عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-08, 11:01 AM   #3
نفحات بنت محمد الصياد
|طالبة في المستوى الثاني1 |
افتراضي

القاعدة الثانية عشرة:
إيجاد الجو الصحي للقراءة: في حالة الاختيار؛ لأن طالب العلم يقرأ في حالة الاختيار والافتراض، كل أحواله يقرأ؛ "في الطريق يقرأ، في ركوب المواصلات يقرأ، أثناء مكوثه في المسجد يقرأ، أثناء حصة أي مكان يَحِلُّ فيه أن يرتحل تجد الكتاب معه يقرأ فيه".
لكن: نتكلم عن حالة الاختيار، الحالة العادية التي بها يستطيع أن يُحصِّل أكبر قدر ممكن من المعلومة بطريقة مماثلة، ونُسَمِّيها بحالة الاختيار:
لابد أولاً: من وجود جو صحي مناسب؛ فلا يليق أن تقرأ في مكان شديد الحرارة، أو مكان شديد البرودة، أو أن تقرأ في مكان يُعَرِّضُكَ للمرض أو نحو ذلك.
ثانيًا: إضاءة مناسبة تُعينُكَ على القراءة بدون تعب، والنظر بدون تعب، وكذلك "الإضاءة المباشرة!" قالوا: أفضل إضاءة هي الإضاءة غير المباشرة، الإضاءة غير المباشرة هي أفضل إضاءة بالنسبة للعين؛ حتى تستطيع أن تقرأ بدون تعب.
ثالثًا: عدم امتلاء المعدة؛ لأن امتلاء المعدة يؤدي إلى الوَخَم، وعدم القدرة على الاستمرار في القراءة.
رابعًا: الوضع المناسب من الجلوس ونحو ذلك أثناء القراءة.
وقيل: إن أفضل أو أقوم وأصح مسافة تكون بين العين، وبين القراءة هي مقدار "شبر" أو أكثر قليلاً، يعني الكتاب يكون على بُعْد من عينك بمقدار "شبر" أو أكثر قليلاً، لكن لا تبعده أكثر من "شبرين" مثلاً ؛ لأنه قد يؤدي إلى تعب العين.
وكذلك: وضع الجلوس، فأفضل وضع للجلوس هو هذا الوضع، مع إرخاء كل المفاصل حتى لا يتعرض الإنسان إلى وضع فقرة في غير مكانها.
لذلك: صُمِّمَت كراسي خاصة للموظفين أو القارئين الذين يستديمون الجلوس على المكاتب وعلى الكراسي؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى تعبهم صحيًّا .
خامسًا: من الضروري عدم وجود ضوضاء، أو إزعاج من أي نوع من الأنواع.
يعني: لا يليق إنك مثلاً تجد في المكان الذي تقرأ فيه فرح مثلاً، وضوضاء وتستمر في القراءة؛ لأنك لن تستطيع أن تركز، أو تُحَصِّل المعلومة التي تريدها.
القاعدة الثالثة عشرة:
عُدَّةُ القارئ: القارئ أثناء القراءة ما الذي يجب أن يكون معه من العُدَد حتى يستطيع أن يستفيد من القراءة؟
أولاً: استحضار الذهن، هذا أمر نفسي معنوي.
شحذ الهمة والعزيمة لقراءة الكتاب.
ثانيًا: وجود الورقة والقلم لتقييد المعلومات والفوائد والعناوين ونحو ذلك.
ثالثًا: وجود المعاجم اللغوية التي تُعينُه على البحث عن معاني الكلمات، سواءً كانت هذه المعاجم تُعنَى بلغات أجنبية أو بنفس اللغة العربية؛ لأن الإنسان قد يقرأ في نفس كتب اللغة العربية، ولكن قد لا يفهم بعض ألفاظ العلماء.
رابعًا: وجود الكتب الخادمة، الكتب الخادمة سنتكلم عنها بعد ذلك....
أهمية الكتب الخادمة سنتكلم عنها بعد ذلك، وهي الكتب التي تخدم الكتاب الذي تقرأه؛ لأنه مثلاً كتاب مثل "منار السبيل" عبارة عن كتاب في الفقه الحنبلي مبني على إيراد الدليل، ومعظم الأدلة الواردة في الأحاديث، من الكتب الخادمة لهذا الكتاب كتاب "إرواء الغليل" وماذا نعني بـ "خادمة" ؟ أنه يُخرِّج أحاديث هذا الكتاب.
من الكتب الخادمة مثلاً للفقه الشافعي كتاب "المصباح المنير" للفيومي؛ لأنه تعرَّض لتفسير وتعريف الكلمات اللغوية العسيرة الواردة إجمالاً في كتب الفقه الشافعي.
وكذلك كتاب "المقنع" للإمام ابن مفلح، تعرَّض فيه لتعريف وتفسير غرائب الكلمات الواردة في الفقه الحنبلي وفي كتاب "المقنع" بالذات.
الشاهد: أن الكتب الخادمة هي الكتب التي تُعينك على فهم المادة العلمية في الكتاب الذي تقرأه؛ لابد أن يكون بجانبك هذه الكتب الخادمة حتى تطلِّع عليها عند احتياجها.
لأنها خواطر كانت ترد عليه أثناء تأمله وعبادته وتفكره وقراءته للكتب، فكان يُقيِّد هذه الخواطر في أوراق حتى ظهرت لنا في كتابه الجليل المشهور "صيد الخاطر".



توقيع نفحات بنت محمد الصياد
نفحات بنت محمد الصياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس