عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-14, 05:45 PM   #1
أسماء حموا الطاهر علي
| طالبة في المستوى الثاني1 |
افتراضي بركة العلم للشيخ ابن العثيمين رحمه الله


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ



تجد بعض الناس قد أعطاه الله علمًا كثيرًا لكنه بمنزلة

الأمي فلا يظهـر أثــر العلم عليه في عبـاداته ولا فـــي

أخلاقه ولا في سلوكه ولا فـي معاملاته مع النـاس بل

قـد يكسـبه العلم استكبارًا على عباد الله وعلوًّا عليهم

واحتقارًا لـهم ، وما علم هذا أن الذي منَّ عليه بالعلم

هو الله ، وإن الله لـو شاء لكان مثـل هؤلاء الجهـال .

تجده قـد أعطاه الله علما ولكن لم ينتفع الناس بعلمه.

لا بتدريس ولا بتوجيه ولا بتأليف بــل هــو منحصــر

عـلى نفسه ، لم يبارك الله له في العلم وهذا بلا شك

حرمان عظيم مــع أن العـلم مــن أبرك ما يعطيه الله

العبـد لأن العلــم إذا علـمته غيرك ، ونشـرته بيـــن

الأمة ، اُجـرت عـلى ذلك من عدة وجـــوه :



أولا : أن فـي نشـرك العلم نشرًا لــدين الله عـز وجــل

فتكــون من المجاهدين فالمجاهد في سـبيـل الله يفتح

البلاد بلدًا بلدًا حتــى ينشر فيهـــا الدين وأنـــت تفتح

القلوب بالعلم حتى تنشر فيها شريعة الله عز وجل .



ثانـيـا : من بركة نشر العلـم وتعليـمه ، أن فـيه حفظًا

لشريعة الله وحماية لهــا ؛ لأنه لــولا العلـم لم تحـفظ

الشريعة ، فالشريعة لا تحفظ إلا برجالها رجال العلـم

ولا يمكن حمايـة الشريـعـة إلا بــرجال العـلم ، فــإذا

نشـرت العلـم وانتفع الناس بعلمك حصـل في هــذا

حـماية لشريعة الله ، وحفظ لها .



ثالـثا : فيـه أنك تُحسن إلـى هـذا الـذي علمتـه ؛ لأنك

تبصره بدين الله عز وجل فإذا عبد الله على بصيرة ؛

كان لك من الأجر مثـل أجره ؛ لأنـك أنـت الذي دللته

عـلى الخير والدال على الخير كفاعل الخير ، فالعلم

في نشره خير وبـركة لناشره ولمن نُشـر إليه.



رابعـــا : أن فـي نشـــر العلم وتعليمه زيادة له ، علم

العالم يــزيد إذا علَّم الناس لأنه استذكار لمـــا حـفــظ

وانفتاح لما لم يحفظ وما أكثر ما يستفيد العالـم من

طلبة العلم فطلابه الذين عنده أحيانًا يأتون له بمعان

ليست له على بال ويستفيد منهم وهـو يعلمهم وهذا

شيء مشاهد .



ولهذا ينبغي للمعلـم إذا استفاد من الطالـب ، وفتح له

الطالب شيئًا من أبواب العلـــم ينبغـي لـــه أن يشجع

الطالب ، وأن يشكره عـلى ذلك خلافًا لما يظنه بعض

النـاس أن الطالب إذا فتح علـيه ، وبيَّن له شيئًا كان

خـفيًّا عليه تضايق المعلم ، يقــول هـذا صبي يعـــلم

شيخًا فيتضايق ويتحاشى بعد ذلك أن يتناقش مـعــه

خـوفًا من أن يـطلعه على أمر قد خفي عليه وهـذا

من قصور علمه بل من قصور عقله .


لأنه إذا منَّ الله عليك بـطــلبـة يــذكرونــك ما نسيـــت

ويفتحون عليك ماجهلت فهذا مـن نعمة الله علـيــك ،

فهذا من فوائد نشر العلم أنه يزيد إذا علمت العلم كما

قال القائل مقارنًا بين المال والعلم يقول في العلم :

يزيد بكثرة الإنفاق منه .. وينقص إن به كفًّا شددت

إذا شـددت به كفًّـا وأمسكته نقص أي تنساه ولكن

إذا نشرته يزداد .


كتاب : العلم للشيخ محمد العثيمين رحمه الله (( بتصرف ))

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

منقول.



توقيع أسماء حموا الطاهر علي
قال ابنُ المبارك لأَِصْحَابِ الحَدِيثِ:«أَنْتُمْ إلى قَلِيلٍ مِن الأَدَبِ أَحْوَجُ مِنْكُمْ إِلَى كثيرٍ مِنَ العِلْمِ»«تاريخ دمشق»(32/445)
أسماء حموا الطاهر علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس