عرض مشاركة واحدة
قديم 23-03-09, 02:04 AM   #24
د.سهيرالبرقوقي
نفع الله بك الأمة
افتراضي

* عـن هانـئ مولـى عثمـانَ قـال : كـان عثمـان بـن عفــانَ ـ رضي الله عنه ـ إذا ‏وقــف علـى قبــر ‏‏ يبكـي حتـى يبُـل لحيتـه ، فقيـل لـه : تذكـر الجنـة والنـار ! فـلا تبكـي ، ‏وتبكـي مـن هـذا ؟ ! . ‏
‏ فقـال : إن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : ‏

" إن القبـر أول منـازِلِ الآخــرةِ ، فـإن نجـا منـه فمـا بعـدَه أيســرَ منـه ، وإن ‏لـم ينـجُ منـه فمـا ‏‏ بعـدَه أشـدُّ منـه " .‏

‏ قـال : وقـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى وآله وسلم ـ : ‏
" مـا رأيـتُ منظـرًا قـطُّ إلا والقبـرُ أفظـعُ منـه " . ‏
سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ‏‏( 37 ) ـ كتاب : الزهد / ‏
‏ ( 32 ) ـ باب : ذكر القبر والبلى / حديث رقم : 4267 / ص : 707 / حسن . ‏

يـروي سـالم بـن عبـد الله ـ رحمه الله ـ أن عمـر بـن الخطــاب كـان يُدخــل ‏يـده فـي دَبَــر ـ ( أي ‏قرحـة البعيـر ) ---> ( والمفـرد الدبـرة ) ـ البعيـر ويقـول : إنـي لخائـفٌ أن أسـأل ‏عمـا بـك .

‏ خبر صحيح ، أخرجه ابن سعد وابن عساكرعن طريقه . ‏
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق عمر بن الخطاب / ص : 142 . ‏

وكـان ـ ( أي عمـر بـن الخطـاب ) ـ يبكـي مـن خشـية الله تعالـى ، وربمـا مـرَّ ‏بالآيـة مـن ورده ‏بالليـل فتخنقـه ، فيبقـى فـي البيـت أيامـًا ، يُعـاد يحسـبونه مريضـًا !! . ‏
‏ خبر حسن لغيره . أخرجه أحمد في الزهد ، وابن عساكر ‏‏..... .‏
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق عمر بن الخطاب / ص : 142 . ‏

يقـص علينـا أبـو رافـع ـ رضي الله عنه ـ فيقـول : ‏

كـان أبـو لؤلـؤة عبـدًا للمغيـرة بن شـعبة ـ ( وكـان مجوسـيًّا ) ـ ، وكـان ‏يصنـع الأرحـاء ـ ( جمـع رَحَـا ، وهـي التـي يطحـن بها ) ـ ، وكان المغيـرة ‏يسـتغله كل يـوم أربعـة دراهـم ، قـال : فلقـي أبـو لؤلـؤة عمـر ، فقـال : يا أميـر ‏المؤمنيـن ، إن المغيـرة قد أثقـل عليَّ غلتـي ، فكلمـه أن يخفـف عنـي . ‏
فقـال لـه عمـر : اتـق الله ، وأحسـن إلـى مـولاك ، ومـن نيـة عمـر أن يلقـى ‏المغيـرة فيكلمـه يخفـف عنـه ، فغضـب العبـد . وقـال : وسـع النـاس كلهـم ‏عدلـه غيـري ؟ ! . ‏
فأضمـر علـى قتلـه (1) ، فاصطنـع خنجـرًا لـه رأسـان ، وشـحذه ، وسـمَّه ، ثـم ‏أتـى بـه الْهُرْمُـزان ،
فقـال : كيـف تـرى هـذا ؟ . قـال : أرى أنـك لا تضـرب بـه أحـدًا إلا قتلتــه ، ‏قــال : فتحيَّـن أبـولؤلـؤة عمـر ، فجـاءه فـي صـلاة الغـداة (2) حتـى قـام وراء عمـر ، وكـان عمـر ‏إذا أقيمـت الصـلاة يتكلـم يقـول : ‏

أقيمـوا صفوفكـم ، فقـال كمـا يقـول ، فلمـا كبَّـر ، وجـأه ـ أي ضربـه ـ أبـو ‏لؤلـؤة وجـأةً فـي كتفـه ، ووجـأهُ فـي خاصرتـه ، فسـقط عمـر ، وطعـن بخنجـره ‏ثلاثـة عشـر رجـلاً منهـم ، فهلـك منهـم سـبعة ، وأفـرق ـ أي : بـرأ ـ منهـم ‏سـتة ، وحُمـل " عمـر " فذُهِـبَ بـه إلـى منزلـه ، وهـاج النـاس حتـى كـادت ‏تطلـع الشـمس ، فنـادى عبـد الرحمـن بـن عـوف ، فصلـى بهـم بأقصـر ‏سـورتين فـي القـرآن . ‏

فلمـا قضـى صلاتَـه توجهـوا إلـى " عمـر " ، فدعـا بشـراب لينظـر مـا قـدْر ‏جُرحـه ، فأتـي بنبيـذ فشـربه ، فخـرج مـن جرحـه ، فلـم يـدر أنبيـذ هـو أو دم ‏جرحـه ، فدعـا بلبـن فشـربه ، فخـرج مـن جرحـه ، فقالـوا : لا بـأس عليـك يـا ‏أميـر المؤمنيـن . ‏

فقـال ـ ( أي عمـر ) ـ إن يكـن القتـل بأسًـا فقـد قُتلـت ، فجعلـوا يثنـون عليـه ‏يقولـون :

جـزاك الله خيـرًا يـا أميـر المؤمنيـن ، كنـتَ وكنـتَ ، ثـم ينصرفـون ، ‏ويجـيء قـوم آخـرون فيثنـون عليـه ، فقـال عمـر : أمـا والله علـى مـا يقولـون ‏، وددتُ أنـي خرجـتُ منهـا كفافًـا ، لا علـيَّ ولا لـي ، وأن صحبـة رسـول الله ـ ‏صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـد سـلمت لـي . ‏

فتكلـم " عبـد الله بـن عبـاس " ، وكـان عنـد رأسـه ، وكـان خليطَـه كأنـه مـن ‏أهلـه ، وكـان ابـن عبـاس يقـرأ القـرآن ، وتكلـم ابـن عبـاس فقـال :

والله لا تخـرج منهـا كفافًـا ، لقـد صحبـت رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، ‏فصحبتـه بخيـر مـا صحبـه صاحـب ،


كنـتَ لـه وكنـتَ لـه ، حتـى قُبـض رسـول ‏الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهـو عنـك راضٍ ، ثـم صحبـتَ خليفـة رسـول الله ـ ‏صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وكنـت تنفـذ أوامـره ، وكنـتَ لـه ، وكنـتَ لـه ، ثـم ‏وليتهـا يـا أميـر المؤمنيـن أنـت ، فوليتهـا بخيـر مـا وليهـا والٍ ، كنـت تفعـل ‏وكنـت تفعـل ، فكـان عمـر يسـتريح إلـى حديـث ابـن عبـاس .

فقـال " عمـر " : يـا ابـن عبـاس ، كـرر علـيَّ حديثـك ، فكـرر عليـه . ‏
فقـال " عمـر " أمـا والله علـى مـا تقولـون ، لـو أن لـي طِـلاع ـ ( أي : ملؤهـا ) ‏ـ الأرض (3) ذهبًـا لافتديـتُ بـه اليـوم مـن هـول المطلـع . ‏

صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ... / ص : 369 : 371 . ‏
----------
الحاشية:
====

‏( 1 ) أي أضمر ونوى أبو لؤلؤة على قتل عمر .‏
‏( 2) صلاة الغداة : أي صلاة الفجر .
‏‏( 3 ) طلاع الأرض : ملؤها حتى يطالع أعلاه أعلاها فيساويه . ‏


يُتْبَعُ.........



توقيع د.سهيرالبرقوقي
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}
http://www.tvquran.com/


{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }

د.سهيرالبرقوقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس