عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-11, 09:20 PM   #9
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


علائق بشرية وعواطف إنسانية

تجمعنا مع من حولنا علائق تبدو في أولها اجتماعية بسبب القرابة أو الجوار أو المصاهرة ، وتتأصل في نفوسنا مع الأيام لتصبح عواطف عميقة
وقليل من الناس من يوازن بين تلك العواطف ويعطي منها كل ذي حق حقه
ومثال هؤلاء القلة من الناس الداعية الشيخ سلمان العودة حيث ترجم عواطفه شعراً في قصيدته عن السجن بعنوان في الزنزانة بتاريخ ..
12/05/2005
، ترجم في تلك القصيدة عواطفه نحو ذاته فوجد أنه سعيد على الرغم من القيود بسبب سعادة قلبه وقربه من ربه




أنا في السجن في نعيم دان
ليـس تسطيعه يد السّجان

إنحرمت الرياض خضراً فعندي
بين جنبي روضة القرآن

أو حرمت البيت العتيقفيا ربّ
صباحٍ مسحت بالأركان

أو حرمت الحديث للناس حيناً
فحديثييرن في الآذان

أو حرمت التطواف شرقاً وغرباً
إن روحي تقوى على الطيران

سابح في الأفلاك أشهد فيها
صنعة الله مبدع الإتقان

كل شيء فيهايسبح جهراً
ويطيل النجوى بغير لسان

إنني عنك ملتهٍ يا صديقي
بالمعاني عما ترى بالعيان

إن للحق في ضميري بناء
ليست تقوى عليه كفجبان

*****
ثمّ يتذكر الشاعر أولاده وهو بعيد عنهم فيحن إليهم بنين وبنات بكلمات تنم عن فيض عاطفة ووله وجدان

ربما حنت الطبيعة يوماً
لفراخ أودى بهم فقداني

فاتهم مني الحنان لعمر الـ
ـله إني عليهمُ ذو حنان

ولقد آدنيوآلم قلبي
طيفهم في الخيال حين رآني

وترامى إليّ يركض (ها قد
جئتبابا من بعد طول زمان)!

ولأنتن في الفؤاد بناتي
ولأنتم في القلب ياغلماني

دمدمات السما تلاحق من
فرق بين الآباء والولدان

*****

ثمّ يفيض شعره حباً لتذكر أمه فيخاطبها قائلاً :
إيه يا أم يا عيون عيوني
إيه يا أم يا جنان جناني

لم تغيبي عن ناظري فمحياك
أمامي أراه رأي العيان

تمسحين الآلامبالدمع يهمي
كيف تُمحى الأحزان بالأحزان؟

رب فجر ينشق والقلب في زفرة
شكوى للواحد الديان

صعدت لايردها عن سراها
كيد باغ ولا ضجيج جبان

أحكم الباب ما استطعت فهذا
قدر الله جاء والموت داني!!

*****

وللزوجة شوق يعكسه وصف مشاعر الزوجة وتلهفها لرؤية زوجها من جديد
يالزوج في قلبها حسرات
تتلظى ما أعقب الملوان

جدد الدهر شجوها فهي لا تنفك
ترنو بمدمع هتان

وإذا الباب صرهبت تنا
جيه خيالاً للشائق الولهان

كل شيء في الدار يذكرنيه
فلهفيه لمسة الفنان

يا سقى الله أزمناً حلوة الذ كـ
رى ورجعى رجعى لذاكالزمان

*****

ولم ينس الشاعر أن يصور لنا مشاعر الصداقة التي تجمع بينه وبين من سجن مثله إلا أنه لا يراهم وإن كان بجوارهم بسبب الجدران وقسوة قلب السجان
في الزنازين نحن جيران صدق
لهف نفسي لرؤيةالجيران

حجبتنا عنكم حوائط صمٌّ
وقلوب في قسوة الحيطان

قدألفنا فيها المذلة لكن
هل يسيغ الأحرار طعم الهوان؟!

ولأجل الكبير يغدوقليلاً
كل ما تستطيعه قوى الإنسان

هذه دورنا ركناّ إليها
نحن فيهاكأسعد السكان

لا نرى شمساً ولا زمهريراً
فلنا في الحالين وصف الجنان

ولأجل الكبير يصبح عذباً
ما تناهى مرارة باللسان

يالصوت الأذانمن كل بابِ
لحن خلد ينساب في الآذان

*****
يصف الشاعر نومه الذي يجمعه بأرواح الصالحين والأصحاب ممن سبقوه إلى دار الحق وبروح والده المتوفى

ولنا هجعة منالنوم فيها
من أعاجيب ما ترى العينان

نتراءى فيها النبيين حقاً
وطيوف الأصحاب والخلان

ونلاقي الأموات قد نشروا فيها
وألقوا بَواليالأكفان

إيه يا والدي الحبيب سلام
يتلقاك من أعالي الجنان

كمرأينا أئمة الحق والصبـ
ـر وأهل الجهاد في الميدان

*****
وأخيراً يصبر الشاعر صديقه خالداً قائلاً

خالد في السجن الطويل رفيقي
يا رفيقي صبراً على الحدثان

رب رفع في صورة الخفض يبدو
وعطاء في هيئة الحرمان

وكبير فيأعين الخلق يبدو
ماله بالذي احتملت يدان

وهكذا لمسنا مشاعر المسجون ظلماً كيف ينظر إلى محنته ، وما يعتلج في صدره من خواطر وعواطف ، وهذا حال كثير من الشرفاء في الأرض الذين سجنوا دفاء عن حق مستلب أو وشاية كاذبة وهم من هم سمواً في الأخلاق وبراعة في الانطلاق ورفعة في المبادئ

نسأل الله لأمثال هؤلاء الأسرى الرفعة والحرية والعودة إلى حياتهم الأسرية والمجتمعية .

المصدر: شبكة مشكاة






توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً