عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-11, 09:11 PM   #5
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


العائلة والعبادات

للعبادات فوائد لا يكاد يحصيها المرء منها ما هو ظاهر ومنها ما هو خفي ، ولا شك أن بعضها قد جاءت به النصوص صريحة ، وأجل فائدة للعبادات طاعة الرحمن واطمئنان قلب الإنسان ونيل عليا الدرجات في الجنان ,
ولنبدأ بعماد الدين ألا وهو ركن الصلاة بأوقاتها الخمسة التي تجعل صلتنا بالله قائمة على مدار الساعة نمحو بها الخطايا ونزداد قرباً من الله وبالإضافة إلى ذلك نرى انعكاساً إيحابياً لها على نفس المداومين عليها إذ تعطيهم اتزاناً في الشخصية في أحلك المواقف كما قال الله نعالى ( خُلق الإنسان هلوعاً إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلين )
وفي الصلاة تتجه العائلة وجهة واحدة ، وتؤدي عبادة توحد أعمالهم ، وتذكرهم بوحدة عقيدتهم ، وتشعرهم بإخوّتهم الإنسانية مع المسلمين في أنحاء العالم ، وإن تناءت الديار فهم يلقون على بعضهم السلام في التشهد إذ يقولون : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) .
وكذلك الصوم يجعل العائلة مجتمعة تتذاكر أمور دينها فيما يخص فقه الصيام ، وهي ملتزمة بآدابه ، وأفرادها يتحلون بالصبر والتسامح ويتسابقون في الخيرات ويفرحون بالعيد وهم يؤدون شعائره وسننه .
وفي الحج تبدو العائلة الصالحة واضحة المعالم في قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام والسيدة هاجر وابنهما اسماعيل ، فالخليل ترك الأهل راجياً الله لهم من خيري الدنيا والآخرة ليؤدي واجب الدعوة .
وكذلك حين برهن سيدنا ابراهيم أن حبه لله فاق حب الولد وامتثل أمر الله في الشروع بذبح ابنه الذي استجاب لأمر الله إيماناً وتسليماً وأطاع أباه فلم يشكل عائقاً لأبيه كي ينفذ فيه أمر الله لكن الشيطان وقف حجر عثرة ليحول دون ابراهيم عليه السلام وتنفيذ أمر الله فما كان من ابراهيم إلا أن رجمه بالحجارة في مواقع ثلاثة هي التي يستعيد فيها الحجاج مجد انتصار قوة إيمان ابراهيم عليه السلام وتغلبه على غواية الشيطان برجمه في تلك الأماكن كرمز للتنبه إلى وجوده ، وعدم الإصغاء لغوايته وضرورة إذلاله في كل مواقف الحياة .
ونحن كل عام نستعيد ذكرى تلك العائلة المباركة و نلحظ إعادة سيرتها الخالدة المشرفة ، ويكون في بيوتنا في مواسم الحج اهتمام بالحج والحجاج إذ أننا بين توديع حاج ومتابعة أخباره واستقباله عند عودته ، كما أن موسم الحج يعنينا فنحن نرجو للحجاج أداء مناسكهم وعودتهم لأهلهم سالمين ، كما يهمنا أن نقتبس من العشر ما به بشرنا من عظيم الأجر
وأداء الزكاة يجعلنا نتحرى حالتنا المادية ونتبين أنحن في زيادة أم نقصان ، ونتحرى أحوال من حولنا من الأقارب والجيران ، فيجعل الأواصر الاجتماعية قوية ، ويتعلم الأبناء من الآباء هذا التواصل الاجتماعي الإيجابي .
وحتى نحافظ على ثواب تلك الطاعات كما علمنا الله ورسوله علينا ألا نسيء إلى من حولنا بإساءة مادية أو معنوية ، وأن نحاول جاهدين أن تصفو قلوبنا لنكون إلى الله أقرب .
كما أن تللك الطاعات تدفعنا إلى العمل والجد ، وتحررنا من قيود النفس والهوى والشيطان فنعيش حياتنا عطاء وبناء وتعاوناً وانسجاماً .
وإذا أردنا الاستزادة من تلك الخيرات فإن باب النوافل يفتح لنا أبواباً من الخير مما يدفعنا إلى الأمثل والأحسن فنجد أن علينا أن نكمل أركان الإسلام ونحقق ركن الجهاد القولي والفعلي بالمال وبالكلام وبالنفس والرجال لنحافظ على الأوطان ونعيش في عز وأمان .

المصدر: شبكة مشكاة





توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً