عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-08, 01:26 PM   #6
أم الخير
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

من هو شيخ ابن عباس
؟
مات النبي _صلى الله عليه وسلم _ وابن عباس ما زال صغيرًا، فطلب العلم على يد الصحابة رضي الله عنهم ، وكان شيخه زيد بن ثابت , فكان ابن عباس ينام عند عتبة باب زيد بن ثابت _رضي الله عنه _ وهو ابن عم النبي _صلى الله عليه وسلم _، وكان يتعلق براحلته وهو من دُعِي له بالفقه والعلم.
إذن: بهذا المفهوم ما الذي ينقص طالب العلم ؟!
ابن عباس ذلّ للطلب ، فأعزّه الله .. فكان مطلوبًا.
في زمن الطلب كان في حال الذل للطلب، الذل لله أن يزيده علمًا، فلما أصبح عالمـًا أعزّه الله بأن كان مطلوبًا.
يضرب الناس بطون الإبل ويرحلون من أجل أن يصلوا إلى ابن عباس , وما كانت تنـزل نازلة في العراق أو الشام إلا رحلوا إلى ابن عباس . يقول ابن عباس – رضي الله عنه - : لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت لرجل من الأنصار:- هلم فلنسأل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنهم اليوم كثير. قال :فقال: واعجبًا لك ، أترى الناس يفتقرون إليك ؟ قال : فترك ذلك وأقبلت أسأل فإن كان ليبلغني الحديث عن رجل فآتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح علي من التراب فيخرج فيراني فيقول: يا بن عم رسول الله ما جاء بك ؟ هلا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول : لا أنا أحق أن آتيك ، فأسأله عن الحديث ، فعاش الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي ليسألوني ، فقال :- هذا الفتى كان أعقل مني .
لاحظ أن ابن عباس - رضي الله عنه - دُعي له ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - :" أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له وضوءًا ، قال: ( من وضع هذا ) ؟. فأُخبر فقال: ( اللهم فقهه في الدين ).رواه البخاري .
لاحظ أنه ابن عم النبي _صلى الله عليه وسلم _ .
لاحظ أن النبي _صلى الله عليه وسلم _ خصه ببعض الأحاديث.
ومع كل هذا لما تعلّم ذلّ للعلم من أجل أن يصل.
إذن: معنى ذلك أن قلب طالب العلم إذا كان مائلا إلى الثقة بنفسه، وعدم التعلق بربه، بنى لنفسه حاجزًا بينه وبين الانتفاع بالعلم، وليس بينه وبين التحصيل؛ لأنه ربما يستطيع أن يُحَصِّل، لكنه لن ينتفع بالعلم.


) أناس يشعرون أنهم ليسوا ذوي قدرات، وبسبب ذلك يهتمون بغيرهم، ويعطون غيرهم، ويبحثون لغيرهم .نقول له : وأنت؟؟!!
يقول: لست مثلهم، هم أذكياء و يفهمون.
نقول له: الزم نفسك.
يقول: ألسنا مأمورون بالتعاون على البر والتقوى؟!
نقول: بلى .. نحن مأمورون بهذا ، لكن عندما أغرق أن وآخر ، ماذا أفعل ؟ هل أنقذه وأغرق من أجل التعاون على البر والتقوى ؟؟!!!!
أنت مطلوب منك شرعًا أن تنجو بنفسك.

إذن: معنى ذلك أنه لابد من الاعتقاد أن الاستعانة هي الطريق ، وهذه هي التحلية .
تخلَّ عن حولك وقوتك، والذي يتخلى عن حوله وقوته يكون لا يمين فقط ولا يسار فقط ، فلا يقول: أنا ليس عندي قدرات، أو أنا عندي قدرات ؛ بل لا بد أن يكون في المنتصف .
قد يقول قائل :- أن هناك أناس عندهم قدرات، فنقول له : إن القضية كلها أرزاق.
وأهل العلم يقولون العلماء ثلاثة: حكيم ليس بعالم، وعالم ليس بحكيم، وحكيم عالم .
حكيم عالم: عنده علم وحكمة.
وأقل كلمة: عنده قلب وقَّاد أقل شيء يؤثر فيه، يفهمه ويستنتج منه، وهذا وُصف في سورة ق:( إٍنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )[ ق : 37 ] .
حكيم ليس بعالم: ليس المراد أنه ليس عنده علم، وإنما علمه قليل ولكن رفعته حكمته، بالعلم القليل استطاع أن يعلم ما يحتاج إليه الناس.
عالم ليس بحكيم: عنده علم، لكن ليس عنده حكمة، فعنده من المعلومات الشيء الكثير، لكن لما يلتقي بالناس أو يريد أن يزكي علمه لا يعرف من أين يبدأ.
معنى ذلك: أن الناس متفاوتون، والمسألة كلها أرزاق من عند الرب، يعطيها عباده، فربما كنت أنت الذي عندك العلم القليل لكن عندك الحكمة، فتنفع أهلك ومجتمعك ومحيطك، وتبارك المكان الذي تنـزل فيه ، وأينما ذهبت رزقت شيئًا من ذكر الله في ذلك المكان الذي ذهبت ، وأنت لا تعلم أين ستكون فربما يتم لك الأمر فتكون عالمًا حكيمًا، وربما لا تكون إلا عالمًا بسبب القدرات التي عندك لكنك لست بحكيم.
فمن الممكن أن تكون أي واحد من هؤلاء.
إذن معنى ذلك :- ماذا نريد ؟
الاستعانة بالله عزوجل، والتبرؤ من حولنا وقوتنا إلى حول الله وقوته ، وهذا هو المراد.
لا يمين فقط ولا يسار فقط ، فلا تقول :- أنا عندي قدرات حتى أصل، ومثلي لا يتوقف في الطريق، نقول: العلم نور يقذف في القلب، ولا يملك قذفـه إلا الرب.
من هذا الذي يستحق أن يقذف الله النور في قلبه؟
الصادق.
فالكذب من أهم الحواجز.


يتبع *
أم الخير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس