عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-11, 01:50 PM   #48
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


معجزة ذات دلالات

كل معجزة ربانية آتاها الله أحد أنبيائه كانت تحمل عنواناً واحداً وهو تأييد ذاك النبيّ على أعدائه بقدرة الله التي تفوق قدرة البشر وتتحدى تعنتهم ، وكل المعجزات كانت مبهرة لأنها من القويّ العزيز لكن لكل واحدة منها دلالة تؤدي غرضاً مرتبطاً بظرف القوم الذين أرسلت إليهم تلك المعجزة .

ودين الإسلام خاتم الأديان جاءت فيه معجزة الإسراء والمعراج تتحدى الزمان والمكان الذين ظهرت فيهما ، وتبقى ذات دلالات لأجيال وأجيال .

بقاع مقدسة تنطلق منها الرحلة الربانيّة التكريميّة لنبي البشريّة ولحامل دعوة أزليّة ألا وهي دعوة التوحيد التي نادى بها أول نبيّ ، وحمل لواءها كل نبيّ ، وكانت عنوان رسالة الإسلام بلّغها محمّد عليه الصلاة والسّلام .

ومن مظاهر هذا التكريم الربانيّ في هذه الرحلة شق الصدر وامتلاؤه حكماً وعلماً ، وحمل النبيّ على البراق من بقعة لبقعة ، ولقاء الأنبياء الأتقياء الأنقياء ، واستقبالهم له في الأرض والسماء ، كل ذلك برفقة جبريل عليه السّلام .

لماذا الأقصى ؟ ولماذا الحرمان الشريفان وما الرابط ؟ إنها بقاع مقدسة اختارها الله واصطفاها كما يصطفي الأنبياء من البشر ، فهي وجدت ليعبد النّاس فيها رب النّاس بلا تحريف ولا شرك هي للمؤمنين الذين يحفظون العهد ، هي للمسلمين الذين رعوا الود ، هي للأقوياء منهم في دينهم وعقيدتهم وتفانيهم هي للذين يدافعون عن الحرمات
ويفعلون المكرمات .

رحلة الإسراء والمعراج رحلة تكريميّة لنبيّ قاسى من طغيان البشريّة وهذا التكريم امتدّ من الأرض بالإسراء إلى السّماء بالمعراج ليكون التكريم للجسم في الأرض وللروح في السماء و ليدل أن الرقيّ البشريّ لا يتم إلا إذا ارتقت روح المسلم إلى مدارج الكمال ومعراج النفس الصلاة التي فرض في السماء ، فللجسم أرض وللروح السماء .

وماذا في السماء ؟ في السماء الأنبياء ورفقاؤهم الأصفياء ، وفي السماء تكريم لكل من كان على الأرض لله حبيباً ولدينه نصيراً ، وفي السماء عذاب مقيم لمن كذّب وكان لأهل الحق خذولاً ، وفي السماء صرير أقلام تكتب أعمال العباد حتى يكون العدل يوم المعاد .

وفي السماء جنة المأوى وسدرة المنتهى ونعيم مقيم وعذاب أليم ، يا لها من سماء فيها ينصب ميزان العدل ، وترصد الأعمال !

ومهما كان موقف النّاس بعد تلك الرحلة فإنه يميط اللثام عن حقيقة أمرهم وتقبلهم للحق الواضح الجليّ فمنهم سعيد ومنهم شقيّ .

لقد تكشفت نفس أبي بكر رضي الله عنه عن مؤمن صادق ، وعقل غير مشّوه هو مصدق برسالة السماء وهذا الخبر أتى من الصادق الأمين فلم لا يصدقه ؟ قياس صحيح ينبئ عن فطرة ما خالطها كبر وغمط للحق .

وأم هانئ رضي الله عنها صدقته لكنها امرأة شأنها شأن بقية النساء خافت عليه من الابتلاء فتكشفت نفسها عن محبة دفعتها لتقول له : لا تحدث النّاس بهذا خوفاً عليه من تكذيب قومه الذين _ لسوء فطرتهم _ ما كفاهم وصف النبيّ عليه الصلاة والسّلام لما رأى في موطن الإسراء ولما وصفه للعير التي كانت تعبر الطريق تلك الليلة .

إنها معجزة ذات دلالات ، في كل عام نقرأ فيها شيئاً جديداً ، وتبدو لنا دلالات مفيدة فنحن من أحداثها نستقي وحدة الديانات السماوية ، ومكانة سيد البريّة ، وأهمية المقدسات الإسلامية ، ويقين وعد السماء لعباد الله المخلصين في التمكين في الأرض وفي التكريم في السماء ، تسري أفكارنا وتتوق أرواحنا إلى بقع اصطفاها الله دون البقاع ، وتتشوق أرواحنا إلى أن نكون رفقاء لمن كرمهم الله في الأرض والسماء
وتعرج أرواحنا في محراب صلواتنا ولدينا أمل بأجر الخمسين صلاة التي فرضت في تلك الليلة ، ونأمل أن نصلي في المسجد الأقصى أسوة بنبيّنا محمّد عليه الصلاة والسلام .

ملاحظة : استفدت مما كتبه الأخ المهذب في مقاله عن الإسراء والمعراج فكانت هذه الخاطرة

المصدر: شبكة مشكاة




توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً