عرض مشاركة واحدة
قديم 30-04-08, 12:44 AM   #1
من حاملي الراية
جُهدٌ لا يُنسى
c5 تلخيص لقاء "تراجم البخاري" (وورقتي العمل الثانية والثالثة)!

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على سوله الذي اصطفى.
أما بعد:
فهذا تلخيص لأهم ماذكر في لقاءنا هذا الأسبوع، مع التنبيه أن الأستاذة تحدثت عن طرقة قراءة صحيح البخاري، ووصايا لقارئ الصحيح، وهاتان النقطتان ذكرتا في التلخيص السابق، فيكتفى به.
وفي هذا التلخيص فوائد إضافية لم يتسع لها وقت اللقاء، رأيت إضافتها للفائدة .
تراجم الإمام البخاري:
يُقصد بها، أسماء الأبواب كما سماها البخاري رحمه الله تعالى.

أنواع تراجمه رحمه الله:
[IMG][/IMG].

أولا: التراجم الظاهرة:وللبخاري مسالك متعددة من التراجم الظاهرة اشترك فيها مع غيره ، وهي :-
1- الترجمة بصيغة خبرية عامة :-
وذلك بأن تكون الترجمة عبارة تدل على مضمون الباب بصيغة خبرية عامة تحتمل عدة أوجه ، فتدل على محتوى الباب بوجه عام ، ثم يتعين المراد بما يذكر من الحديث في الباب .
فائدة هذه التراجم :-
الإعلام الإجمالي بمضمون الباب ، ثم يدرك القارئ المعنى المقصود .
2- الترجمة بصيغة خبرية خاصة :-
وذلك بذكر مسألة محددة في الباب ، دون أن يتطرق إليها الاحتمال .
فائدة هذا المسلك :-
1- إفادة أن هذا الحديث فيه دليل لهذا الحكم ، أو الفائدة التي أوضحتها الترجمة .
2- أن المؤلف قائل بها ، مختار لها ، إذا كانت المسألة خلافية بين العلماء .
3- الترجمة بصيغة الاستفهام :-
وذلك بأن تكون ترجمة الباب مصوغة على عبارة من عبارات الاستفهام
وهذا المسلك عند البخاري أكثر وجودًا ودقة من غيره .
ما المقصود من الاستفهام ؟
ما يتوجه بعد في الباب من النفي أو الإثبات .
لماذا عبر بهذه الصيغة ؟
1- إثارة لانتباه الذهن .
2- إعمالاً للفكر .
متى يعمد البخاري إلى الترجمة بصيغة الاستفهام ؟

1- عندما تكون مسألة الباب موضع اختلاف تحتاج للبحث والترجيح .
2- عندما تكون مسألة الباب هي موضع اتفاق العلماء فيكون المقصد من هذه الترجمة :-
اثارة الانتباه لمعرفة دليل هذه المسألة .
أو أن ثمة تفضيلاً فيها بين العلماء .
أو للاحتمال في الدليل الدال عليها .
4- اقتباس الترجمة من حديث الباب :-
وذلك بأن يجعل لفظ الحديث المروي في الباب ترجمة له ، كله أو بعضًا منه .
وكأن المؤلف في مثل هذه المواضيع يقول :- باب هذا الحديث .
فائدة هذا المسلك :-
إعلام أن المصنف قائل بهذا الحديث ذاهب إليه .
وقد وجد ذلك مستمرًا في صحيح البخاري ، ونص عليه الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – حيث قال :- ” إن اختياره يؤخذ في العادة من الآثار التي يودعاه في الترجمة ”
ومن ذلك :-
أن يأتي في الترجمة بحديث مرفوع ليس على شرطه ، ويخرج في الباب حديثًا على شرطه شاهدًا له ،
أو يترجم بحديث قد خرجه في موضع آخر فيذكره معلقًا اختصارًا .
5- الإخبار عن بدء الحكم وظهور الشيء :-
وذلك أن البخاري يترجم في أول بعض الموضوعات ببدء ذلك الأمر وظهوره .
فائدة هذا التنصيص :-
لمثل هذا التنصييص فائدة كبيرة في تاريخ التشريع ،وغير ذلك من الفوائد التي يستفيدها العلماء .

ثانيا: التراجم الاستنباطية:
يضع المؤلفون العناوين لمسائل كتبهم للدلالة على مضمونها وموضوعها ، وتوجيه ذهن القارئ إليها من أول الأمر ، فالأصل في العناوين والتراجم أن تكون مطابقة لمضمون الباب ظاهرة واضحة ، ولا تحتاج إلى قدح زناد الفكر .
لماذا يستخدم المصنفون التراجم الاستنباطية التي تحتاج إلى إعمال الفكر حتى نعرف مطابقتها لما وضعت له ؟
إن المؤلف قد لا يقتصر على الفائدة السابقة بل يلاحظ أمورًا أخرى أبعد منها ، فيسلك طريق الاستنباط .
من الأسباب التي تدعو المؤلفين إلى سلوك التراجم الاستنباطية :-
1- أن يريد مؤلف الكتاب الوصول إلى نتيجة لا تدل عليها أحاديث الباب التي بين يديه بصورة مباشرة ، فيضع له ما يرشده إليها في العنوان ليصل إليها القارئ بإعمال فكره ، ويعلم أنها المقصودة .
2- أن يقصد المؤلف شحذ ذهن الطالب وتمرينه على التفهم والاستنباط ، فيسلك طريق الإشارة ليتفكر القارئ فيها فيستيقظ عقله ، ويكتسب تفقهًا وتعمقًا في العلم .
من مميزات تراجم البخاري الاستنباطية :-
1-أنه في استنباط الأحكام والفوائد في تراجمه يتصرف في الأحاديث على طريقة الفقهاء ، من تأويل لنص وتفسير لمشكل – مثلاً – ويسلك في ذلك طريق الإشارة فيظن بعض الناس أنه ليس هناك ارتباط بين الحديث والترجمة ، ولكن إذا تأمل وجد ارتباطًا قويًا .
2- كون الحكم في الترجمة أولى من حكم نص الحديث .
3- تارة يكون حكم الترجمة مفهومًا من الحديث ، ولكن بطريق خفي وفهم دقيق .

ثالثا: التراجم المرسلة:
متى يستعمل البخاري هذا النوع من التراجم ؟
يستعمل البخاري هذا النوع من الراجم على وجهين من التناسب :-
1- أن يكون مضمون الباب متصلاً بالباب السابق مكملاً له ، فيفصل لفائدة زائدة في مضمونه ، فيكون بمنزلة الفصل من السابق .
2- والكثير الغالب أن يكون ضمن الباب فائدة تتصل بأصل الموضوع الذي عنون له بـ ( أبواب ) ويكون قد ذكره عقبه لهذه الملابسة .
ومثل ذلك كثير في الكتاب ، وربما تكلف الشراح عقد الصلة لهذا النوع من الأبواب بما قبلها .

رابعا: التراجم المفردة:
قال الحافظ ابن حجر :-
” وربما اكتفى بلفظ الترجمة التي هي لفظ حديث لم يصح على شرطه ، وأورد معها أثرًا أو آية ، فكأن يقول :- لم يصح في الباب شيء على شرطي ” .

وفي الختام :-نذكر تفنن البخاري في تراجمه ، وأنه كثيرًا ما يجمع بين ألوان مما ذكرنا من فنونه وأساليبه ، حتى لنجد الترجمة في كتابه تمثل بحثًا قائمًا بنفسه ، جمع العناوين والآيات والأحاديث والآثار ، والأحاديث تدل على بعضها بالمطابقة الظاهرة ، وعلى بعضها بالنظر والاستنباط ، ومن هنا تكثر الأنواع والمسالك ، حتى تبلغ العشرات .
فلذلك أدهشت العلماء ، وشغلت عنايتهم واهتمامهم ، فأطالوا القول فيها والثناء عليها ، حتى كان ذلك من أساليب تقديم الكتاب على غيره من الكتب .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى - :-
” كذلك الجهة العظمى الموجبة تقديمه ، وهي :- ما ضمنه أبوابه من التراجم التي حيرت الأفكار وأدهشت العقول والأبصار ” .

وقد تم في هذا اللقاء حل الورقة الثانية من أوراق العمل، و بعضالورقة الثالثة، وجُعِل الباقي تكليفا، آخر فرصة لاستلامه، قبل اللقاء القادم الثلاثء إن شاء الله تعالى.

ومن حضرت معنا اللقاء ولديها إضافة إو زيادة إيضاح فلتكتبها هنا بارك الله فيها..
أرفقت لكن ورقتي العمل، وصورة أنواع التراجم..
الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	صورة1 ggjvh[l.jpg‏
المشاهدات:	1793
الحجـــم:	98.6 كيلوبايت
الرقم:	594  
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ورقة عمل البخاري -2.doc‏ (37.0 كيلوبايت, المشاهدات 1008)
نوع الملف: doc ورقة 3 عمل البخاري.doc‏ (33.5 كيلوبايت, المشاهدات 983)



توقيع من حاملي الراية
أعتذر عن قلة تواجدي في الملتقى، وأسأل الله أن ييسر لي العودة مجددا..

كنز أهديه إليك على هذا الرابط
http://hatha-alislam.com/

من حاملي الراية غير متواجد حالياً