عرض مشاركة واحدة
قديم 25-06-07, 11:49 PM   #1
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي الطريقة المثلى للأنتفاع بالقرآن الكريم


ما الطريقة المثلى للأنتفاع بالقرآن الكريم ؟

الجواب :

القرآن الكريم ــ يحتاج الشخص عندما يريد أن يجعل بينه وبين القرآن علاقة يحتاج إلى أن يفهمه وإذا أراد أن يحفظه فقد ذكرت أكثر من مرة الطريقة التي تجمع بين الفهم أولاً ثم الحفظ ثانياً .

وهذه الطريقة هي :

1/ تحديد الآيات التي تتكلم عن موضوع واحد ،

2/ ثم النظر في هذه الآيات ماهو موضوعها هل موضوعها في الطلاق في الرضاع في الحج في الصيام ، إلى غير ذلك من الموضوعات وكثيراً من المفسرين رحمهم الله سلكوا مسلك وهذا المسلك هو أنه يحدد الآيات التي تتكلم عن موضوع واحد ثم يذكرها ثم يتكلم عنها ، أو يقسم الموضوع إلى عدة عناصر وكل عنصر يتكلم عنه بمفرده أو الجمل على حسب علامات الوقف يتكلم ، يجزء الآية مثلاً أو يجزأ الآيات على حسب علامات الوقف ويتكلم عنها ، فيحتاج الشخص إلى تحديد الموضوع ومعرفة الموضوع ماهو تحديد الآيات ومعرفة الموضوع ثم النظر فيما اشتمل عليه هذا الموضوع من المفردات اللغوية والشرعية .

3/ ثم بعد ذلك ينظر إلى سبب النزول هل هذه الآيات مشتملة على سبب نزول كما في قوله جلا وعلا : ( يسألونك عن الشهر الحرام ) يعني جميع مافي القرآن من أسئلة لأن السؤال يكون هو سبب النزول أو يكون فيه آيات لها سبب نزول لكنه لم يذكر وفيه كتاب أسباب النزول ، المهم معرفة هذه الآيات هل لها سبب نزول أم لا وإذا كان لها سبب نزول فإنه يعرف سبب النزول

4/ ثم ينظر في هذه الآيات من جهة هل دخلها نسخ أم لا هل هي محكمه أو دخلها نسخ وإذا دخلها نسخ فأنه يبحث هل الموجود وهو ناسخ أو ما إلى ذلك المهم هو تمييز الآيات من جهة النسخ والاحكام .

5/ ثم بعد ذلك معرفة معاني الآيات وبخاصة على حسب علامات الوقوف وأحسن من تكلم على تفسير هذه الآيات على هذا الوجه هو ابن جرير والطبري رحمهما الله تعالى .

6/ ثم بعد ذلك يعرف المعنى العام لهذه الآيات .

7/ ثم ينظر فيما اشتملت عليه هذه الآيات من جهة الأحكام .

8/ ثم بعد ذلك ينظر في هذه الآيات هل يوجد في هذه الآية شبهاً بآية أخرى من الناحية اللفظية كما في قوله جلا وعلا في سورة البقرة : ( وما أهل به لغير الله ) وفي سورة المائدة والأنعام والنحل : ( وما أهل لغير الله به ) وكذلك قوله : ( وترى الفلك فيه مواخر ) وفي موضع أخر ( وترى الفلك مواخر فيه ) يعني المتشابه من ناحية اللفظ وفيه كتب مؤلفة في هذا الموضوع .

9/ ثم ينظر في هذه الآيات هل يوجد فيها أشكال كما في قوله جلا وعلا : (فلنسألنا الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين ) وكما في قوله جلا وعلا : ( وقفوهم أنهم مسئولون ) مع قوله تعالى : ( فيومئذ لا يسأل عن ذنبه أنس ولا جان ) ففيه آيات تدل على أثبات السؤال وفيه آيات تدل على نفي السؤال فيقف القارىء في حيرة من ذلك وفيه كتب أعتنى مؤلفوها رحمهم الله اعتنوا فيها ببيان المشكل من هذا النوع من القرآن .

10/ بعد هذه الأمور بعد ذلك كله بأمكانه أن يحفظ الآيات ويتأكد من حفظها بتكرارها التكرار الذي يكفي .

11/ ثم بعد ذلك يتعاهدها دائماً .

بهذه الطريقة يكون قد فهم ما قرأ فإذا قراءها قراءة تدبر ( لأن بعض الناس يقرأ قراءة تعبد ) مثل البخاري رحمه الله كان في حياته يصلي بالناس التراويح ويقرأ في الركعة عشر آيات أو عشرين آية على حسب اختلاف الرواية عنه , ولكنه كان يختم القرآن كله لنفسه في كل ليله من ليالي رمضان والإمام الشافعي رحمه الله في رمضان كان يختم القرآن في النهار مرة وفي الليل مرة لكن بعض الناس مثلاً قد يقرأ قراءة متأنية بمعنى أن كل آية يمر عليها لابد أن يفهم معناها فهذه الطريقة إذا أراد الإنسان أن يعني يقرأ قراءة تدبر فهذا أمره راجع إليه .

وهذه هي الطريقة التي يسلكها طالب العلم وبالله التوفيق .




فضيلة الشيخ العلامة / عبدالله بن عبدالرحمن الغديان ــ حفظه الله ورعاه ــ

.. نورٌ على الدرب ..

....



توقيع أم أســامة
:

قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِى صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا »
سنن ابن ماجه .


قـال ابـن رجب ـ رحمـه الله ـ: «من مشى في طاعة الله على التسديد والمقاربة فـليبشر، فإنه يصل ويسبق الدائب المجتهد في الأعمال، فليست الفضائل بكثـرة الأعمـال البدنية، لكن بكونها خالصة لله ـ عز وجل ـ صواباً على متابعة السنة، وبكثرة معارف القلوب وأعمالها. فمن كان بالله أعلم، وبدينه وأحكامه وشرائعه، وله أخوف وأحب وأرجى؛ فهو أفضل ممن ليس كذلك وإن كان أكثر منه عملاً بالجوارح».


" لا يعرف حقيقة الصبر إلا من ذاق مرارة التطبيق في العمل , ولا يشعر بأهمية الصبر إلا أهل التطبيق والامتثال والجهاد والتضحية "

:

التعديل الأخير تم بواسطة أم أســامة ; 25-06-07 الساعة 11:53 PM
أم أســامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس