عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-11, 09:16 PM   #7
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


التنمية البشرية أم بشرية التنمية ؟

إننا حين نتكلم عن مدربي التنمية البشرية لا نقومهم بمكيال واحد ذلك لأن منهم من نقل هذا العلم بوعي وربط ما نقل بمبادئنا وشريعتنا ، ومنهم من نقل هذا العلم كما قرأه مترجماً فخاض بالقول دون أن يدرك مؤدى ذلك .

والذي دفعني للكلام عن هذا الموضوع أن صديقة لي استمعت لمحاضرات في التنمية البشرية وشعرت بعدها بهمة عالية وقوة ذاتية لكنها حملت أفكاراً غريبة ، ومثال ذلك حين توجهت إلي بالسؤال :

لماذا تستمعين للاستشارات ؟ إنهم يحملونك طاقة سلبية أنت في غنى عنها

قلت لها كيف تكون طاقة سلبية والله سبحانه يكون في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ، كيف تكون طاقة سلبية وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فرج الله عنه كر بة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما سترة الله يوم القيامة ) متفق عليه .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات ) أخرجه الطبراني في الكبير و الحاكم

قالت : ليس كل الناس يقدرون على ذلك ، ومضت تقول : إن علم التنمية البشرية يساعد الإنسان على أن يخط مستقبله بيدية كل إنسان يحمل داخله بذور نجاحه ولكن عليه أن يدرك إمكاناته ويطورها وحتماً سيحقق حلمه
فسألتها : أين هذا الكلام من القضاء والقدر ؟

فكرت ثم قالت أنا أؤمن بالقضاء والقدر، ولكن على الإنسان أن يخطط ويعمل ما في وسعه وبعدها لا يسأل عن النتيجة لأنها بقدر من الله وقضائه
قلت لها : لم نختلف على هذه النقطة ، ولكن ألا ترين أنه إذا كان الإنسان هو صانع مستقبله كما يقول أهل التنمية البشرية وآمن بذاته وأصابه ما يعيق هدفه ألا ترين أن صدمته تكون كبيرة قد تصل به إلى إنهاء حياته لا سمح الله ؟ بينما إذا عمل ما عليه ثم توكل على الله فسيشعر بأنه قوي وإن فشل لأنه سيحمل معنى أن الله اختار له الأصلح والأحسن وأن الله سيعوضه خيراً .

قالت : صحيح ما تقولين ولكن عتبي على من أساء فهم التوكل فتواكل تاركاً العمل ومترقباً أحسن النتائج ! هل تعلمين لماذا تأخرنا وأصبح حالنا هكذا لأن الناس لم يفهموا دورهم وأهمية ما عندهم

قلت لها : إن آمن الناس بقواهم الخفية ونموا أنفسهم إلى أقصى مجال في التنمية البشرية فإن هذه التنمية تبقى ناقصة ما لم ترافقها بشرية التنمية
نحن بشر وصفنا الله عز و وجل بالضعف ( وخلق الإنسان ضعيفاً ) ولولا أن الله وعد الصابرين والمتقين والمحسنين بمعيته ما وجدنا رجالاً أقوياء أشداء صبروا وقت المحن وبنوا أنفسهم وحياتهم وأوطانهم وقت الرخاء .

قلت لها : إن كل علم يساعدك على فهم ذاتك ودورك في الحياة ويبين ضعفك وحاجتك إلى عون الله ومعيته هو علم يعنى ببشرية التنمية .

أما من يزعم أن التنمية البشرية هي تعني تقوية ذاتك لتظهري وكأن مستقبلك ترسمينه بريشة أعمالك بعيداً عن أي معنى من معاني الارتبط بالله الخالق الذي نواصينا بيده والذي قوتنا منه فإن هذا الزعم وهم يزيد الإنسان ضعفاً ويأساً وكفراً .


المصدر: شبكة مشكاة




توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً