عرض مشاركة واحدة
قديم 26-07-09, 04:31 AM   #42
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي من أدوات الإعراب (أن)

من أدوات الإعراب (أن)

وترد (أن) حرفا مصدريا ينصب المضارع نحو وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي ومخففة من الثقيلة نحو عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ ومفسرة وهي الواقعة بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه نحو فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ الأخيرة زائدة للتوكيد فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ .
طيب وترد (أن) الحرف الأخير في درس الليلة وترد (أن) حرفا مصدريا ينصب المضارع نحو وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي هذا واضح وهو أن (أن) من نواصب الفعل المضارع بل يقول النحويون إنها من أقوى النواصب؛ لأنها تعمل ظاهرة ومقدرة، موجودة تعمل. محذوفة ما هي موجودة في الكلام تعمل . وهذا يدل على إيه؟ على قوتها.
الإعراب (الواو) هنا عاطفة. على أساس الآية التي قبلها (والذي) اسم موصول نعت لأن الآية التي قبلها إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ إلى أن قال ... وَالَّذِي أَطْمَعُ إذن كل الأسماء الموصولة نعت لرب العالمين. هذا مثله (أطمع) فعل مضارع مرفوع بالضمة اختصر الإعراب. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنا) والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. (أن) حرف مصدري ونصب (يغفر) فعل مضارع منصوب (بأن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنا).
وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف لأن الفعل أطمع يتعدى بأي شيء؟ بالباء تقول (أطمع بهذا الكتاب) إذن يصير التقدير والله أعلم (والذي أطمع بمغفرة خطيئتي) (بمغفرة خطيئتي) خطيئة مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحه مقدرة على ما قبل ياء المتكلم. منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة . يا إخوان هذه قاعدة غائبة القاعدة هذه: أي اسم يتصل بياء المتكلم هذا إعرابه (مرفوع - منصوب - مجرور) بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة.
يقصدون بالحركة المناسبة. أننا نحن نريد الآن آخر الكلمة ما هو التاء (خطيئة) المفروض أن التاء يصير عليها فتحة، لكن ياء المتكلم تريد أن الذي قبلها يكون مكسورا. إذن منع من ظهورها الفتحة حركة المناسبة. يعني مناسبة ياء المتكلم. وخطيئة مضاف وياء المتكلم مضاف إليه . ضمير متصل مبني على السكون في محل جر.
هذه الناصبة ومخففة من الثقيلة نحو (علم أن سيكون) أن تنصب الاسم وترفع الخبر لكنها تخفف، إذا خففت تختلف عن (إن) إذا خففت (أن) إذا خففت بقى عملها لازم. الثاني أن يكون اسمها محذوفا دائما . ما لها اسم بالكلام . اسمها محذوف ويكون خبرها الجملة التي بعدها.
الآية التي معنا عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ طيب. قد يقول قائل كيف أعرف أنا أنَّ (أن) هذه مخففة ولا ناصبة للفعل المضارع؟ فهمت السؤال، نقول: نعم أنت على حق قد تشتبه أن الناصبة بأن المخففة، لكن هناك علامات تميز أن المخففة من أن الناصبة للمضارع . إذا رأيت (السين) بعد أن اعرف أنها مخففة. إذا رأيت (سوف) بعد (السين) اعرف أنها مخففة. إذا رأيت جملة اسمية بعد (أن) اعرف أنها مخففة. إذن هنا مخففة من الثقيلة.
فتقول في الإعراب (علم) فعل ماض ينصب مفعولين. (أن) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف . غايبة الجملة هذه. بانت المخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف، قد يظهر اسمها في بعض التراكيب. لكن نسبة ظهور اسمها ما يقارن بنسبة حذف اسمها إذن خذ القاعدة هذه أن (السين) إيش حرف استقبال (يكون) فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة وهو فعل ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر (أن سيكون) منكم: خبر مقدم نختصر (مرضى) اسم يكون مؤخرا مرفوع بضمة مقدرة على الألف. والجملة ها الجملة في محل رفع . يعني جملة (يكون) مع اسمها وخبرها في محل رفع خبر أن المخففة.
ومفسرة وهي الواقعة بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه نحو فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ .
معنى (أن المفسرة) يعني التي تأتي للتوضيح والبيان هذا معنى المفسرة . يعني أن ما بعدها تفسير وتوضيح وبيان لشيء تقدم.
الآية الكريمة (فأوحينا إليه) الآن إلى هذا الحد هل نعرف ما أوحى الله تعالى لنوح أو ما نعرفه؟ ما نعرفه ما ندري ما هو نوع الموحى به. لكن لما قال أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا حصل تفسير للموحى به ولهذا يقولون: إن ضابط (أن) المفسرة هي التي تسبق بجملة فيها معنى القول دون حروفه فيها معنى القول دون حروفه.
يعني قول الله تعالى فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أليست تؤدي معنى (قلنا له) - ها - إذن فيها معنى القول دون حروف القول، فتكون أن مفسرة.
ومثلها أيضا قول الله تعالى إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى ماذا أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ مفسرة. فالإعراب (فأوحينا) الفاء بحسب ما قبلها (وأوحينا) فعل وفاعل (وإليه) جار ومجرور متعلق بأوحينا (أن) مفسرة، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (اصنع) فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنت ) يعود على (نوح) عليه الصلاة والسلام (والفلك) مفعول به منصوب (والجملة) مَن يكمل - أكمل - ...... أين الذي يقول في محل رفع والذي يقول في محل جر ... أحسنت . الجملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب.
أليست جملة (اصنع الفلك) فسرت الموحى به إذن هذه جملة تفسيرية . إذن نقول وجملة (اصنع) لا محل لها من الإعراب تفسيرية واضح.
الأخيرة زائدة للتوكيد فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ الزائدة يا إخوان لها موضعان: الموضع الأول أن تقع بعد (لما) والموضع الثاني أن تقع قبل (لو) خذها قاعدة . إذا رأيت (أن) بعد (لمَّا) فهي زائدة للتوكيد، وإذا رأيت (أن) قبل (لو) فهي زائدة للتوكيد.
الإعراب (الفاء) بحسب ما قبلها (لمَّا) أول درس اليوم حرف وجود لوجود (لمَّا) ماذا جواب (لما) هنا فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ (ألقاه) هذا جواب (لما) إذن ماذا نقول في (لما)؟ حرف وجود لوجود. (فلما أن) (أن) حرف زائد إعرابا مؤكد معنى فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ إلى آخره إعرابه واضح. وبهذا نكون قد أنهينا الكلام على ما تيسر من هذه الأدوات.
من الفوائد التي رأينا أن نتحفكم بها يمر في كتب التفسير يقولون حال مقدرة.
كتب التفسير أو في الكتب التي تعرب القرآن. يقولون حال مقدرة وقد يكون بعض القراء يقرأ حال مقدرة ولا يدري ما معناها. فلهذا أقول لكم: اعلم أن الحال من الناحية الزمنية نوعان: حال مقارنة، وحال مقدرة.
الحال المقارنة: هي التي تقع مع عاملها في زمان واحد. وإن شئت قل الحال المقارنة هي التي تقارن عاملها. إذا قلت (أقبل خالد يضحك) مثلا أو (أقبل خالد راكبا) . الحال راكبا والعامل. العامل في الحال (أقبل) وصاحب الحال (خالد) أليس زمن الحال وهو الركوب وزمن الإقبال واحد؟ يعني الحال حاصلة في زمان عاملها. ما تقدمت ولا تأخرت.
طيب .. بضدها تتبين الأشياء . لو قيل (ادخلوا المسجد سامعين المحاضرة) (ادخلوا المسجد سامعين المحاضرة) وبدأوا يدخلون . هل سماعهم المحاضرة وقت الدخول ولا بعد ما يدخلون ويجلسون يستمعون؟ إذن الحال الآن. مقارنة لعاملها أو متأخرة. إذن هذه تسمى حال إيش؟ حال مقدرة، وهي التي يحصل زمنها بعد زمن عاملها أو قل هي التي يتأخر زمنها عن زمن حاملها.
أمثلتها في القرآن. قول الله تعالى سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ خالدين: حال من الواو. وين العامل بالحال؟ ادخلوا هل هم وقت الدخول خالدين ولا بعدما يدخلون الجنة. نسأل الله أن يجعلنا جميعا من أهل الجنة . بعد ما يدخلون الجنة يبدأ الخلود. إذن الحال مقدرة ولا مقارنة؟ مقدرة.
ومنها أيضا قول الله تعالى وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا وقت النحت تصير بيوت ولا بعد ما يتم النحت والتنسيق والتنظيم تصير بيوتا؟ إذن حال مقارنة ولا مقدرة؟ مقدرة .
طيب .. من الفوائد التي يمكن أن نأخذها وهذه ذكرتنا أننا نسينا نقطة في الإعراب في الآيات التي مرت. في يا إخوان قاعدة مهمة جدا . ينبغي للطالب أن يستفيدها. يجهلها كثير من الطلاب. تعرفون أن مثل (علم - وظن - وحسب) تنصب مفعولين. نقول (ظننت زيدا قائما) . زيدا مفعول أول . وقائما: مفعول ثان.
لكن وقع في القرآن الكريم آيات كثيرة وفي كلام العرب جاء بعد (ظن أو حسب أو علم) (أن) مع اسمها وخبرها أو (أن) الناصبة للمضارع.
فيقول العلماء: إنه إذا جاءت (أن) مع اسمها وخبرها بعد الفعل الذي ينصب مفعولين. ما فيها الآن مفعولان. تصير (أن) مع اسمها وخبرها سدت مسد المفعولين. وإذا جاءت (أن) الناصبة للمضارع بعد (حسب أو ظن أو علم) تكون قد سدت مسد المفعولين.
هذه قاعدة مهمة جدا يمكن أن تكتبوها. فتقول القاعدة: إنه إذا جاء فعل ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر - نعم - في حد تكلم. هذا الآن شوية شوية هو الذي كتابته ضعيفة ما يصلح يمشي معي أنا. أنا الذي يمشي معي هو الذي يكتب قبل أن أنطق هو الذي يكتب قبل أن أنطق.
إذن نقول القاعدة: إنه إذا جاء فعل ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ أو الخبر مثل (علم أو حسب أو ظن) وبعده (أن) مع اسمها وخبرها أو (أن) الناصبة للمضارع. فإن المصدر المؤول من (أن) مع اسمها وخبرها أو من (أن) يسد مسد المفعولين.
طيب .. الآية التي مرت علينا يا إخوان. نبدأ بها هي الأولى. عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى أنا قلت لكم في الإعراب: (علم) فعل ماض ينصب مفعولين . وأنهينا الإعراب ولا بينا المفعولين. فعلى قاعدتنا هذه نقول: و (أن) يعني المخففة من الثقيلة ولا لأ؟ و(أن) المخففة من الثقيلة مع اسمها وخبرها في محل نصب سدت مسد مفعولي علم.
مثال آخر أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أين مفعولا (حسب) المفعول الأول والثاني؟ ما في مفعول أول ولا ثان. أَنْ يُتْرَكُوا أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر سدت مسد مفعولي حسب وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ (أن) هنا مخففة من الثقيلة وهي مع اسمها وخبرها سدت مسد مفعولي (ظن) وأكتفي بهاتين القاعدتين لئلا أطيل عليكم. فيه أسئلة اليوم.


بسم الله. فضيلة الشيخ، هذا السؤال تكرر وهو الطلب أو طلب الدلالة على دروسكم والمداومة عليها وهل هي مسجلة وأين توجد؟ إيش يقول؟ يقول: طلب الدلالة على دروسكم أين توجد وهل هي مسجلة؟
ج: ليس هناك دروس تستحق أنه يسأل من. يعني هذا السؤال على الملأ. أنا لي دروس في اللغة وفي الحديث وفي الفقه وفي الأصول.
أما الدروس بالنسبة للغة فلي شرح مسجل لقطر الندى (لابن هشام) وهو شرح مطبوع، وأظن أن الشرح المسجل يوجد عند تسجيلات الاستقامة في عنيزة، وأنا من بريدة، الثاني شرح الألفية وهذا مع الأسف فيه سقط وخلل في التسجيل، وإلا شرحنا الألفية مرتين، المرة الأولى وقفنا عند الصرف، والمرة الثانية بدأنا من أول بيت إلى آخر بيت، وموجودة أظن عند تسجيلات الاستقامة بعنيزة ولكنها مخرومة فيها سقط.
وهناك شرح لبلوغ المرام أول البلوغ يعني إنه درس جديد. شرحنا ما يقرب من أربعمائة وثلاثين حديثا. هذا أظنه موجودا في تسجيلات المجتمع في بريدة، وفي دروس أخرى لا داعي لذكرها. نعم.
أحسن الله إليكم. هذا سؤال مكرر أيضا وهو تقدير أو كلمة التوحيد إذا قدرنا الخبر فقلنا (لا إله حق) فماذا يكون تقدير لفظ الجلالة؟
أصل حق فيها ضمير مستتر . فضمير الجلالة مطلقا فاسم الجلالة مطلقا بدل من الضمير المستتر في الخبر؛ لأن الخبر سيكون مشتقا، إما معبود أو حق أو نحو ذلك من المشتقات، فعلى هذا يكون لفظ الجلالة الذي بعد (إلا) بدل، أو بدلا من الضمير المستتر في الخبر. نعم
وفي رسالة في المكتبة (لعلي بن سلطان القاري) من العلماء المتقدمين عنوانه (إعراب كلمة التوحيد) ولكن كأنه يميل إلى أن الكلام ما فيه تقدير. لكن أذكر أن (ابن هشام) أظن في (ابن هشام) أو غيره نسيت، أبطل أنه ما في تقدير، وقال: إنه ما يصلح أن يكون ما بعد إلا هو الخبر ما يصلح، وذكر أوجها لا داعي لذكرها الآن - نعم.

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ. يقول هل (بلى) التي ذكرها المؤلف هي نفسها (بلى) الإضرابية؟
لا، هذه (بلى) وتلك (بل) التي يذكرون في باب العطف هي (بل) أما (بلى) هذه ما تسمى للإضراب، و (بل) ثنائية (وبلى) ثلاثية وبينهما فرق؛ ولهذا (بلى) ما يتعرض لها النحويون؛ لأن لها تأثيرا في الكلام في الناحية الإعرابية أو الناحية يعني المربوطة بغيرها مثل (بل) مربوطة بالعطف تفيد العطف.
المقصود إن (بل) غير (بلى)، (بل) هي التي تأتي للإضراب الإبطالي أو الانتقالي، أما (بلى) فهذه لا توصف بأنها حرف إضراب، إنما هي حرف جواب -نعم.

أحسن الله إليكم. وهذا سائل عبر الشبكة يقول. ذكروا أن (كلا) بمعنى (ألا) الاستفتاحية فهل هذا وجيه؟ وجزاكم الله خيرا.
ذكروا هذا، ذكروا بأن (كلا) قد تأتي بمعنى (إلا) وذكر هذا ابن هشام وغيره، لكن استعمال (كلا) بمعنى (إلا) هذا قليل، والكثير فيها هو كما قلنا إما أنها للردع والزجر أو أنها بمعنى حقا، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم.



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس