في أحوال أهل النار الذين يقول الله فيهم
) لَهُم مِن فَوقِهِم ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ ومِن تَحتِهِم ظُلَل ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بهِ عِبَادَه يَا عِبَادِي فَاتَّقُون(.

ومن سبل تحصيل التقوى .. التعاون من المؤمنين على الخير ،
قال تعالى ) وتَعَاوَنُوا عَلَى البرِّ والتَّقوَى ( .

بإمكانك أيها العبد ..أن تحصّل تقوى الله باستشعار أن الله هو الذي خلقك) اتَّقُوا رَبَّكُمُ الذِي خَلَقَكُم مِن نَفس ٍوَاحِدَه (.

احصّل التقوى بالنظر في نعم الله عليك
) واتَّقُوا اللهَ الّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعلَمُون أَمَدَّكُم بِأنعَام ٍوبَنِين وَجَنَّات ٍوَعُيُون( .
احصل على التقوى من خلال تذكرك ليوم القيامة وأهواله )اتَّقُوا رَبَّكُم إنَّ زَلزَلَةَ السَاعةِ شَيءٌ عَظِيم ( ، تحصل التقوى بسؤال الله ودعاءه أن يجعلك من المتقين ، فإن التقوى نعمة من الله للعبد قال تعالى) ونَفس ٍومَا سَوَّاهَا فَألَهَمَهَا فُجُورَهَا وتَقوَاهَا ( .

اللـــهم أجعلنـــــــا مـــن المتــــــقين .. اللــــــهم أجعلنـــــا من المتقين
وصلى الله على نبينا محمد ...


من بريدي



توقيع طالبة الرضوان
سبحان الله،والحمد لله،ولا إله إلا الله،والله أكبر ..

التعديل الأخير تم بواسطة طالبة الرضوان ; 29-08-10 الساعة 02:59 AM
طالبة الرضوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس