عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-06, 02:20 AM   #1
الورد الطايفي
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 24-06-2006
الدولة: بوابـة الحرمين
المشاركات: 105
الورد الطايفي is on a distinguished road
Lightbulb ** أسس منهج طلب العلم عند السلف ** (1)

أسس منهج طلب العلم عند السلف

أبو خطاب العوضي

أولا / العلم النية :

قال تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )(البينة 5)

وقال عز وجل ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ )(الشورى20)

وقال سبحانه وتعالى ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا )(الإسراء18)

وروى الإمام محمد بن إسماعيل البخاري (ت258هـ) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )(1)
وروى الإمام مسلم بن الحجاج (ت261هـ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن أول من تُسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة , فذكرهم وذكر منهم رجلاً تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن , فأُتي به فعرَّفه نعمه فعَرَفها , قال فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلمَ وعلمته وقرأت فيك القرآن , قال : كذبت , ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم , وقرأت القرآن ليقال : هو قارئ . فقد قيل . ثم أُمر به فيسحب على وجهه حتى أُلقي في النار …)(2)
وروى الحافظ أبوعبدالله بن ماجه في مقدمة سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من تعلم العلم مما يُبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب عـُرُضاً من الدنيا , لم يجد عُرف الجـنة يوم القـيامة )(3) يعني ريحها
وأخرج بإسناده عن جاب بن عبدالله رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء , ولا لتماروا به السفهاء , ولا تخيروا به المجالس , فمن فعل ذلك فالنار النار )(4)
وقال الحافظ أبوبكر أحمد بن علي البغدادي (ت463هـ) ( يجب على طالب الحديث أن يخلص نيته في
طلبه , ويكون قصده بذلك وجه الله سبحانه وتعالى )

وقال أيضاً ( وليحذر أن يجعله سبيلاً إلى نيل الأعراض وطريقاً إلى أخذ الأعواض , فقد جاء الوعيد لمن ابتغى ذلك بعلمه .. ) ثم قال ( وليتق المفاخرة والمباهاة به , وأن يكون قصده نيل الرئاسة واتخاذ الأتباع وعقد المجالس , فإن الآفة الداخلة على العلماء أكثرها من هذا الوجه ) .
وقال أيضاً ( وليجعل حفظه حفظ رعاية لا حفظ رواية , فإن رواة العلوم كثير , ورعاتها قليل , ورب حاضر كالغائب وعالم كالجاهل وحامل للحديث ليس معه منه شيء … ) ثم ذكر الحسن البصري (ت110هـ) قوله ( همة العلماء الرعاية وهمة السفهاء الرواية )(5)
قال بدر الدين بن جماعة (ت733هـ ) ( يجب أن يقصد المعلم بتعليم طلبته وتهذيبهم وجه الله تعالى , نشر العلم وإحياء الشرع ودوام ظهور الحـق وخـمول الباطل , واغتنام ثوابهم وثواب من ينتهي إليه علمه , وبركة دعائهم له وترحمهم عليه , ودخوله في سلسلة العلم بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم , وعداده في جملة مبلغي وحي الله وأحكامه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جُحرها يصلون على معلم الناس الخير )(6)

وقال رحمه الله ( كان علماء السلف الناصحون لله ودينه يلقون شبك الجتهاد لصيد طالب ينتفع النسا في حياتهم ومن بعدهم , ولو لم يكن للعالم إلا طالب واحد ينفع الناس بعلمه وعمله وهديه وإرشاده لكفاه ذلك الطالب عند الله تعالى , فإنه لا يتصل شيء من علمه إلى أحد فينتفع به إلا كان نصيب من الأجر , كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم " إذا مات العبد انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية , أو علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعوله " وإذا نظرت وجدت معاني الثلاثة موجودة في معلم العلم . ملخصاً (7) .

وقال أبوعمر عثمان بن عبدالرحمن الشهرزوري المعروف بابن الصلاح (ت643هـ) ( علم الحديث علم شريف يناسب مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم , و ينافر مساوئ الأخلاق ومشاني الشيم , وهو من علوم الآخرة لا من علوم الدنيا , فمن أراد التصدي لإسماع الحديث أو لإفادة شيء من علومه , فليقدم تصحيح النية وإخلاصها , وليطهر قلبه من الأغراض الدنيوية وأدناسها وليحذر بلية حب الرئاسة ورعونتها )(8)

وقال الشيخ عبدالحميد بن باديس ( غاية العالم المسلم أن يهتدي في نفسه وأن يهدي غيره , أما كثر الطلاب فمنهم من تكون غايته الوظيفة , فهم غفلة من أنفسهم وعن غيرهم , ومنهم من تكون غايته أن ينال الشهادة بالعلم , فهو مثل الأول , فأنا الغاية الحقيقة التي ذكرنا فما أقل أهلها لأنها لا ذكر لها في برامج التعليم , ولا اهتمام بها من المعلمين . وحق على كل طالب أن تكون هي غايته , وهو مع ذلك نائل العلم , ونائل ما يؤهله للوظيفة إن أبى إلا أن تكون من قصده , ولكنه بالقصد إلى تلك الغاية يكون عاملاً في أثناء تعلمه على تهذيب نفسه , ويكون مصدر هداية الناس في المستقبل , كن هذا إنما يتم للطالب إذا كان شيوخه يهتمون بهذه الغاية و ويعملون لها , ويوجهون تلامذتهم لها . وما أعز هذا الصنف من الشيوخ )(9)

-----------------------

(1) رواه البخاري في صحيحه كتاب بدء الوحي الحديث الأول . ورواه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة باب ( إنما الأعمال بالنيات )3/1515 , ح155 ,
(2) رواه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار 3/1514 , ح152
(3) سنن ابن ماجه باب الانتفاع بالعلم والعمل به 1/92 , ح252 , ورواه الإمام أحمد في مسنده 2/338 , أبو داود في سننه كتاب العلم , باب في طلب العلم لغير الله 4/71, ح3464 وإسناده صحيح
(4) سنن ابن ماجه , المقدمة باب الانتفاع بالعلم والعمل به 1/93 , ح254 قال في الزوائد : رجال إسـناده ثقات , ورواه ابن حبان في صحـيحه ( موارد الظمآن ص51 ,ح/90 باب النية في طلب العلم , الحاكم في مستدركه 1/85,86 أول كتاب العلم مرفوعاً وموقوفاً
(5) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/81-85 باب النية في طلب الحديث , وكلام الحسن ص91 وهو أيضاً في جامع بيان العلم لابن عبدالبر 2/6
(6) انظر تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم ص47 والحديث أخرجه أبو عيسى الترمذي عن أبي أمامه الباهلي في كتاب العلم من جامعه باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة وقال : هذا صحيح غريب كما في تحفة الأشراف للحافظ المزي4/177 وتحفة الأحوذي للمباركفوري 3/283
(7) المصدر السابق ص63 والحديث رواه مسلم في الوصية باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته 3/1255 ح/14
(8) علوم الحديث , النوع السابع والعشرون ص213
(9) ابن باديس لعمار الطالبي 4/203 –204
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

مختار من موقع صيد الفوائد



توقيع الورد الطايفي
[CENTER][COLOR="Gray"][COLOR="DeepSkyBlue"]كن[/COLOR] واحدًا [COLOR="DeepSkyBlue"]لـ[/COLOR]واحدٍ [COLOR="deepskyblue"]في[/COLOR] واحدٍ[/COLOR][/CENTER]
الورد الطايفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس