عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-16, 12:28 AM   #1
فاطمة سالم
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني1 بمعهد لعلوم الشرعية|
Note تــــــجاربٌ فـــي الطّــلب

بسم الله الرّحمــــن الرّحيـــــم

تــــــجاربٌ فـــي الطّــلب

للشيخ أحمد الصقعوب


لم أجدْ في العلم أبركَ ، ولا أنفعَ ، و لا أثمنَ من العناية بالحفظ ؛ فهو رأسُ مالِ الطالب ، وكنزُه الذي يَنهلُ منه كلَ حياته ، ومَعينٌ لا يَنضبّ ، وعلمٌ يَصحبُه أينما وَجّه ، وعلى قدرِ إتقانه ؛ تكونُ الفائدةُ منه أكبرَ ، وأكثرُ ما يُعيق الطالبَ عن الاستفادةِ مِن الحفظِ والاستمرارِ فيه أمورٌ منها :
▪عدمُ معرفتِه بأهميتِه .
▪عدمُ الاشتغالِ بحفظِ الأَهمِّ من العُلوم .
▪عدمُ السّيرِ المستمرِّ .
▪عدمُ الضبطِ والاتقانِ .
▪عدمُ التّفهُمِ لمحفوظِه .
☆ أمّا أهميةُ الحفظِ ، فلا يُنكرُه إلا جاهلٌ ، ولا تَسمعْ لمن يُثبّطك ؛ فلنْ تأخذَ في العلمِ أثمنَ منه ، فعلمُك الحقيقيُ ما وَقرَ في صدرِك ، لا ما أوْدعتَه كتابَك ، فليس بِعلمٍ ما لا يَحضرُ معك الناديْ ، ويَعبرُ معك الواديْ ، وتجدُه حينَ يَغيبُ عنك كتابُك .
وكلُ شيءٍ يُمكنُ استدراكُه إلا الحفظُ ؛ فإنه إنْ فاتَ وقتُه ؛ عَسُرَ تداركُه ، وإنْ نُسيَ صَعُبَ استرجَاعُه ، فبادرْ العُمْرَ ، واغتنمْ الفُرصَ في الحفظِ ؛ تَحمدْ ذلك بلا شَك .
☆وأَهمّ ما يُحفظُ الأصلانِ ( الكتابُ والسنّةُ ) ، فليس شيءٌ يُحفظُ لِذاتِه غيرَهُما ، فكلُ علمٍ يحتاجُ لدليلٍ إلا الكتابَ والسنةَ؛ فهما الدليل ُ، فإن أردتَ اختصارَ الطريقِ ، والوصولَ لأصلِ العلمِ ، وبلوغَ غايتِه ؛ فاعْتنِ بهما حفظاً وفهماً ، وأهمّ ما يُحفظُ من كُتبِ السنّة الصحيحانِ ؛ لاشتمالهما على أبوابِ الحديثِ وعُلومِه كلِّها ، فاغتنمْ ذلك ؛ تَنلْ خيراً لا يَعرفُه إلا من ذاقَه
☆ وعليك بالسّيرِ المستمرّ ؛ ولو قَلّ المقدارُ ، وإياك والتَقطّعات ؛ فإنها قاطعةٌ عن المُواصلةِ ، مُبعدةٌ عن التَميزِ ، يَظنّ صاحبُها أنه سائرٌ ؛ وليس كذلك ! ، فغيرُه يَقطعُ المراحلَ وهو في مَحلّه قائمٌّ .

☆ وعليك بضبطِ مَحفوظِك ، وأهمّ ما يُعينُك على ذلك :
● الانضباطُ بالمقدارِ اليوميّ .
● التكرارْ للمقدارِ اليوميّ ، وكلما كَثُرَ التكرارُ ؛ ثبتَ الحفظُ وأبطأَ النسيانُ
● إكثارُ المراجعةِ لآخِرِ ما حفظتَ ، وربْطُه مع محفوظِ اليوم .
● السّردُ المستمرُ للمحفوظِ السابقِ على الشيخِ ، أو أحدِ الأقرانِ ؛ فلهذا من الأثرِ على ضبطِك ما يَشهدُ به مَنْ عاناه .
وبِسيْرك على ذلك ؛ تَضمنُ إتمامَ المحفوظِ ، وإتقانَه ، والاستفادةَ منه .
☆ الارتباطَ الارتباطَ بالشيخِ والصُحبةِ الذين يَعيشون هَمّ الحفظِ ، وكثرةَ المذاكرةِ معهم ؛ فإنّ هذا يُهيّجُ على الحفظِ ويُحركُ الفَهمَ ، ويَفتحُ مشاريعَ الاستفادةِ منه ، ويُظهرُ لك النقصَ عندك ، ويُزيلُ الوَحشةَ من قِلّةِ السالكين في الدربِ ، لا سيّما مشاريعُ الحفظِ الكِبار ! كحفظِ الكتابِ والسنةِ ؛ فإنها تَحتاجُ لِهممٍ عاليةٍ ، وصُحبةٍ دائمةٍ ، وتَيقُظٍ ومُلازمةٍ ؛ حتى تخالطَ لَحمَك ودمَك ، وتَقرَ في سُويداء قلبِك ، وتعيشَ معها ليلَك ونهارَك ؛ لِتشرقَ أنوارُها في قلبِك ، وتَتفتحَ أزهارُها في نفسِك ، وتجري كنوزُها على لسانِك ، وتتنزلَ خيراتُها على نفسِك ، وتَحلَ بركاتُها على علمِك ، و تَثبتَ على حفظِها وفهمِها ، وتعملَ بها وتنشرَها ، وهذا - وربي - مَعدنُ العلم ، وأصلُه ، ورأسُه ، وذروةُ سنامِه ، مَنْ وُفق لها ؛ فازَ ، ومَنْ حُرمها ؛ فاتتْه خيراتٌ لن يَجدَ عنها عِوضاً .
☆ ومما يْعينك على تَفهم ِ محفوظِك :
▪ التدبرُ والتأملُ لما حفظتَ وإِعمالُ الفكرِ فيها .
▪ جَمْعُ النظائرِ إلى بعضٍ .
▪المذاكرةُ المستمرةُ مع المشايخِ والأقرانِ في المعاني والفوائدِ .
▪الارتباطُ الوثيقُ بالكتابِ والسنةِ ، والمداومةُ على النظرِ فيها ، فانْفتاحُ علومِها ، واستقرارُها في القلب ؛ يأتي رويداً رويداً ، لا دفعةً واحدةً .
▪النظرُ في الكتبِ المؤلفةِ عليها ، كشرحٍ وقواعدَ ، ومواضيعَ ، واستدراكٍ ، وتحشيةٍ ، ودراساتٍ ، ومداخلَ ، ومقدماتٍ ، وتقريراتٍ ، وغَيرِها ؛ فهذا يفتحُ لك فوائدَها ويُظهرُ لك نفائسَها .


المصدر : موقع نماء العلمي



توقيع فاطمة سالم



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة سالم ; 10-04-16 الساعة 12:31 AM
فاطمة سالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس