عرض مشاركة واحدة
قديم 17-04-14, 12:01 AM   #3
سهام محمد
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
 
تاريخ التسجيل: 19-05-2012
المشاركات: 62
سهام محمد is on a distinguished road
افتراضي الدرس الثالث || انتظار الصلاة بعد الصلاة


~ الدرس الثالث ~
انتظار الصلاة بعــد الصلاة ||
الصلاة ! تلك العبودية المذكورة في الوحي يجب الإعتناء بها, فكل العبوديات يغذيها العلم خصوصا العلم بالآيات والأحاديث الواردة فيها.
سنبدأ من عند انتظار الصلاة هذه الفترة قبل الإقامة وقبل الأذان, هذا الموضوع سوف نطرحه على هيئة أحاديث فيها من العبوديات الكفيلة لاستقبال الموسم الفاضل.
سأقتصر على الأحاديث التي فيها الصحة والحسن منها التي رتبت أجور وفضائل على انتظار الصلاة بعد الصلاة.
لا أكون مبالغة إن قلت أني سأتحدث عن الفترة التي قبل الإقامة وقبل الأذان.
سوف نتحدث عن قضية سلوكية, كيفية حرص الإنسان عن الفضائل, لن نتحدث على هيئة نقاط, بل سأترك الحديث يحدد لكم أهمية العبودية وضرورتها.
العبادة تختلف من كونها عبادة واجبة أو مستحبة, أو مسنونة, أو من المندوبات , فلا يشترط حين أتحدث عن هذه العبادة أنها على سبيل الوجوب فقط لا من باب التنوع في العبادة ومن ضمنها الصلاة في رمضان, انتبهي للأحاديث الواردة التي فيها برامج لرمضان وغير رمضان.
ما بين الصلاة والصلاة يوجد أوقات.
- سوف نطرح الموضوع على هيئة أحاديث فيها من العبوديات الكفيلة أن نملأ بها أوقاتنا في شهر رمضان الفضيل, سوف ترين الآن فضيلة هذه العبودية تتنوع بين كونها واجبة ومسنونة, و سوف أقتصر على ذكر الأحاديث التي فيها قدر من الصحة والحسن وانظري لفضل هذه الأحاديث إنها رتبت أجور وفضائل على انتظار الصلاة تلو الصلاة.
الحديث الأول ||
قال صلى الله عليه وسلم : (( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات )) ؟ قالوا :( بلى يا رسول الله) قال : (( إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط)) رواه مسلم.
لهذا الحديث رواية أخرى {ألاأدلكمعلىما يمحواللهبهالخطايا ويكفربهالذنوبقالوا: بلى يا رسولاللهقال إسباغ الوضوء في الكريهات - أو المكروهات - وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة وهي الرباط [ وفي ] رواية بنحو هذاإلاأنه قال بدل فذلكم الرباط فتلك رباط الجنة.

إذا جمعت هذا وهذا صار عندك ثلاث فضائل :
1- يكفر الذنوب.
2- يمحو الخطايا.
3- يرفع الدرجات.
إذن انتظار الصلاة بعد الصلاة يسبب محو الخطايا, وكلنا أمل أن يكون في هذا الموسم مضاعفة الدرجات, أيضا نكون على أمل ورجاء أن هذا الموسم يكفر الخطايا, وأيضا أنت على رجاء معقود أن لايغادر الموسم إلا وقد رفعت عند الله الدرجات. أليس كذلك..!!إذن أين سنبحث عن برامج رمضانية؟؟ لن نبحث بعيدا بل في الوحيين نفتش سنجد العبادات الثابتة بدلالة الوحي.
قال القاضي:" محو الخطايا كناية عن الغفران, واحتمال محوها من كتاب الحفظة."
- الملائكة الكتبة.
- رفعة الدرجات.
- إعلاء المنزلة في الجنة.
لاحظي قوله صلى الله عليه وسلم :" فذلكم الرباط " أي : هذا من باب الترغيب, أي هذا الرباط المرغب فيه, كرر النبي :" فذلكم الرباط" ثلاث مرات ذكره الإمام في الموطأ, أما في رواية مسلم "فذلكم الرباط " ذكرت مرتين.
أصل الرباط الحبس كأنك حبست نفسك عن أمور الدنيا وانشغلت بانتظار الصلاة.
هناك عدة أحاديث كررت الجملة, أو الكلمة مرة ومرتين وثلاث مرات, وذكر الحديث من عدة جهات وذلك دليل على ثبوته.
الإمام النووي في شرحه للحديث قال :" تكراره يحتمل أنه من باب أنه أفضل الرباط " ليس فقط من باب الترغيبإن أردت أن تتقربي إلى الله عزوجل بالعبودية فهي من أنواع الرباط.
- يقول الإمام النووي :" ويحتمل أنه الرباط المتيسر الـمُمَكّن ".
كما قيل :" الجهاد جهاد النفس " وهنا ربطنا النفس وحبسناها, لاتفكري, ولا تنشغلي يانفسي إلا بهذه الصلاة التي ستقبلين عليها.
هذه العبودية إن كنا لا نستطيع أن نحرص عليها طوال السنة فبإذن الله سنحرص على أن نأتيها في رمضان , ونحرص على أن نأتيها في مكة, لماذا؟ لنستغل المكان الفاضل, والوقت الفاضل, والعبودية الفاضلة.
انتبهي!
حتى تحصلين على رفعة الدرجات لن تخترعي عبودية جديدة, بل ستسعين لعبودية لها فضل في مكان فاضل ووقت فاضل , وإذا تعددت بك هذه الفضائل صار لك رفعة في الدرجات, وانظري إلى الوقوف في عرفة كيف أنه في مكان فاضل, ووقت فاضل, فجمع كل الفضائل.

الحديث الثاني ||
يقول الألباني رحمه الله عن أبي هريرة :" لايزال أحدكم في صلاة مادامت الصلاة تحبسه لايمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة " الحديث صحيح رواه البخاري.
فمالذي تستفدين من هذا الحديث؟
الحديث يبين لنا أن انتظار الصلاة يجعلنا مداومين في الصلاة يعني تداومين في الصلاة, أي لاتتوقف الصلاة وهذا من التبتل والقنوت.
الآن صار عندنا فضل جديد وهو الفضل الرابع :" فذلكم الرباط "

الحديث الثالث ||
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث ، اللهم اغفر له اللهم ارحمه."
هذا الحديث الذي في البخاري : بين أن الملائكة تدعو له بالمغفرة. - نسأل الله أن لا يحرمنا من فضله وأن يجعل نصيبنا منها وافرا من دعاء الملائكة - , يكفيك أنك في انتظار الصلاة على وعد أنه ستصيبك دعوة ملك هناك فرق كبير بين دعاء الملائكة ودعاء البشر.
ما هو دعاء الملائكة لنا؟ يقول أنها تدعوا لنا بالمغفرة .
الآيام تحملنا بالذنوب والمعاصي, والأخطاء, والتجاوزات, والغفلات كلنا يصيبنا ذلك, وذلك لأننا بشر ضعفاء مهما تحرزنا وتحصنا فإننا نصاب بالغفلة وبالذات حين يخص الحديث النساء :"يامعشر النساء تصدقن وأكثرن الإستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار..." الحديث صحيح.
الملك لايدعو لك بدعاء واحد بل هناك دعاء ثاني " اللهم ارحمها" ومن منا لا يحتاج الرحمة , إذا رحمنا الله عزجل ماضرنا ما بين السماء والأرض, إذا كُتبت مرحومة ما الذي يشقيها ويكدر عليها وقد أصابتها رحمة من عند الله عزوجل!!؟
الدعاء بالرحمة لك ليست من عند بشر – انتبهي لألفاظ الحديث نحتاج أن نتدبرها ونحرك القلب معها ونعطيها حقها في التدبر كما نتدبر القرآن, يجب أن نتدبر قول النبي ماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
أنت دوما تنشدين الدعاء, وتطلبين الدعاء هنا تحصلين على الدعاء من ملك :" اللهم اغفر لها وارحمها" إلى متى يظل دعاء الملائكة بالرحمة؟ تأملي معي يقول النبي :" ما لم يقم." !
كلنا نقرأ الحديث لكن باستعدادنا لرمضان نجعل الحديث أمام أعيننا بارزا, نعطيه إضاءة قوية ليبرز في حياتنا نحاول أن نتدرب وهكذا, وسنتناول الحديث عن كيفية تحقيق هذه العبودية بإذن الله.

** الحديث الرابع ||
وفي رواية مسلم ولأبي داوود:" لايزال العبد في الصلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة والملائكة تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يحدث."
ورواه مالك موقوفا عن نعيم بن عبدالله أنه سمع أبا هريرة يقول :" إذا صلى أحدكم ثم جلس - لاحظي انتهت الصلاة وجلس- قال لم يزل في مصلاه والملائكة تصلي عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه , فقام من مصلاه فجلس في المسجد ينتظر الصلاة ".
هذا الحديث الذي قبله, ذكر دعاء الملائكة بالمغفرة والرحمة.

** الحديث الخامس :
-> وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر ليلة صلى العشاء إلى شطر الليل ثم أقبل علينا بوجهه بعدما صلى فقال‏:‏" ‏صلى الناس ورقدوا ولم تزالوا في صلاة ما انتظرتموها ‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏.
يعني صلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ونظر إليهم إلى شطر الليل أقبل بوجهه عليهم وقال صلى الناس وذهبوا يرقدون أي : جلسوا يرتاحون في مصلاهم لم يذهبوا إلى البيوت, أي أنكم لم تذهبوا للرقود بل ظللتم في المصلى- يعني صلاتكم أنتم أي يامن جلستم تنتظرونها-, والفائدة أن الإنسان لايزال في الصلاة.
وانظري تستطيعين باستخدام هذه العبودية أن تربطي بين الصلاة والصلاة, وتكتب لك عبودية طويلة مشغولة بانتظار الصلاة التي تليها, لمـــّا يتفاخر الناس بطول الجلوس في أماكن اللــهو ويتنافسون في إعداد الطعام تكونين أنت منشغلة في إطالة الصلاة!

** الحديث السادس ||
عن عبد الله ابن عمر قال :" صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب فرجعمنرجع وعقبمنعقب، فجاءرسولالله صلى الله عليه وسلم مسرعًاقدحَفَزهالنفس من شدة ..قدحسرعنركبته، فقال: أبشروا! هذا ربكمقدفتح بابًامنأبواب السماء يباهي بكم الملائكة ، يقول: انظروا إلى عباديقد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى."
الراوي:عبدالله بن عمرالمحدث:الرباعي - المصدر:فتح الغفار - الصفحة أو الرقم( 237/1)
خلاصة حكم المحدث: [رجاله برجال الصحيح.
الفائدة السادسة والثمرة التي ستجنيها من المرابطة : أن الله يباهي بكِ الملائكة!
ألا تريدين هذا الفضل ياطالبة العلم في رمضان؟
نعم ننشغل عندنا أطفال وعندنا مشاغل... لكن السؤال : ألا نستطيع فعلها ولو مرة مرتين في حياتنا على الأقل في رمضان؟!
العلم نور يبصر الله به عباده فأحيانا يكون معك وقت فراغ, ولاتدرين كيف تصرفينه وحين تتبصرين تعلمين أفضال الحديث, وتحفظيها في صدرك عن غيب وتنشرينها فهنا تقتنصين الفرص , ابحثي وابحثي حتى تجدي وقتًا يكون فيه الأبناء منشغلين وقضيت واجباتك.
والله أحيانا نراها في المستشفى ماعندها شيء تتقلب هنا وهناك تبحث عمن تتسامر معها وتضحك معها..!
هذه عبودية اقضي الوقت فيها إن لم تجدي الوقت في البيت لتقومي بها بسبب المسؤوليات والأطفال فستجدينه خارج البيت.

=> نعود للحديث ||
انظروا إلى عبادي يحبون الفريضة وينتظرون أخرى, هؤلاء يحبون الفريضة وليس كحال من يصلي ويهرب بعد الصلاة.
هذه أحاديث صحيحة رواه ابن ماجدة فلنمتع أنفسنا بها نسأل الله أن يرزقنا تحقيقها ولو مرة.

** الحديث السابع ||
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله قال:" و صلاةٌفيإثرِصلاةٍ لالغوَبينهما كتابٌ فيعِلِّيِّينَ."
هنا فسر إبطال المرابطة بــ : " اللغو " لذا صار عند المحدثين اختلاف هل المقصود بـــ:" حدث " أي يحدث فيبطل الوضوء أو " حدّث" أي تكلم!
في الحديث : "وصلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما" ماذا يعتبر؟ كتاب في عليين ( وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون) ماذا تريدين أكثر.!!
نتعجب لطالبة العلم لما تبحث عن برنامج لرمضان يكفينا بحثًا في البرامج الرمضانية لجمع الأجور.! ابحثي في نور الوحيين.
أحيانا تكون هذه البرامج الرمضانية الموضوعة تشتت القلب, وتشغلك, وتبعدك عن الله أكثر مما تقربك وتعبّدك إلى الله عزوجل.
تقول إحداهن كان عندنا برنامج فيه طلبة علم, وجلسة علم, ودورة تفسير, وحلقة تحفيظ. تقول والله أشعر أن الموسم قد فاتني ولم أنجز شيئا!
حلقة التحفيظ صار لدي مشكلة في الحفظ تعارضت مع شيء آخر.!
حلقة الدرس أرجع منها مرهقة لا أستطيع المواظبة عليها!
تقول هي فعلا عبوديات, لكن هذه الطريقة سببت لي شتاتًا, جعلتني لا أتلذذ فيها ولا أستشعر التعبد فيها كأني أؤدي واجبًا فقط! أرأيت كيف صارت المشكلة؟ صارت بالضد!
يصير اليوم كأنه مدرسة, برنامج متبع وبالتالي لا راحة نفسية ولا قلبية ,عكس طالبة العلم التي تتبع الأحاديث لأن فيها تفسيرا القرآن, وتبحث عن العبوديات التي تجلب الأجر الكثير أمثال المرابطة, نحرص عليها في مناسبة المواسم أو المكان الفاضل في- الحرم-.

** الحديث الثـــامن ||
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ألا أدلُكم على ما يمحو اللهُ بهِ الخطايا ويرفعُ بهِ الدرجاتِ ؟ قالوا : بلى . يا رسولَ اللهِ ! قال إسباغُ الوضوءِ على المكارهِ . وكثرةُ الخطا إلى المساجِدِ . وانتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ . فذلكمْ الرباطُ . "
وليس في حديثِ شعبةَ ذكر الرباطِ . وفي حديث مالكٍ ثنتَينِ فذلكمُ الرِّباطِ . فذلكمُ الرِّباطِ.(صحيح مسلم).

** الحديث التــاسع ||
عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من انتظر الصلاة بعد الصلاة كفارس اشتد به عل وهو في الرباط الأكبر". ال رواه أحمد , رواه الطبراني.
في هذا الحديث تشبيه للرسول صلى الله عليه وسلم بالمجاهد كالذي اشتد فرسه في سبيل الله, وضرب المثال من الأساليب الناجحة في التربية وتهذيب النفوس, وهذا وحي إذا شبه المنتظر بالمجاهد.

** الحديث العـــاشر ||
يقول عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسو الله صلى الله عليه وسلم :" ألا أدلكم على ما يغفر الله به لخطايا ويزيد به في الحسنات , قالوا: بلى يارسول الله, قال إسباغ الضوء على المكاره, وكثرة الخطى إلي المسجد , والصلاة بعد الصلاة , وما من أحد يخرج من بيته متطهرا حتى يأتي المسجد فيصلي فيه مع الإمام وينتظر الصلاة التي بعدها إلا قالت الملائكة اللهم اغفر له اللهم ارحمه." ال صحيح رواه ابن ماجدة وابن حبان...
الحديث أعطانا فضلا جديدا : زيادة الحسنات, وأثبت فيه أن الملك يدعو, أحيانا يأتي الشيطان يوسوس من قال لك أن الملك يدعو لك وأنت جالسة؟ يسوس ليضعف لديك حرصك على الإنتظار.
نعم لأننا نصدق نبينا صلى الله عليه وسلم, فإيماننا بأن هذا الذي نقرأه الآن وحي يجعلنا نوقن بذلك, إضافة إلى ذلك هذه العبودية والانقياد لهذا الحديث يعتبر من الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وطاعته.
أبيات الإمام القحطاني :" ويجيء فيه المجرمون إلى لظى يتلمظون تلمظ العطشان ".
يوم القيامة, الصعقة, الصيحة ,الأهوال, والملائكة, والوحوش حشرت, والأجساد كلها عارية. والهول يشتد لا يوجد شراب إلا حوض محمد صلى الله عليه وسلم من شرب من حوض محمد في الدنيا " حوض السنة " سيشرب يوم القيامة يوم العطش من حوض النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام ابن الجوزية :" وأُكحل جفون العين بالوحيين واحذر كحلهم ياكثرة العميان."
عندك عينان اثنين وهما :"الكتاب والسنة" والكحل الذي ستكحيلنه هو :" الآية والحديث".
"واحذر كحلهم" : يتحدث عن الفرق المخالفة, "ياكثرة العميان" أي كحلهم يسبب عمى؛ لأنهم لايرون الحق؛ لأنهم ما تكحلوا بالكتاب والسنة.

** الحديث الحــــادي عشر ||
عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ ، وَثَلاثٌ مُنَجِّيَاتٍ ، وَثَلاثٌ كَفَّارَاتٌ ، وَثَلاثٌ دَرَجَاتٌ . فَأَمَّا الْمُهْلِكَاتُ : فَشُحٌّ مُطَاعٌ ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بنفْسِهِ . وَأَمَّا الْمُنَجِّيَاتُ : فَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَى ، وَالْقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى ، وَخَشْيَةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ . وَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ : فَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ ، وَنَقْلُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ . وَأَمَّا الدَّرَجَاتُ : فَإِطْعَامُ الطَّعَامِ ،وَإِفْشَاءُ السَّلامِ ، وَصَلاةٌ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.
أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط وصححه الألباني في صحيح الجامع , ورد عن جماعة من الصحابة فجعله في مرتبة الحسن.

** الحديث الثاني عشــر ||
عن عقبة بن عامر قال رسول الله صلى الله عليه سلم:
{القاعِدُ على الصلاةِ كالقانِتِ ، ويُكتَبُ من المصلِّينَ ، من حينِ يَخرجُ من بيتِه حتى يرجِعَ إلى بيتِهِ }
بمعنى أنه لازال في صلاة لا يحتسب فقط في الأداء بل من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه, الحديث صحيح رواه بن حبان في صحيحه وهو وأحمد.
إلا أنه قال : والقاعد يقوى على الصلاة كالقانت, أي أجره كأجر المصلي القانت.
يقول الإمام النووي : المراد بالقنوت هنا القيام؛ لأن القنوت له أكثر من معنى, أرايت القاعد على الصلاة ينتظر الصلاة - سواء قبل الصلاة أو بعد الصلاة - يأخذ أجرًا كالقائم في الصلاة , فضل واسع من الله سبحانه تعالى, يعني فلانة لا تستطيع طول القيام تأخذ الأجر من هذا الحديث الصحيح.
اكتفيت بقراءة الأحاديث الصحيحة, أو أحاديث اجتمعت وارتفعت للحسن لايوجد حديث ضعيف, إذا جمعنا هذه الأحاديث يتحصل لدينا فضائل.

** فضائل انتظار الصلاة **
1- رفع الدرجات.
2- لايزال في صلاة, أي طول الصلاة "صلاته مستمرة".
3- يباهي الله عزوجل به الملائكة .
4- كتابه في عليين.
5- زيادة الأجر .
6- محو الخطايا .
7- دعاء الملائكة .
8- تكفير الذنوب .
9- أجر المجاهد المرابط.
10- كالقائم القانت.
11 -> وأضفنا إلى هذه العشرة أن تطبيق هذه العبودية يعتبر طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم " الاتباع".
تحدثنا عن فضيلة انتظار الصلاة هذا من باب التغذية العلمية, أخذت وجبة علمت فيها فوائد انتظار الصلاة في السنة هذا من باب العلم.
ننتقل الآن إلى زاوية أخرى



~ لوازم هذه العبودية أو آثارها أو ثمراتها على العبادة ~

تتذكرون حين تحدثنا عن القلب وقلنا قاعدة أن القلب يحتاج إلى وقت؟
الكثيرات يشتكين ويعانين من القلب أنه لا يصلي معها, وبالتالي لا تشعر بحركات الصلاة ويعسر عليها الخشوع ولا تصل إلى اللذة فيها.
من باب العلاج - نعتبرها حالة مرضية- نحتاج أن نعطيه وقت لنعالجه.
الشعور بحركات الصلاة, وعبودية الصلاة يعسر جمع القلب فيها فلا نتلذذ بهذه العبودية, الآن نعتبر هذه حالة مرضية, فبدل أن تكوني مشغولة قبل الصلاة فرغي وقتًا لانتظارها.
الذي يحقق هذا الوقت الذي يحتاجه القلب هو انتظار الصلاة, هذا سيعود عليك بالفائدة تكونين سبق أن حضرت القلب.
ماذا يسمى هذا في القلب؟
يسمى اعتقاد القلب هو عمل القلب, وقول القلب هنا استحضار النية أنك تنتظري الصلاة يعتبر من عمل القلب.
النية التي عليها مناط العمل وهي شرط قبول العمل " إنما الأعمال بالنيات" لاتكون النية باللسان؛ فهذا من البدعة المحدثة, الجلوس انتظار الصلاة يحرر فيك النية تلقائيا, النية تتحرر هذا من ثمرات انتظار الصلاة.
يقول العلماء في قضية النية :
1- فإذا نويت الصلاة فاعزمي على امتثال أمر الله في الصلاة.
تشدين من الأمر والهمة , الآن سأكبر, الآن سأقف, سأرتل, سأتلو... "عزم" على أنك تمتثلين أمر الله عز وجل.
2- اجعلي في القلب عزم على الكف من انتقاصها سواء النقر أو عدم الطمأنينة, والسرعة, وعدم الإتمام, والحذر من مفاسدها وتجنبها.
3- استشعار المنة بأَن أذِن الله لك أن تناجيه.
4 -> أيضا يقول العلماء: استشعار المنّة أن أذن الله لك أن تناجيه مع كثرة من يناجون الله عزوجل فالله غني عنك , ومع هذا الأذان أذِن لك أن تدخلي في مناجاته تعالى, فتشدين العزم والهمة, انظرين من أنت حتى تناجي الله, ومن هذا الذي تناجينه سبحانه وتعلى وبماذا ستناجين الله؟!
1- من أنت؟ أنت المقصرة المذنبة المفرطة المنشغلة عن مصالحك الضعيفة هذه أنت, حياتك حياة محدودة, القوة فيك مؤقتة.
2- من الذي نناجينه؟ سبحانه الحي القيوم, يقف الضعيف أمام القوي هذا هو الموقف, حركي هذه العبودية في القلب.
بماذا تناجين الله عزوجل؟ نقرأ أي شيء؟! خطء نقرأ قراءة مخططة منظمة معدة مبرمجة, احذري أن يدخل لك الشيطان يقول هذا صعب, لن تستطيعي, أنت مشغولة, الْجمي الشيطان بكلام الله قال تعالى :" والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا " إذا جاهدت وصبرت يفتح الله عليك وتصير هذه الصلاة هي ديدنك.
نظرة فاحصة تأملي كبيرات السن, عندكم, أو حولكم, أو حتى انظري في الشارع, هي امرأة كبيرة طاعنة في السن حتى وإن كانت من العلماء, وعندها علوم وإجازات, والله إذا تقدم العمر وأطال الله في عمرها لا تستطيع مسك القلم, احمدي الله تعالى أن أعطاك القوة, لكن هذه القوة تسلب إما بتقدم العمر أو بالمرض.
كل قوة من بعدها ضعف استعدي للضعف هذا مصداق قول " لاحول لاقوة الا بالله".
استغلي القوة الآن , انظري كبيرة السن ما عندها قوة لطلب العلم ولتكتب, حتى السعة الذهنية يصعب عليها أن تركز , وإذا ركزت تتعب بسرعة, العمر له أحكام , نفترض أنها دون مرض ستتعب ذهنيا تتعب إذا أكثرت الجلوس, لا تستطيع أن تمسك القلم تبدأ تنسى بعض الأمور الهامة, وتريد أن تتقرب بالعلم يصعب عليها لهذا :" الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر".
لكن إذا أرادت أن تتقرب إلى الله كبيرة السن أين تنكبّ؟ في الصلاة ما عندها إلا الصلاة وإذا فتح الله عليها باللذة تتمنى أنها تجدد الصلاة, وتفعل عمل جديد في الصلاة تتذكر فقط آيات معدودة, ثم إذا سمعت غيرها في صلاة التراويح تفرح.
سبحان الله هذه العبادة التي تبقى معك إذا طال بك العمر.
اليوم تكتبين العلم تؤلفين, تنظمين, تخططين, تنشرين, وتستخدمين كل شيء.. فيما بعد لن تستطيعي, لا تقوين؛ لأنكِ ستكونين قد ضعفتِ, فترتِ, ماعندك همة, تريدين فقط مباشرة القربة والمناجاة.
التأمل في الصلاة, وفوائد الصلاة, وأسرار الصلاة... من الوحي, وليس من التجارب الشخصية, والأفكار هذا أبعد ما نكون عن المنهج السلفي, المنهج الذي يقتفي هدي سلف الأمة.
أيضا أحيانا تسافرين تنتقلين من بلد إلى بلد, ومن بيت إلى بيت ما عندك الدفتر أو الحاسوب أو الآيفون, وأغلقت عليك الأسباب, وتمارسين الدعوة ماذا تفعلين وقد عزلت عن الناس؟ إذن انكبي في الصلاة " أينما كنتم فثم وجه الله " في السيارة, أو الطائرة, أو في الصحراء, في حال الصحة, أو حال المرض, مع الناس أو بدون الناس, في حال الشباب أو حال الكبر, فلذلك من فوائد ثمرات الانتظار أنها عبودية تصلح لجميع الأعمار والأوقات.
حري بنا إذا انكببنا على الصلاة أن يكون لدينا زوايا نفيسة نجلس في انتظارها نجلس بعد انقضائها وهكذا.
إننا كنساء نختلف عن الرجال قال تعالى :" وليس الذكر كالانثى ".
يقول ابن عثيميين :" ليس الذكر كالأنثى حتى في طلب العلم, وحتى في الدعوة."
إذا كان الرجل يريد تطبيق انتظار الصلاة يسهل عليه أكثر , أما المرأة نجدها علي ثلاث أصناف :

1- إما أنها من صنف المشغولات.
* الصنف المشغول الأول : مشغولة تماما لا تستطيع أن تحضر للصلاة إلا في موعدها, تصلي, وتذهب كالموظفة يدخل عليها موعد الصلاة وهي في الوظيفة؛ فتستأذن لتصلي ثم تعود للعمل.
* الصنف المشغول الثاني : مريضة كبيرة في السن هي تؤدي الصلاة, ثم تعود إلى فراشها أو إلى علاجها.
* الصنف المشغول الثالثة : امرأة عندها والديْن بلغ بهم الكبر عتيا, هل يمكن أن نقول لها اتركيهما؟ لا يمكن لأنها تؤنسينهما وتساعدينهما, تطعمهما , خصوصا الكبار في السن يشعرون بوحدة وضيق مهم جدا القرب منهم وإيناسهم, فلا يمكن أن نقول لهذه اتركي هذا واذهبي لانتظار الصلاة, وهذه حقيقة ترتب عليها واجب فلا يمكن ترك الواجب ولإتيان بالفضائل, ونحن في التقرب إلى الله أول ما نتعبد إلى الله به هو الواجبات من بعد الواجبات يأتي التطوع, أداء الواجبات تبرأه للذمة يوم القيامة لأنك ستسألين عنه.
الصنف الثاني : نصف مشغولة يعني أوقاتها غير محدده فجأة تنشغل, فجأة تتفرغ المشاغل والمواعيد غير منضبطة ليس منها بل هو أمر اضطراري هذا الصنف يبتلى في حالة ابتلاء تجديها حزينة – النصف الأول أصلا هي مشغولة بعبادة أجرها أعظم فلا تفكر في الفضائل - فالواجب أجره أعظم, أما الثانية هي المبتلاه, تتحسر أريد أن أنتظر الصلاة طرأ عليها موعد!
هذا الصنف من النساء أطلب منها أولا أن تدعو الله أن يدبر أمرها وينظم لها وقتها, أن يهديك الله للوقت وأن تستثمريه بالمنافع , استعينى بالله.
الخطوة الثانية :" احرصي على ما ينفعك " لاتفرطي بحجة أنه تطرأ عليك مشاغل فجأة, مادمت تجدين أنواع من الفراغ استغليه, لا تعجزي احرص على ماينفعك واستعن بالله ولاتعجز.
إذا ورد عليك موعد واجب اذهبي إليه هذا من " فقه الأولويات, الفاضل والمفضول" أما إذا انقضت الواجبات قال تعالى :" فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب".
هذه قاعدة لا يكون إذا فرغنا نفرغ أكثر نتوزع في المباحات نبحث عن الحفلات!!
نحن أصلا مقبلين على موسم نحتاج أن نتدرب, تعجبني طالبة العلم التي تستأذن زوجها أو والدتها هل تريدين مني شيئا, ثم تنشغل بانتظار الصلاة, انتظار العشاء ما بين المغرب والعشاء له فضائل, بين العشائين أقصر وقت فيمكن انتظار الصلاة فيها.
من الفجر إلى الظهيرة لكنه وقت طويل. ابحثي عن الأنسب والأقصر وتدربي على الاستئذان, وعلى الدعوة.
لاتهتمي بانتظار الصلاة بشكل يومي بحيث تقصرين في الواجبات, فهي ليست فريضة حتى أصحاب الحقوق يقومون عليكِ, تترك الزوج والأهل وتنتظر الصلاة كل يوم هذا خطأ, هذا من فضائل الأعمال ومما رغب فيها الشارع وليست فريضة, إذا استطعت فنعمة من الله عز وجل, إن لم تستطيعي فمعذورة.
الصنف الثالث : من النساء ممن عندها فراغ ويكثر الفراغ عند المرأة التي كبر أبنائها وتزوجوا, وأخرى لم تنجب أطفال وتشتكي : زوجي يذهب عني ساعات طويلة وأعاني من الوحدة, ماذا أفعل, أريد شيئا يكون معي يؤنسي, فانتظار الصلاة بعد الصلاة يجزيها عن كل هذا.
إذن : هذه العبودية ليست واجبة وإنما هي من فضائل الأعمال, وبالتغذية العلمية لا يجب أن نترك هذه العبودية حتى تذوب وتموت, بل يجب أن نسقي بها إيماننا حتى يتجدد الإيمان في قلوبنا.

سهام محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس